مر شهرا منذ وصول هاله للعمل في القصرو قد استمرت في حضور محاضراتها و العودة لمرافقة السيدة كاريمان و بدأت هاله تحب تلك السيدة الرقيقة القلب و التي أحبتها بدورها و أصبحتا صديقتان و طوال اليوم يتحدثان في شتى المواضيع السياسية و الاقتصادية و كانت هاله تستمتع بالنقاش مع كاريمان و تتعلم منها الكثير و عندما ياتي المساء كانت هاله توصل السيدة كاريمان الى غرفتها و قد تقرأ لها قصة قبل أن تخلد الى النوم و بعدها تتوجه هاله الى غرفتها لتستذكر دروسها و لكن دائما ما كانت تفكر في والدتها الغالية , أما باسل فلم تره هاله طوال الوقت لأنه كان مشغولا للغاية و قد كانت تتساءل هل يتعمد عدم مقابلتها ؟؟؟؟؟؟
استيقظت هاله يوم الخميس و هي تفكر كيف ستطلب أن تغيب ليومين متتالتيين حتى تزور والدتها و كيف ستطلب الراتب الذي تنتظره بشدة , ارتدت هاله ملابسها و قررت أن تقابل باسل قبل أن يذهب الى عمله و بالفعل نزلت مبكرا عن موعدها لتجده يجمع أوراقه و يستعد للخروج فرفع رأسه حين أحس بوجودها فقال لها:
باسل:صباح الخير يا هاله
هاله بخجل:صباح الخير
باسل:ايه عندك محاضرات بدري كده؟
هاله:لأ , بس كنت عايزه حضرتك في موضوع
باسل باهتمام:خير يا هاله؟
هاله:أنا محتاجه أسافر البلد أطمن على أمي
باسل:هتقعدي أد ايه؟
هاله وعينيها تلمع من سعادتها بموافقته:يومين بالضبط و هرجع ان شاء الله
باسل:طيب تحبي أخلي السواق يوصلك؟
هاله أجابت بسرعة:لا لا مفيش داعي , أنا هركب القطر
باسل يبتسم و كأنه فهم سبب رفضها فهي تخشى كلام أهل قريتها , فأستطرد قائلا:
باسل وهو يمد يده بمظروف :كويس أنك لقيتيني عشان أسلمك مرتبك
هاله وهي تتناول المظروف بفرح بالغ:متشكرة اوي
باسل:مش هتعدي الفلوس؟
هاله:أنا عارفه انهم 3000 جنيه
باسل:لا يا هاله
هاله وهي تشعر بالحزن أيمكن أن يكون قلل الراتب؟ لكنها تحتاجه بشده .. يا رب
هاله:هو حضرتك قللته ولا ايه؟
باسل:لا يا هاله انا زودتلك ألفين جنيه عشان تشتري أي حاجه محتاجاها لبس أو اي حاجه زي اي بنت
هاله وهي تشعر بالامتنان لباسل :مش عارفه أشكرك ازاي
باسل:أنا اللي لازم أشكرك على معاملتك لوالدتي و اهتمامك بيها
هاله:ربنا يخليهالك
باسل:هتسافري امتى؟
هاله:انا هخرج من الكليه عالمحطه
باسل:طيب خلي بالك من نفسك وسلمي على والدتك
هاله:ان شاء الله
و خرجت هاله وهي تشعر أن الله قد استجاب لدعائها وظلت تتخيل أنها تصل الى المستشفى وتقدم المال الازم لعلاج والدتها و تبدأ في الاطمئنان عليها , أنهت هاله محاضراتها و توجهت الى محطة القطار و استقلت قطارها و مر الوقت بسرعة و توجهت على الفور الى غرفة والدتها لتجدها نائمة لكن وجهها يكسوه الألم فقبلتها في رأسها برقة و قالت:
هاله:ماما .. ماما .. أنا جيت يا حبيبتي و عندي ليكي أخبار حلوة اوي
الأم تفتح عينيها ببطء:هاله .. انتي جيتي؟ أتأخرتي عليا ليه بقالي شهر ماشفتكيش
هاله:معلش يا حبيبتي أصلي لقيت شغل و قبضت مرتب حلو اوي وخلاص هنبدأ غسيل الكلى
الأم:الحمد لله ربنا يوسع رزقك يا بنتي , و الدراسة عاملة فيها ايه؟
هاله:متخافيش عليا ان شاء الله هتعين معيدة بعد ما أتخرج
الأم:يا رب أفرح بيكي قبل ما أموت
هاله تحتضنها بقوة:متقوليش كده يا ماما ربنا يخليكي ليا
الأم:ربنا يكرمك يا بنتي
جاء الطبيب:السام عليكم
هاله:و عليكم السلام , أنا جيبت الفلوس عشان غسيل الكلى
الطبيب:طيب كويس هنبدأ من انهارده ان شاء الله
أحست هاله بالسعاده أن والدتها في طريقها للشفاء و رفعت عينيها للسماء تحمد الله على ذلك.....
أنت تقرأ
أميرتي
Romanceفي أحدى الغرف في بيت للطالبات المغتربات في كانت هاله نائمة و شعرها الأسود منتشرا على الوسادة و في تمام الساعة الثامنة صباحا أفاقت من نومها و هي تفتح عينيها بصعوبة بالغة فقد سهرت طوال الليل تذاكر فهي في بداية عامها الدراسي الأخير حيث تدرس اللغة الإنج...