الرجل المحترق

2.5K 111 12
                                    

كانت الساعه تشير الى 7:00 صباحا ، استحممت واستغرقت وقتاً اطول من العاده وانا احاول ازالة القذارة التي اتخيلها وهي عالقه بشعري وجسدي او ازيل شعور المشرط البارد الذي يشق جلدي ، شردت قليلا مفكرة ، كان يرتدي مئزر جلدي ، يحمل مشرط ، طريقة تشريحه للفتاة والفتاة كانت مومس ، انا اعلم من هو لكن لااتذكر ، بعد ان تبادر لذهني شبح ذكرى بعيده نهضت من حوض السباحه بسرعه وارتديت روب الحمام وخرجت مسرعه اتجه الى المكتبه دون وعي مني ، بحثت عن تاريخ لندن ، اين هو ؟ تاريخ لندن اللعنه اعلم انه هنا في مكان ما ، وجدته بوقت قياسي فتحته اقلب ورقاته باحثه عن سنة 1888 ،  قرأت بأمعان وتركيز " ذو المئزر الجلدي " " جاك السفاح " " قاتل وايت تشابل " جميعها اسماء لنفس الشخص الذي قام بقتل الفتاة ، اكملت بمهل " عام 1888 انتشرت جرائم قتل المومسات بطريقه وحشيه حيث يقوم بتشريح اجسادهن بعد قتلهن ودائما ماتجد الشرطه جثث المومسات في احد الازقه القذره مغطاة بالدماء ومشرحه بطريقه احترافيه اعتقد البعض انه كان طبيب فيما مضى واشتهر القاتل بأسم جاك السفاح "
تنهدت واغلقت الكتاب لأعيده لمكانه وانا العنه بداخلي ، توجهت الى المطبخ لاجلس على الكرسي امام الطاوله وافكر ، لما احلم باشخاص من الكتب والروايات ؟ ولما اشعر بما يشعرون وكأنني حقا هناك ؟ هذا يربكني لااجد تفسيرا لذلك ، هل هذا حقيقه ام انه نسج خيالي او ربما جننت ، منذ وفاة ابي قبل سنتين وانا لوحدي لاأنيس لي سوى هذه الكتب ، بدأت لااشعر بالايام والشهور ، حتى انني لااعلم بأي شهر انا حاليا ، وجهت اهتمامي نحو ماحدث في الليلتين الماضيتن  علي ان اجد طريقة لمنع هذه الكوابيس ، شعرت بالخوف عند تذكري الليله الماضيه ، لااريدها ان تتكرر يجب ان ابقى مستيقظه هذه الليله علي ان امنع تلك الكوابيس اللعينه مهما حدث يجب ان لا اشعر بذلك مجددا ، بحثت في المكتبه عن الكوابيس والاحلام او لمحه من الماضي لكن لم يفدني شيء تراهات بتراهات لاشيء مثل ماحدث لي ، بعد استغراقي وقت طويل فيما افعله نظرت الى الساعه وكانت تشير الى 10:15 ذهبت الى غرفتي وجلست على السرير وقررت بعزم وتصميم كبير ان ابقى مستيقظه لم اغفل عن توقيت المنبه على الساعه 12:00 منتصف الليل حتى استيقظ اذما غلبني النعاس ، بقيت جالسه دون فعل شيء ثم فكرت انه لاضير من الاستلقاء وربما الدفئ ايضا تحت الاغطيه ، شعرت بالنعاس لكن قاومت ، اغمضت عيني قليلا وفتحتهما متيقضه ثم رويدا رويدا اغلقتهما مجددا ، نمت نوما مضطربا وانا اتقلب في سريري كثيرا ، استيقظت على صوت المنبه والنعاس يغلف عيناي ، نظرت الى الغرفه ثم الى المنبه ، جفلت للحظه واتسعت عيناي بشدة لاعيدهما بسرعه الى زاويه الغرفه ، اكاد اقسم انني لمحت شيئا جالسا على الكرسي ، لكنه اختفى .. هل كنت احلم ؟ كانت رؤيتي مشوشة لربما تخيلت شيء ليس موجودا دعكت عيناي قليلا لتصبح رؤيتي واضحه وتجاهلت الامر مفسرة اياه انني لاازال تحت تأثير النعاس ، ضبطت المنبه على الساعه 2:00 فجرا لكي آخذ حيطتي اذما غاصت روحي في عالم آخر حيث لا رحمة ، ثم عدت للنوم  فتحت عيناي مرتعبه من صوت المنبه ومنزعجه كذلك لانني اشعر بالنعاس الشديد وارتجي حفنة من الراحة والنوم ، كنت انظر بدون وعي بعينين نصف مفتوحتين ، اوقفت المنبه وانا لاازال مستلقيه واريد العودة للنوم ، جفلت وانا انظر غير مصدقه ، كان هناك ، يجلس على الكرسي ، جسده يشبه الانسان ، اسود فاحم وكانه جذع شجرة محترق ، كان ينظر امامه لذا لم استطع تبين وجهه من هذا البعد ، اغلقت عيناي لااراديا تحت سطوة جفناي المكبلات بالذعر وانا اشعر بالفزع والخوف الشديد ، بعد عدة ثواني فتحت عيناي بحدقتين مرتعشتين ، لم اره .. اين اختفى ؟ جلت بعيناي في المكان بحثاً عنه وجدته واقفا امام النافذه ، كان مظهره مرعبا مع انني لم ارى وجهه بعد ، جسده اسود للغاية وكأنه فحمة محترقه لكن لااثر لأي حروق وكأن هذا هو لونه من الاساس ، اغلقت عيناي مرة اخرى ، لأفتحهما بسرعة وتتسعان فجأة وانا اراه ينظر لي مباشرةً وهو على بعد شبرين من وجهي ، كانت عيناه بلون قرمزي قانٍ تثير الرعب في اشد النفوس قوة ، وليس لديه فم وكأنه لم يتواجد من قبل صرخ بي بصوت خشن قوي " نامي " تكلم لقد تكلم ولم يكن لديه فم ، ياالهي في اي حلم انا ؟ ماهذا الوسواس ، كان قلبي يضرب بسرعة البرق من شدة الهلع ، شعرت انني افقد صوابي ، تمنيت ان استيقظ او انام فقط ان يذهب وينتهي هذا الكابوس ، طرفت بعيني ليختفي فجأة ، كان الخوف يسيطر على جميع حواسي وانفاسي منقطعه ، شفتي ترتجف ويداي تضغطان على الغطاء بشدة ، بعد دقائق لم اشعر الا وانا افتح عيناي بانزعاج من ضوء الشمس لم اعلم كيف نمت بعد كل ما حدث والرعب الذي استوطن داخلي ، نهضت بعصبيه لاسحب الستائر وانزلها بعنف وكأني احاول اشغال تفكيري بأي شيء يبعد طيف ذكرى أمس ، اتجهت الى البهو واحضرت ستائر سميكه غامقة اللون ، علقتها وانا غاضبه لازفر بارتياح ، بعد ان انتهيت اتبعت روتيني اليومي وانا افكر بذلك الشخص المرعب ، بحثت في المكتبه ولم اجد شيء عنه ، خطرت لي فكرة ان ابحث في علية المنزل فهناك يوجد كل ماتخلصت منه او اشياء قديمه جدا لااريدها ، كان الغبار سيد المكان ، اشعلت الضوء وجلست على الارض اقلب الكتب والحاجيات ، كانت ذكرياتي وانا صغيره ، لفت نظري دفتر ذو قفل حاولت فتحه لكن لم يفتح ، كتب عليه مذكراتي لكن لااذكر انني كتبت شيء من هذا القبيل ، تابعت البحث لاجد كتاب كان عنوانه " صديقي الخيالي " ابتسمت عندما رأيته ، انه اول رواية اكتبها ، منذ كنت في الخامسة عشر لم اكملها ابدا ، لااذكر لما ، اخذته مع المذكرات وعدت لغرفتي ، قرأت روايتي كانت جميله واحببت الشخص الذي قرأت عنه ، كانت مخيلتي واسعه ومليئه بالخرافات عندما كنت صغيره ، بحثت في خزانتي عن مفتاح القفل الخاص بالمذكرات ، تعبت ولم اجد شيئا ، امضيت اليوم بأكمله وانا ابحث او اقرأ الكتاب ، نظرت الى الساعه ، كانت تشير الى ال 10:15 قطبت حاجباي باستغراب ، لاحظت ان هذا الرقم يتكرر علي كثيرا بالاونه الاخيره ، ربما محض صدفه ، ذهبت الى سريري بعد ادراكي ان مقاومة النوم شيء اسوء من النوم نفسه ، مالبثت ان وضعت رأسي على الوسادة حتى اجتاحتني مشاعر غريبه ؛ اشعر بالحزن الكبير لكن لماذا ؟! ارغب بالبكاء ، نظرت حولي وكانت الصورة غير واضحه اكاد اجزم انني على مشارف العمى ، رأيت منوالا ونار مدفئه وانا اجلس على كرسي خشبي انظر الى النار بحزن كبير ، انتشلني من انغامسي بمتابعة السنة النار المتراقصه صوت طرق احدهم على الباب ، نهضت وفتحته لأجد  رجلا كبيرا امام الباب القى التحيه قائلا " مرحبا سيد مارنر ، عيد ميلاداً مجيداً " شد اسماعي الاسم فأنا اعرفه من قبل لايمكن ان اخطأ بذلك لكن .. مارنر ؟؟ سايلس مارنر ؟!! ، رد عليه " عيد ميلاداً مجيداً " قال الرجل " سيد مارنر هل ستأتي الى الكنيسه ؟" اجابه مارنر " لا لااضن ذلك " قال الرجل الذي يبدو انه جاره " سيد مارنر تأكد من سماع النواقيس في منتصف الليل فإذا سمعتها فستجلب لك الحظ السعيد وربما ستجد ذهبك " " شكرا لك ساحاول فعل ذلك " انصرف الرجل محييا ، مارنر ؟ ذهبه ؟ بعد هذه التساؤلات ايقنت انه سايلس مارنر وانا في روايته ، لقد اضاع ذهبه لهذا فهو يشعر بكل هذا الحزن والمعاناة ، في منتصف الليل خرج سايلس من كوخه لسماع اصوات النواقيس من الكنيسه ، وعندما اراد العوده اصابته الغيبوبه فبقي جامدا وكأنه من الحجر ، استعاد وعيه بعد وقت طويل وشعر بالبرد الشديد والضعف ، دخل الى كوخه وقد دهش عندما وجد ان الظلام اوشك ان يلف كل الكوخ فقد خمدت النار تقريبا ، انحنى ليضع مزيدا من الخشب في المدفئه وبدأت النار تضيء ماحولها وهناك امام النار وجد سايلس ذهبه لقد عاد لم يصدق عينيه ، مد يده ليلمس الكنز ، كان ذهبا لكن لم يكن بصلابة نقوده الذهبيه ، كان ذهبا ناعما رقيقا ، انه شعر طفله ، لمس سايلس الذهب الناعم وقلبه مليء بالتعجب والاستغراب ، استيقظت الطفله فجأه ، وضعها على ركبتيه وبدأ يهدأها ، كانت طفله ضائعه وامها قد ماتت في الثلج ، اخذها سايلس بحضنه وبدأ يلاعبها ، شعر سايلس بالسعاده واعتنى بالطفله التي اسماها أباي على اسم شقيقته الصغيره المتوفاة ، تعلم كيف يربيها بمساعدة جارته اللطيفه السيده دولي ، امتلئ قلبه فرحا وسعاده كما لم يشعر بها من قبل ، لقد خسر ذهبه لكنه حصل على شيء اغلى بكثير من الذهب ، كان قلبه ينبض حباً لهذه الطفله ، احبها اكثر مما قد سبق له ان احب ذهبه والطفله احبت العجوز سايلس واعتبرته اباً لها ، كانت سعيده برفقته والعيش معه والابتسامه لاتفارق وجهها ابداً ..
استيقظت في الصباح وانا اشعر بالنشاط ، كان حلما جميلا شعرت بسعاده كبيره واستمتعت بهذه المشاعر وكنت سعيده لاجل سايلس ، كان يستحق تلك السعاده وتلك الطفله الملائكيه الشكل التي احبته كثيرا واعتنت به كما اعتنى بها ، اخذت حماما ساخنا مريحا وقد تناسيت كل ذلك الرعب الذي شعرت به باليومين الماضيين وقررت ان احلامي انا من يسيطر عليها وليس العكس ، لابد انني كنت في حالة ضياع وشرود مما جعلني احلم بكوابيس مخيفه جدا ، تناولت الفطور في الساعه التاسعه وجلست اقرأ روايه سايلس مارنر وانا اتخيل كل مايحدث معه ، شعرت باتصال غريب بيني وبينه ، لقد شاركته حزنه ومعاناته وكذلك سروره وفرحه ، جعلني اتعلم ان الحياة تذيقنا جميع المشاعر وعلينا الصبر اثناء الحزن في انتظار مقدارنا من السعاده التي نستحقها ، انهيت الكتاب بابتسامه للنهايه الجميله التي حصل عليها سايلس ، قررت الذهاب خارج المنزل والتنزه قليلا ، لااذكر اخر مرة خرجت فيها ، ربما كانت مع ابي قبل وفاته ، كان يحب هذه الاراضي الخضراء الجميله والجلوس على العشب بجانب الشجره الكبيره التي تتوسطه ، ربما اختار ابي هذا المنزل البعيد عن اي منزل اخر من اجل هذا المنظر الرائع والهدوء والسكينه التي تحيط به
خرجت اتمشى على مهل وانا امتع ناظري بجمال الطبيعه ، كان الهواء جميلا والشمس التي تستعد للاختباء بخيوطها الذهبيه تودع الارض ، وصلت الى الشجره وجلست تحت ضلها ، يالها من مسكينه ولدت وحيده بعيدا عن اصدقاءها وستموت وحيده كذلك ، ليتها ولدت في الغابه حيث الجميع ، سمعت زقزقه جميله وكانت لعدة عصافير صغيره ، اتبعت مصدر الصوت ورأيت عشاً على احد فروع الشجره ، كان يحتوي ثلاث عصافير صغيره وواحده كبيره يبدو انها الام ، حط عصفور اخر قام باطعامهم وكما اضن فهو الاب  ، ابتسمت ولمست الشجره وادركت خطأي فبعد كل شيء ليس هناك مخلوق وحيد ، همست " ماعداي "
قررت متابعة السير فقد نسيت الطريق الذي كنا نعتاد السير فيه انا وابي وقررت استكشافه اليوم ، مشيت كثيرا ولم اجد شيء ، نظرت خلفي وادركت انني وسط المجهول ، لقد اضعت الطريق ، ماكان علي الابتعاد كثيرا وانا لااعرف الطريق جيدا ، تابعت السير وانا افكر انه اذا وجدت الطريق الذي كنت اذهب اليه مع والدي فسيكون الرجوع الى المنزل سهلا ، حل الظلام وبدا اللون الاخضر يتلاشى ليحل محله لون قاتم وبعدها يصبح سواداً ، اسرعت في السير حتى اصل قبل الظلام ، زلت قدمي لانني لم ادرك ان هذه الارض منحدره ، وقعت اتقلب على المنحدر الى ان اصطدمت بصخره اوقفت انحداري في منتصف الطريق الى القعر ، تأوهت من الالم وكان كل شيء اراه مشوش وغير واضح ، فتحت عيناي وانا اشعر بالبرد يسري الى عظامي ، يبدو انه قد اغمي علي ، كان الظلام يلف المكان ولم ارى شيئا حتى خيل الي انني اصبحت عمياء ، كم الساعه الان ياترى لابد انها تجاوزت التاسعه ، تلمست الارض الجالسه عليها لاقف بحذر واسير صاعدة المنحدر ، بعد سير طويل توقفت انظر حولي في المكان ، كان لايختلف عن سابقه فقط ظلام ، تنهدت بيأس وتابعت السير الذي اصبحت موقنه انه لن يوصلني الى مكان ، تعبت وجلست على الارض بعجز ، ليتني فقط اصل الى الشجره ، تمددت على العشب ونظرت الى السماء ، كان القمر مختفيا خلف غيمة يبدو انها تقف ضدي وتحيل دون رؤيتي للطريق ، كانت النجوم جميله على الاقل شيء جيد في هذه المعاناة التي اوقعت نفسي بها ، اغمضت عينيّ مستسلمه وقررت البقاء هنا حتى شروق الشمس ، نمت وانا ارتجف من البرد لكن كان التعب قد انهكني ، فتحت عينيّ ونظرت حولي ، لاشيء فقط ظلام ، كم الساعه ياترى ؟ اغلقت عينيّ وعدت للنوم ، شعرت بشيء يضغط على ذراعاي ويحملني لكن عينيّ لم تقويا على ان تفتحا ، بقيتا مغلقتين رغماً عني ، انتصبت جالسه وانا اجيل بعيني في الغرفه ، نظرت الى ساعه المنبه كانت تشير الى 10:00 صباحا ، وضعت يدي على رأسي وانا اشعر بصداع قوي ، تحسسته ولمست كدمه حدثت بسبب ارتطامي بالصخره ، ذهبت الى المطبخ واخذت حبتين اسبيرين وكوب من القهوه تساءلت في نفسي بعدم فهم ، كيف وصلت الى منزلي ؟! شعرت بان احدا كان يحملني لكن من ؟ هل كنت اهذي ؟ لااحد يعيش بالقرب من هنا ، منزلي يبعد اربعة اميال عن اقرب قريه ، اعتقد انني عدت الى المنزل دون وعي مني ، غيرت ثيابي المتسخه لارتدي ثياب نظيفه ، لم احلم بشيء البارحه ! هذا غريب ، حسنا ساراجع ما اعرفه عن كل هذه الاحداث التي تحصل حتى الان ، كل يوم عندما انام ادخل في احدى شخصيات الروايات التي سبق لي وان قرأتها ، اما اذا حاولت منع ذلك وعدم النوم سيظهر لي ذلك الشخص لكن بالامس لم احلم وكذلك لم يظهر .. اتسعت عيناي وتسمرت في مكاني عندما خطرت لي فكره ، هل يعقل انه من اعادني الى المنزل ، ذلك الشخص المخيف هل هو من حملني الى هنا ؟ نفضت عني هذه الفكرة الجنونيه وقررت انه يجب ان اعرف مايجري لي ، علي ان احل هذا الغموض وامنع تلك الاحلام ، لكن ماذا علي ان افعل ؟ كيف احقق ما اريد ؟ تذكرت المذكرات وقررت ان افتحها ، اخرجتها من خزانتي وكسرت القفل بسرعه وبدأت اقرأ ، كانت الصفحه الاولى فارغه تحتوي على كلمتين فقط مكتوبتان في منتصف الورقه بلون اسود واضح " هل رأيته ؟ " قلبت الورقه باستغراب وكانت الصفحه التاليه مثلها لكن بكلمات مختلفه " الرجل المحترق " زادت دهشتي وتعجبي وتابعت ، في التاليه كان مكتوب " ستيفاني ، هل رأيته ؟ الرجل المحترق ؟ اسمعي ستيفاني انا اكتب لكِ الان حتى لايصيبك الجنون ، عليكِ ان تتماسكي ، موت ابي سيجعلك تنسين نفسك ، كان يُذكرك دائما ويقول لكِ انتِ ستيفاني ابنتي ستيفاني ، لاتدعيهم يسيطرون عليكِ ، بمضي الايام لن تتعرفي على نفسك لن تعرفي من انتِ لكن انا سأذكرك ، كل يوم سأذكرك انتِ ستيفاني لستِ احدى الشخصيات الكتابيه ، لااريد ان أجن ارجوكِ ستيفاني خلصيني انقذيني ارجوكِ " اعدت قراءة هذه الكلمات بامعان ، ادركت ان من كتبها هي انا ، يبدو انني رأيت الرجل المحترق كما تصفه الرساله من قبل ، هذا يعني ان تقمصي للشخصيات جعلني انسى من اكون في الحقيقه ، ولاانكر ذلك فلم اعرف نفسي في البدايه حتى اسمي وجدته مكتوب بورقه ملصقه على الثلاجه ، إذا انا من فعل كل هذا لتذكير نفسي ، تابعت القراءه وكانت عبارة عن تعريف لي ، اسمي ستيفاني كارلوس عمري 22 سنه ، حصل لي اول حلم من هذه الاحلام عندما كنت في السادسة عشر ، قلق ابي كثيرا واخذني الى بعض الاطباء النفسيين ، كنت اول شخص يحدث له هذا ولم يعرفو ماذا يفسرون حالتي ، كذلك ذهبت الى روحانيين بلا فائده ايضا ، انتقلنا الى هنا من اجلي حتى اكون بعيده عن الناس ، حسنا فهمت الان لكن لما يحدث هذا معي ؟ ان الامر خيالي وغير منطقي ابدا ، يجب ان اكتشف من هذا الرجل ولما يخيفني ، قرأت المذكره حتى نهايتها واعدتها الى الخزانه ، نظرت الى روايتي " الصديق الخيالي " وفكرت ، ماذا سيحدث اذا دخلت رواية غير مكتمله ؟ تجاهلت الامر وذهبت الى المكتبه لاختار كتاب امضي به الوقت وجلست على الاريكه اقرأ ..

** تم البارت الثاني **

منتقم من عالم اخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن