الاستحواذ

1.6K 98 12
                                    

اعلنت الساعه 10:15 عن حضورها ما ان انتهيت من الكتاب الذي اقرأه ..، امعنت النظر فيها واصبح جلياً ان هناك لغزا في هذا الرقم ، كل يوم اذهب للنوم في الساعه 10:15 .. شيء اخر لااجد له تفسيراً .
ذهبت للنوم وانا اشعر بالنعاس ، استلقيت ونمت فورا
-  حبيبي جون اشتقت لك
-  عزيزتي سكارليت كيف حالكِ ؟
جون وسكارليت .. يبدو انه حلم لابأس به سأراقب
-  هل سنذهب لتناول الغداء خارجاً
-  اجل سنفعل
ابتهجت سكاليت وعانقته قائله " سنستمتع اليوم "
ابعدها قليلا عنه وكانه تضايق وقال " اجل اذهبي وجهزي نفسك "
من الواضح انه لايحبها ..  كيف لاتدرك ذلك ؟ حقا ان الحب يعمي بصيرة الانسان .. تنهدت بانزعاج لنظراته اللامباليه وهي لاترى ذلك ، دخلا مطعم فرنسي راقي ..
تناولا طعاما شهيا جدا .. قبل مغادرتهما دخلت فتاة جميله ومتأنقه ، عيناها مغريتان وشعرها اسود لامع بدت فاتنه بفستانها الاسود الضيق والفراء الذي حول رقبتها ، اقتربت من جون وقالت بغنج ودلال وهي تضع يدها على كتفه " عزيزي جون يا لها من مصادفة جميلة " وقف جون على فوره وقد اتسعت ابتسامته وبرقت عيناه اعجابا .. قبل وجنتيها وقال برقه " حقا مصادفة جميلة عزيزتي كارلي " اغتاضت سكارليت من هذه العلاقه بينهما وتجاهلهم لها ، هل هي حمقاء الاتلاحظ تصرفاته مع هذه الفتاة من الواضح انها حبيبته الاخرى .. جلست كارلي برفقتهم واقتصر الحديث بينها وبين جون وسكارليت صامته طوال الوقت وكأن لاوجود لها ابدا ، عندما خرجا قالت سكارليت بغضب " من هذه جون ؟ " تأفف جون بانزعاج وقد رفع يده لتتخلل اصابعه بخصلات شعره المائل الى البني قليلا " انها صديقتي مابك ؟ " اردفت بنفس النبرة " لقد تجاهلتني طوال الوقت وكلمتها .. ونظراتك .. هل هي حقا مجرد صديقه " ضاقت عينيه واصبحتا اكثر سوادا مما كانتا وقال بحده " بحق السماء سكارليت هل سنعود مجددا لشكك بكل فتاة اعرفها ؟" خافت من نبرة صوته فقالت متأسفه " انا اعتذر حبيبي فقط ضننت .." قاطعا بغضب قائلا " ماذا ضننتِ ..، هل انا اخونك ؟ انا لم المسك بسبب اصرارك على الانتظار الى ان نتزوج وانتِ تشككين بي " انهمرت دموعها وقالت بصوت مرتعش نادم " اسفه حبيبي لم اقصد ..، انت تعلم انني احبك "
ابتعد عنها غاضبا ثم رفع يديه باستسلام دون ان ينطق حرفا وغادر ..، عادت سكارليت الى المنزل وهي حزينه وتلوم نفسها على تسرعها وقول ماقالته ..، يا فتاة انه يكذب الا تعرفين ..، كم انتِ غبيه افهمي ذلك ..، اشتعلت في ذهني ذكرى وعرفت الرواية كما انني تخوفت مما سيحدث .. سكارليت وجون ، انها رواية  الخائن والقلب العاشق ..، ستنتحر بعد ان تكتشف خيانته لها مع العديد من النساء ..، كيف اوقفها يا الهي يجب ان افعل شيء حتى لاتموت ..، حاولت ان اكلمها عسى ولعل ان تسمعني .. سكارليت اسمعيني اتركيه انه كاذب ..، تبا ليتك تسمعينني ، صرخت بها وناديت وانا اعلم ان ذلك لن يغير من الامر شيئا فأنا غير موجوده بالنسبه لها ..، كرهت عجزي اليوم اكثر من اي وقت مضى ..، اتصلت بها صديقتها سويتي وتجاذبا اطراف الحديث عن العمل والسهرات وطلبت منها ان تأتي لحفل احدى صديقاتهن الليلة ، وافقت سكارليت مسرورة وعندما حان الوقت جهزت نفسها بملابس بسيطه وتبرج خفيف كما اعتادت فلم تحب المبالغه يوما ، ذهبتا الصديقتين واستمتعتا بالرقص والمشروب مع الكثير من الصديقات الاخريات ، صعقت سكارليت عندما رأت جون وكارلي في الحفل يقبلان بعضهما بشغف ..، رأته سويتي ايضا وحاولت التخفيف عن سكارليت مواسية بعد ان انهارت بالبكاء ..، ذهبت اليهما ووقفت امام جون ، ارتبك الاخير عند رؤيتها وقال بتوتر " سكاليت ! .. انتِ هنا ؟" قالت بعد ان ابتلعت شهقه " جون لما فعلت هذا بي لقد احببتك كثيرا .. لماذا ؟ " تغيرت نظرات جون الى اللامبالاة بعد ان كشفت حقيقته وقال ببرود وعدم اهتمام " الان بما انكِ عرفتي يمكنك القول اننا انتهينا ..، كنت اريد الحصول عليكِ فقط ولكنكِ من الفتيات المعقدات اللواتي ينتظرن الى الزواج ، اعلمي انني لن اتزوجك ولو كنتِ اخر فتاة في العالم ، حتى انك لست جذابة كباقي الفتيات الجميلات " تعلقت كارلي برقبته وهي تبتسم بسخريه الى سكارليت المتسعة عينيها من الصدمه ..، لم تتحمل نظراتهما وكلامه الجارح دفعة واحده ، خرجت من الحفل مسرعه وسارت في الشوارع حتى وصلت الى الجسر تبكي بحرقة ..، امسكت سور الجسر ونظرت الى المياه تحتها ولاتزال شهقات البكاء تلازمها ، صرخت بها قائله " سكارليت لاتفعلي ، هل جننتي لاتنتحري بسبب ذلك الحقير ايتها الغبيه " شعرت بالخوف في داخلي وسمعت سكارليت تقول بصوت مرتجف تتلفت يمنةً ويساراً وقد اصابها الذعر " من هناك ؟ من الذي حدثني " هل سمعتني ؟ لااصدق ذلك لايمكن ..، قلت لها بهدوء وانا غير موقنة من صحة ماسمعته " سكارليت هل تسمعينني ؟ " اجابت بخوف وهي تنكمش على نفسها وعينيها تجيلان النظر في المكان حولها " اجل ، من انتِ؟ " يا الهي انها حقا تسمعني لااكاد استوعب مايجري ..، لكن يجب ان لااخيفها تحققت امنيتي وساستطيع مساعدتها ، لكن اذا اخبرتها انها شخصيه في رواية لن تصدقني وسيزداد خوفها وتنتحر ..، قلت لها بجديه وهدوء " انا صوت عقلك سكارليت " اجابت ببلاهة وقد هدأ خوفها قليلا " ماذا ؟ حقا ؟! " تابعت بنفس النبرة " اجل سكارليت استمعي لي الان ، اعلم ماتحاولين فعله لكن ارجوكِ لاتفعلي فهذا لن يضره سينسى انك كنتِ في هذه الحياة يوما ولن يستغرق منه الامر سوى ثواني " اجابت بعد ان انهمرت دموعها مجددا " لكنني احببته حقا " قلت بحده وغضب " انه وغد حقير لايستحقك صدقيني سيكون عجوزاً قبيحاً ووحيد بعد عشرون سنه وانت ستكونين بين عائلة تحبك وزوج يهتم بك والاطفال حولك " نفت برأسها وقالت بخفوت وأسى " لا ، انا لم اكن كافية له " اجبتها بنفاذ صبر " سكارليت لاتكوني غبية ..، انظري لنفسك انتِ جميلة جدا لكنه لايرى ذلك بل لايهتم كل مايريده هو استغلالك ، اخبريني هل ستعطين نفسك لفاسق مثله الا تصدقين ان هنالك شخصاً ما في هذا العالم يستحقك ويريد حبك بكل جوارحه " صمتت وقللت من بكائها وبدا عليها الاقتناع بكلامي ..، تابعت مهدئه بصوت اكثر رقه " عزيزتي سكارليت انه لايستحق دموعك فكيف بحياتك ، تريدين الموت بسببه ! ، بسبب رجل مثله تنهين حياتك الثمينة ؟! " قالت وهي تمسح دموعها براحة يدها " معكِ حق انه لايستحق ذلك "
ارتحت مما سمعته وفرحت لذلك ..، خطرت لي فكرة مجنونة واشبه بالمستحيلة لكن لاضير من التجربة قلت بجدية " سكاليت سأساعدك لكن اولاً اريد تجربة شيء قد يبدو غريبا لكِ ..، هل يمكنك جعلي اتحكم بيدك ؟ " قالت بهدوء وابتسامة رقيقة " اجل لابأس فأنتِ انا " حركت يدها كما اريد وانا لااصدق كل مايحدث ، الامر مستحيل كيف لي ان اتحكم بها وهي مجرد شخصية خياليه لاوجود لها في ارض الواقع ، شخصيه مكتوبة يسيرها الحبر الذي خُط على الورق ..، هذا لايحدث حقا .. لكنه يحدث انه كذلك ، استوعبت الصدمه وقلت بهدوئي المعهود " دعيني اتحكم بجسدك بأكمله " وافقت بسرعه وبدون اعتراض ..، اصبحت اتحرك بجسدها كما ارغب انه طوع امري بالكامل ، بعد ان امتلكت جسدها تغيرت ادوارنا وسكارليت لاتزال موجودة بداخلي واستطيع التحدث معها ..، جيد اذن هي لم تختفي .. الان حان وقت الانتقام من ذلك الحقير
اشتريت فستان سهره احمر قصير ومكشوف من الاعلى قليلا ..، قالت سكارليت وانا اشعر بحرجها " لكن .. انه .." قاطعتها قائلة بضحكه صغيره " انه جميل اليس كذلك ؟ ..، لاتخجلي اعلم انك معتاده على الملابس البسيطة لكن الان سنظهر لذلك الوغد ماخسره " ارتديت حذاء اسود بكعب عالي وصففت شعرها الاشقر مائل الى البياض وكان يصل الى ظهرها بطريقة جميله وانسيابيه ، اضافت قلادتها بحجر الكريم الازرق بلون البحر اطلالة جميله لعنقها النحيف ..، وضعت مساحيق تجميل جريئة وبدت سكارليت بأبهى طلة لاتنافسها اي فتاة في جاذبيتها ،كان الليل لايزال في بدايته الساعه 11:00 تقريبا ..، دخلت الحفل وجميع الانظار تسمرت عليها باعجاب و استغراب ممن يعرفونها ، وقف جون محدقاً بها وكأنه ينخرها بنظراته التي هي نظرات دهشة اوضحتها عيناه البارزتين للخارج وفمه المفتوح على اخره ..، حتى كارلي وقفت مذهوله من هذا التحول في مظهرها وطريقة سيرها وتصرفاتها ، ذهبت الى سويتي بجانب الطاوله الصغيره واخذت كأس عصير ، كانت هي الاخرة مصدومة فقالت بتعجب " سكارليت اليس كذلك ؟ " اجبتها بأبتسامه وانا اُقرب كأس العصير من فمي " بلى عزيزتي ..، سكارليت بلحمها ودمها " وقف جون امامها وقال بحده " سكارليت ماذا أصابك ؟ " نظرت اليه بأحتقار وقلت له بهدوء مصطنع لانني رغبت بضربه وتشويه وجهه " ماذا تريد ؟ " رفع حاجبيه باستغراب قائلا " ماذا ..؟ انا حبيبك هل تطرديني ؟ " ضحكت بصوت عالي وقلت بحدة وسخرية " اسمع يا هذا قبل ساعة قلت ان كل شيء بيننا انتهى ، اذن ليكن ذلك اذهب في طريقك انا لست بحاجة لامثالك " سحبها اليه واحاط خصرها بذراعيه قائلا " اه هكذا تقولين ..، هل كنتِ تمثلين علي دور اللطيفة البريئة والان تطرديني ، اوه لا لن تفعلي مازلت سأمتلكك ..، اين كنت تخفين كل هذا الجمال ؟ " نظرت الى عينيه بتحدي وقلت بأشمئزاز " ابتعد عني ايها الوغد لااريد ان تلمسني بيديك القذرتين ..، لما لاتذهب الى عاهرتك الصغيرة تلك فأنا لااحب الاشياء التي يكثر حولها الذباب " شدها اليه وقال بأنزعاج " هل تدركين ماتقولين ، مالذي حدث لك لتتغيري هكذا ..، قبل قليل كنتِ مغرمة بي والان ماذا حدث ؟ ..، كما انني لن اتركك اليوم قبل الحصول عليكِ مهما فعلتي " انحنى عليها ليقبلها لكنني ضربته بين ساقيه لينحني متألماً ..، امسكته من شعره وقلت وانا ارفعه لوجهي بغضب وغيظ واضح " الم تسمعني ياهذا ؟ ..، اذا اقتربت مني مجددا فسأجعلك تتمنى ان تستطيع لمس امرأه في حياتك ايها الوغد ، لذا ابعد عني هذا الوجه القبيح ولاتريني اياه ماحييت ..، اريدك خارج حياتي ومنزلي وحتى المنطقة التي اعيش فيها لااريد ان تطأها قدماك مجددا والا .. اوه صدقني لن يعجبك ما سأفعله بك " دفعته عني ورمقت كارلي بنظرة محذرة ارتعدت خوفاً على اثرها واسرعت تمسك بجون ليخرجا يجران ذيول الخزي خلفهما ..، احتضنتني سويتي قائلة " اوه حبيبتي لقد كنتِ شجاعة جدا حتى انني خفت منكِ ..، ذلك الحيوان القذر يستحق مافعلتهِ به ، ليذهب الى الجحيم فهذا مكانه " وافقتها قائلة " والان لنستمتع بالحفل " ناديت سكارليت قائلة " هل تسمعينني ؟ " اجابتني بسعادة " يا الهي شكرا لكِ .. لاتعلمين كم انا سعيدة الان ..، لم احزن او اشفق عليه كان يستحق ذلك ، انا ممتنة لكِ " قلت لها محذرة " اياك ان تتصرفي بسذاجة مجددا ولاتدعي احد يستغلك احتفظي بنفسك لرجل احلامك ..، سأتركك لتستمتعي بالحفل برفقة اصدقاءك "
" هل سترحلين ؟ " بدا على صوتها الحزن ..، هل حقا هناك شخص يحزن لأجلي ؟! اجبتها وقد ارتسمت ابتسامه لاارادية على شفتيّ " اجل عزيزتي هذه حياتك لذا عيشيها بسعادة ولابأس باقتراف بعض الاخطاء فجميعنا بشر لكن تأكدي من التصرف الصحيح عندما تعلمين بخطأك ..، وابتسمي كثيراً فلا شيء يدوم سوى الذكريات الجميلة وسأكون دائما بقلبك واعطيك الشجاعة " شعرت بها تبكي من السعادة وهي تقول " شكرا لكِ ستيفاني ..، انا احبك واتمنى لكِ حياة سعيدة ايضا " ارتبكت بسبب الصدمة وسألتها بتوتر " كيف ؟ كيف عرفتي من انا ؟ " ضحكت بخفوت قائلة " لستِ الوحيدة التي تعلمين اشياء عندما تستحوذين على جسد احدهم ، رأيت بعض ذكرياتك عندما سلمتكِ جسدي " اجبتها بأبتسامة " شكراً لكِ سكارليت انتِ فتاة لطيفة جدا سأودعك الان "
استيقظت في الصباح واعدت ترتيب افكاري وتجميع الاشياء في رأسي ..، تحكمت بجسدها ، قرأت ذكرياتي وغيرت الرواية لحضه هل حقا تغيرت الرواية ام فقط في الحلم ؟! ذهبت الى المكتبة وانا اشعر بالحماس والتوتر مع قليل من الخوف قلبتها بسرعة لاصل الى اخر فصل ، اتسعت عينيّ من الدهشة لقد تغيرت فعلاً ابتهجت وانا اقرأ ان سكارليت عاشت حياة سعيده وتزوجت من شخص اغرمت به كما فعل هو وانجبت طفلين ايضا ..، يا الهي لقد فعلتها نجحت بتغيير حياة احدهم ، لااكاد اصدق عينيّ هل هذه خرافة من نوع ما
عدت الى غرفتي افكر ..، اذا استطعت تغيير الاحداث السيئة في الروايات سيكون ذلك رائعا ، اجل سأساعدهم قدر ما استطيع ، كانت الغرفة مظلمة قليلا ، سمعت صوت قوي جهوري ، وضعت يديّ اسد اذنيّ  لانني شعرت انهما سينفجران من قوة الصرخة ، كان يقول " لاتفعلي .." انه نفس الصوت ..، ذلك الشخص المحترق ،اختفى الصوت ولم يتحدث مجددا ..، صرخت به قائلة " لماذا ؟ ماذا تريد ؟! " لم يُجب ولم يتحدث مجددا ..

** تم البارت الثالث **

منتقم من عالم اخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن