عندما تعود الحياة

16

كانت تحاول النوم بدون جدوى فقررت ان تغمض عينيها عسى ان ياتي اليها النوم مجبرا
ولم تشعر بالوقت حتى سمعت صوت باب غرفتها يفتح وخطوات تقترب منها ببطئ شديد اخذ قلبها ينبض بحنون وشعرت بارتجاف جسدها وكأن اعصار دخل عليها ليملأ المكان برد قارص اغمضت عينها وادعت النوم وحاولت ان تنظم انفاسها المضطربة وعندما رفع شعرها توقف العالم بالنسبة لها فكتمت انفاسها حتى لاتفضحها ولكنها لم تحتمل فعندما لامست يده ضهرها انتفض جسدها وارتجفت اوصالها فاستدارت بسرعة ليتفاجئ بانها مستيقظة
فوقف بسرعة وارتباك واضعا يده على رقبته فاغمض عينه ليستجمع قواه

روجيه بارتباك : احممم اتيت لكي اراكي ان كنتي نائمة ام لا

فجلست وسحبت الغطاء عليها وتنضر له بصدمة لم تتوقع منه شيئا كهذا : لازلت مستيقظة لما

روجيه بتردد : لا لشئ هكذا

سيلين بتردد : روجيه هل انت ثمل ام ماذا

روجيه وهو يستدير ليخرج من الغرفة : لا لست ثملا لقد شربت القليل معهم ولكنني لم اثمل عودي لنومك تصبحين على خير

وقبل ان يخرج توقف على صوت سيلين باسمه دون ان يستدير : هل تشرب القهوة

وقف بتردد قبل ان يجيب هل من الصائب ان يجلس معها الان بمشاعره المضطربة ام يذهب للنوم ليخرجها من رأسه

وعندما اطال في الاجابة اعادت السؤال : روجيه هل تود شرب بعض القهوة معي

روجيه : حسنا سوف اذهب لاغير ملابسي والحق بك

سيلين : سوف تجدني بالشرفة

قامت وارتدت بجامة نوم قد تكون مميزة وناعمة ولكنها ليست باكثر اثارة مما كانت ترتديه
توجهت للمطبخ وقامت بتحضير القهوة التركية الرائعة فوضعتها على الطاولة بالشرفة ومعها بعض الحلوى الخاصة بها فاستنشقت رائحة القهوة بغرام شديد لان رائحتها تذكرها بروجيه وعشقه لها فهو لايتردد بشربها باي وقت كان
ورتبت الطاولة بطريقة رائعة مع اضافة بعض الشموع والموسيقى الهادئة فابتسمت على ماصنعت وهي تنضر للطاولة من بعيد
فوقفت عند حافة الشرفة تتطلع للمنضر الليلي الخلاب وانوار البنايات العالية مع سكون الليل وهوائه الذي بدأ بالبرودة لقرب الشتاء كثيرا فكانت ليلة باردة مضلمة
رفعت سيلين نضرها للسماء لم تجد اثر للقمر فعبست وجهها وهي تشعر بيد حطت على ضهرها فاستدارت بفزع

روجيه وهو ينضر لعينيها : لما تعبسين بهذه الملامح الجميلة

ارتبكت من نضراته وكلامه فهي لاول مرة تسمع هذا الكلام بهذه الطريقة الحالمة : الا ترى انها ليلة مضلمة وانا لا احب الليالي المضلمة لانني اخافها واخاف مما ياتي بعدها

روجيه وهو يضع يده على وجنتها : ولكنني لا اراها ليلة مضلمة بل ارى قمرا منيرا يشع بنوره على قلبي