الفصل الرابع

357 14 7
                                    

ظهر محمد من وراء الباب ، لقد كان يسترق السمع .

- إذن .....

فزعت ليلى عند سماعها صوته فقد ظهر لها من العدم كشبح ، أطالت النظر اليه بذهول ثم أجابت .

- لقد وافق .

تقدم محمد نحو ليلى و مد يده إليها .

- إذن مبروك القضية آنسة ليلى .

أدهشت ليلى هذه الحركة التي لم تكن تتوقعها من محمد أبدا ، خاصة مناداته لها بالآنسة . لكنها اصطنعت ابتسامة و مدت يدها تصافحه .

- مبروك تخلصك مني يا سيد محمد .

أضحك كلامها محمد الذي جلس على السرير جنبها

- إذن ، هل سنزور المحكمة غدا

- أكيد .

- و هل خممت في حجة للطلاق .

- حجة !؟...

- يا إلهي ، هل أنت جادة ، إنهم سيسألوننا عن بغيتنا للطلاق ، علينا أن نجد حجة قوية كي لا نقع رهينة أسئلتهم .

- أووو ، و كأنك طلقت عدة نساء قبلي .

تعالت الضحكات من تلك الغرفة و كأن الخبر الذي أعلن في تلك الساعة ليس بخبر طلاق و إنما بشرى مولود سيزف .
في تلك اليلة لم تغمض ليلى جفنيها فقد ظلت تفكر و تبكي ، تفكر في البيت الذي اعتادته ، بيتها هي ، كيف لها أن تفارقه ، كيف لها أن تتركه ، ظلت تبكي و تفكر كيف لها أن تخرج للحياة من جديد بعد أن قاطعتها ثلاث سنوات طوال ، هل ستستطيع مواجهتها مرة أخرى ، هل ستسقط مرة أخرى و الأهم هل ستتمكن من النهوض .

على صياح المنبه مثل صباح كل يوم ، لكن هذا الصباح مختلف ، لكن هذا اليوم مختلف .
أعدت ليلى القهوة و جلست تحتسيها هي و محمد ، غريب أمرهم لم يحتسوها معا إلا يوم طلاقهم .

الساعة التاسعة و النصف ، ارتدت ليلى عباءتها السوداء و ضبطت حجابها البنفسجي ، ساعة فضية على المعصم ، كعب عالي أسود . لم تضع شيئا من مساحيق التجميل سوى بعض من الماسكارا . جميلة هي ليلى ، متأنقة ، تختار ثيابها بعناية دائما .

- هل أنت جاهزة !

صاح محمد و هو يطرق باب الغرفة .

- نعم تفضل .

( كم يليق بك الأسود يا محمد ) تمتمت ليلى و هي تنظر لمحمد الذي يرتدي قميصا أسود ،سروال "دجين " و حذاء رياضيا أحمر دموي اللون .

- لقد تألقت في يوم طلاقنا يا زوجتي ، قال محمد ضاحكا .

- حسب ما أرى فلست الوحيدة . أجابت ليلى مبتسمة .

- أتعلمين ،طول هذه السنوات و لم ألاحظ أنك تملكين ابتسامة رائعة

احمر وجه ليلى ، و تسارعت نبضات قلبها ، طأطأت رأسها فلاحظ محمد خجلها عندها غير سياق الكلام .

- اذن ، هل ننطلق .

- أنا خلفك .

خرج محمد و ليلى من البيت.
فليخبر أحد الجيران أن هذين الزوجين ليسا ذاهبين الى رحلة أو شهر عسل ثان بل إلى المحكمة .

،❤❤❤❤❤❤
ما رأيكم في محمد و ليلى !؟

 غدر فما بعد...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن