أميرة الدماء 14

1K 63 9
                                    

_أغمضت عيناها أكوا اليزابيث عائمة فوق الماء، وهي تحاول أسترجاع كل ما عاصرت الاسبوع الماضي ، كان حافلا بالاحداث، لقد مرت عدة أيام على رؤية فيليكس منذ أخر مرة ،
شعرت بالارتياح الجسدي ، حيث الماء المنعش يطفو بها، تأخذها الموجات الخفيفة وتنقلها من طرف لأخر ، صوت الشلال الهادئ، نعيق البومة ، سمفونية الليل ، وألاضواء العاكسة
،
بينما جسدها يسترخي، و عقلها يضج بالافكار، بالاحداث ، وهي تحاول أن تربط كل الخيوط التي وجدتها لوك والعشيرة من جانب،

فيليكس وفصيلته من جانب أخر، لقد شعرت بالشوق يدب في أعصابها أليه ، كأنما خلايا بشرتها تستغيث النجدة لشوق الى خلايا بشرته الحارقة.

شعرت بطاقته المفاجئة وهي تقترب بسرعة هائلة، ثم هبط شيئ ضخم على البحيرة ليقوم بالضجيج وبعثرة المياه في كل مكان، وأفسد سمفونية الليل خاصتها.

_رفعت خصلات شعرها المبللة عن وجهها لتستطيع الرؤية ، فوجدته يسبح فيليكس بأتجاهها ، للحظة توقف عمل كل جهاز حيوي فيها ، لما أقترب وألقى بالتحية وأبتسامته تشق وجهه، رجعت أعضائها للحياة.

أكوا اليزابيث تراجعت قليلا مبتعدة عنه :" ما الذي تفعله هنا؟.

فيليكس يسبح بأتجاهها:" أردت رؤيتك.

صمتت أكوا اليزابيث لم تعرف بما تجيبه ولكنها حافظت على هدوئها ، ونظرت الى شعره المبلل والمبعثر فوق جبهته، وعضلات صدره المتصاعدة.

أكوا اليزابيث قررت تغير الموضوع :" يبدو أنك شفيت من ألاصابة .

فيليكس:" أخذت الكثير من الوقت ولكن نعم لقد شفيت ، لم أتوقع مخالب تلك القطة قوية لهذا الحد.

أستدارت أكوا اليزابيث لئلا تجعله يرى أبتسامتها وسبحت بعيدة عنه، كان معنى كلامه عنها.

سبح ورائها وأمسك ذراعها وأدار بها لتواجهه، بينما أخذ يحدق بتفاصيل وجهها أبتداء من شعرها المبلل الى جسدها المخفي تحت الماء ، هي شعرت بقلبها يقفز الى حنجرتها ، والخجل الذي أحتل جسدها فهي نصف عارية أمامه.

عنقها ، أكتافها، ذراعها الرفيعة ، أقدامها الممشوقة، .. أقترب منها أكثر ، وأقترب ، بدأت كل خلية عصبية في جسدها تصرخ بأسمه فالحقيقة ألان .هي تريده وهو يريدها.

، تحت الماء قامت أحدى يديه بجذبها من خصرها نحوه، وألصق وجهه بوجهها ، بينما فوق الماء أخذت يده اليمنى تستلذ بالاحساس بكل أنش في وجنتها، أنفه يداعب أنفها بلطف ،
بينما هي أغمضت عينيها وهي تحاول التصدي له.. كلا هي سوف تستسلم له.

هو .. هو الوحيد الذي يخرجها من قوقعتها ، لم تشهد مثله من قبل ، أخذ عقلها يصرخ بالابتعاد، ولكن حواسها وقلبها أجتمعا معا ليصرخا بالاقتراب منه أكثر.

ولكن هي لا تريد بالشعور بالمرارة كما تركها أخر مرة ، لذا جاهدت بالابتعاد عنه ودفعته بلطف بعيدا عنها بيدان مرتجفتان
نظر أليها بدهشة ، وأكتسحت ملامح وجهه الحزن،

أكوا اليزابيث :" أنا أسفة ، ولكن لا أستطيع.

فيليكس مازال متشبث بها من خصرها وهي تحاول أبتعاد:" دعيني أوضح شيئا ما .

أكوا اليزابيث :" أرجوك ..
كم كان صعبا أن تواجهه بالحقيقة ولكن تشجعت ودفعت برغباتها بعيدا وأظهرت الشجاعة لتصديه

:" سوف تقوم بأيذائي كالمرة السابقة ، سوف تقترب مني ثم تتركني.. ما أريد قوله هو لست دمية تتلاعب بمشاعرها ، لدي قلب كسائر المخلوقات ألاخرى.

فيليكس أبتسم بمرارة:" أعلم، أنت تمتلكين أكثر من قلب ، وهذا ما يجعلني شغوفا بك .. صمت قليلا ثم أكمل .. :" بل مهووس بك.

أتسعت عيناها وفتحت فمها بأندهاش ، شعرت بأختفاء صوتها ولكنه أكمل :" أعلم جيدا بأنني ألمتك في تلك المرة ولكن كل مافي داخلي يصرخ لك ولكن أنا خائف.

دهشت أكثر بل شهقت بخفة فهي لا تصدق ، فيليكس القائد القوي هو خائف!!! ،

أكوا اليزابيث أخرجت صوتها المرتجف بصعوبة:" أنت خائف!!

فيليكس:" أجل خائف.

أكوا اليزابيث :" ممن؟؟

جذبها أكثر نحوه وأحاطها بيديه ، بينما أصبحت يداها حوله ، فيليكس:" الخوف من أجعلك تتألمين أكثر .. أنت تعلمين بأننا نواجه عدو خطير ، سوف يجعلنا نتعذب ، نموت ، ولهذا لا أستطيع أن أمتلك قلبك..
أنا حقا لا أستطيع تحمل فكرة فراقك ، أو أجعلك تتألمين من فراقي ، ولهذا تجديني أبتعد كلما أقترب منك بالضغط على أعصابي بقوة ، ولكن دائما ينتهي الامر بالخسارة ، فدائما ما أجد نفسي بقربك .

_كل كلمة قالها كانت تنبت في قلب أكوا اليزابيث ، فهي شعرت بصوته الحزين الجاد والصادق، وعينيه الزرقاوتان وأثار التعب باد أسفلها ،
، وأندهشت من نفسها أكثر ، فهي عانقته بقوة ، وأخذت أحدى يديها تتخلل بين خصلات شعره الذهبية، وهسمت بأذنه :" أذن لا تذهب.

بينما بادلها العناق بقوة أكثر ، برقة وضع قبلة على عنقها وهمس :" وأن جعلتك تتألمين!! أنا لا أستطيع رؤية الشخص الذي أحبه يتألم.

أرتجف جسدها بتلك القبلة وأقشعرت حواسها بتلك الكلمة ، هل هو حقا يحبها!! شعرت بتلك ما يسموه بالفراشات الحب في معدتها ، تتطاير من السعادة.

وهي ماتزال تعانقه :" لن نتألم ، سنواجه ألامر معا، وأعدك لن نخسر.

فيليكس أبتعد قليلا ونظر نحو عينيها الحمراوتان وأبتسم بدفئ :" أصبحت حياتي لها قيمة أكثر ألان..

ثم أمسك بكلتا يديه وحاوط وجهها الناعم :" أعدك أيضا بأننا لن نخسر و لن أتركك طالما حييت.

ثم أخذها بقبلة ، ناعمة ، شغوفة ، دافئة ، أشعلت الحواس لديهما ، أخذ العقل يغني بأغنية الحب والقلب يتراقص على نغماته ، أصبحا أسيرا العشق ، والاحلام .







أميرة الدماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن