19

456 28 26
                                    

استيقضت سيلين بعد منتصف الليل وهي خائفة بسبب حلم مرعب لازال يراودها منذ فترة طويلة
وتلك البقعة البيضاء التي تراها باحلامها دائما تذكرها بروجيه فنزلت دموعها ككل ليلة مرت عليها منذ ان سمعت بذلك الخبر المشؤوم
جلست على الكرسي الذي يقع امام النافذة بغرفتها وبيدها تحمل صورة روجيه التي نشرت بالجريدة مع الخبر الذي نقلته مجلة والدها والتي لم تستطع سيلين اكماله بسبب دخولها للمشفى
بعد الانهيار العصبي الذي مرت به اخذت تتذكر ذلك اليوم :

قبل سنة ونصف وهي جالسة بمنزل روجيه دخل عليها ديف وعينه غارقتا بالدموع نضرت له بخوف كبير وتعلقت بيده الباردة كالثلج

سيلين : ديف ماذا هناك

ديف وهو يبكي : انا اسف جدا

سالت دموع سيلين بحزن كبير :تكلم ارجوك ماذا هناك

ديف بتردد : لقد فقدنا الاتصال بالمركبة

هوت سيلين على الارض باكية ثم صرخت بقوة : لااااااااااا

فجلس امامها ديف ويحاول تهدئتها

فقامت ومسحت دموعها وكأنها تحاول ان تبعد تلك الذكرى من رأسها نزلت للطابق الارضي وعندما ارادت الدخول للمطبخ لفت نضرها نور مكتب والدها لازال مضاءا فتوجهت نحوه ودخلت بعد ان طرقت الباب

رافير ( والد سيلين ) وهو ينضر لصغيرته التي ذبلت كالوردة بفصل الخريف : ادخلي حبيبتي

سيلين وهي تجلس امام والدها : لما انت مستقيظ حتى الان

رافير :لازال عملي كثير وانتي حبيبتي لما لم تنامي هل تناولتي دوائك

سيلين وهي تنضر لحجرها بحزن : نعم ابي لقد تناولته ولكنني اشعر بالضيق

رافير بحنان : هل تودين الخروج

سيلين :لا سوف اذهب للحديقة استنشق بعض الهواء

رافير بحزن كبير على صغيرته : حسنا حبيبتي ولكن عليك ان لاتطيلي السهر طويلا

اومأت له بنضراتها الحزينة وخرجت من مكتبه لتتوجه الى حديقة منزلهم وتجلس وحيدة كما اعتادت

جلست على الارجوحة وتنضر للمجهول وبين طيات ذكرياتها وجعا مكتوم فعادت لذلك اليوم

بعد عدة ايام من البحث عن المركبة التي فقدت وجدوا جزءا من الكبسولة التي كانت توضع للطوارء محطمة بالقرب من المحيط وبعد البحث على نطاق واسع ججدا وجدوا جاك وهو بحالة يرثى لها شبه ميت ومعه شاب اخر ممن كانو معهم  كان قد فقد ذراعه وجدوهم باحدى المستشفيات قد عثر عليهم بعض اهالي المنطقة
كما عثروا على بعض الجثث محروقة تماما فابلغ ديف الجميع عن حالة  جاك وبعد عدة ساعات كانت كيت وسيلين امام ديف بالمشفى فذهبت كيت للطبيب المختص لتستعلم عن حالة اخيها اما سيلين فوقفت تنضر لديف بعيون دامعة محملة بالتساؤلات التي لم يستطع الاجابة عليها
فاقتربت ووقفت امامه ودموعها عواصف رعدية تساندها دقات قلبها الخائفة المرعوبة من اجابته
فنضر لها ديف بحنان يملئه الحزن الكبير ولم تمر سوى لحظات حتى كانت عيناه تدمع معها فلم تستطع سيلين احتمال الاجابة على سؤالها المكتوم فسقطت مغما عليها فركضت نحوها كيت ومعها الممرضة وحملها ديف وادخلها لاحدى الغرف

عندما تعود الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن