عندما تعود الحياة

24

فتح روجيه عينيه بسرير ابيض واجهزة معلقة فوق راسه فلم يستطع تذكر شئ وكيف وصل الى هنا
وعندما بدأ جهاز نبضات القلب يدق بسرعة دخلت الممرضة راكضة فوجدته مستيقظ طلبت الطبيب بسرعة وبعد الكشف والمعاينة وجد ضلعان مكسوران احدهما بحالة صعبة والقدم مصابة بشكل كبير واحدى يديه قد تمزقت جراء السقوط
فنضر له الطبيب وطلب منه ان يتصل بعائلته ليطلعهم بحالته لانه خشي اخباره فيصدم ويؤدي الى مردود عكسي بحالته الصحية والنفسية
فاتصل روجيه بايفان فقط وطلب منه عدم اخبار اي شخص عن وجوده حتى يعلم مابه تماما لانه يشعر بشئ خطير

وفعلا بعد حضور ايفان اكتشف روجيه انه اصبح مقعدا ويحتاج للعديد من العمليات الجراحية ليستعيد عافيته
ونسبة عودته للسير مجددا لا تتجاوز الثلاثون بالمئة

فصعق لهذا الخبر وقرر ان يختفي لذا اجزم الجميع انه قد مات اثناء الحادث وبعد سنة من العلاج واجراء ثلاث عمليات متتالية استطاع المشي بصعوبة فعاد لمنزل والديه ولم تكن هناك سوى والدته لان والده قد مات قبل عدة سنوات
وطلب من شقيقته و وولف ايضا الذي سعد كثيرا بعودته ان يخفوا امر وجوده حتى يستطيع الوقوف على قدميه مجددا
ولكن حالته النفسية كانت سيئة جدا فلم يكن يرغب بان يرى او يجلس مع احد عدا ايفان الذي كان يقوم بمساعدته دائما

وعندما ذهبت لاما لمنزل سيلين برفقة وولف كانت قد قررت ان تخبرها بامر وجود روجيه ولكنها رات جاك زوج سيلين حسب ما خيل اليها وطفلها فتراجعت عن الامر
وعند عودتها لمنزلهم ترددت باخبار روجيه ولكن وولف لم يستطع كتم الامر فحكا لروجيه كل ما شاهده
لتزداد حالته سوءا اكثر واكثر وكان لدى روجيه بتلك الايام عملية لاعادة احد اضلعه لوضعه الطبيعي
فقرر ان يترك العملية ويترك علاجه ايضا مع ان الطبيب قد حذره كثيرا انه سيسبب له اضرار كبيرة مع الم لا يحتمله الا انه قرر ان يترك كل شئ على حاله وبدأ يعمل بورشة والده برفقة ايفان الذي تسلم زمام امورها منذ وفاته

وعاد روجيه من افكاره على صوت وولف الذي دخل لغرفته راكضا وهو يحمل بيده هدية مغلفة جميلة

-----------------------

عدات سيلين للمنزل راكضة كالمجنونة تفكر ماذا ستفعل وكيف لها ان تصدق مارأته لقد عاشت ثلاث سنوات من العذاب على فقده وهو بكل بساطة يسكن مع والدته ويكمل حياته كما اعتاد

جلست بغرفتها تبكي وتبكي وتبكي حتى طلب والدها رؤيتها فرفضت طوال النهار مقابلة احد حتى والدها
وبعد انقضاء النهار والتفكير الطويل اتخذت قرارها قامت اغتسلت وغيرت ملابسها عادت سيلين كما كانت فارتدت شورت قصير ابيض اللون من تيشيرت زهري فاتح وعليه بعض الفراشات ونزلت لتتناول العشاء مع والدها
فطرقت باب المكتب وبعد ان اذن لها دخلت وهي تبتسم بسعادة
لم تنتبه لوجود شخص برفقة والدها