- السيدة سميرة ! صاح محمد هلعا لرؤيتها
- و منذ متى و انت تناديني بالسيدة ؟
حمحم محمد وعدل نفسه .
- اعذريني خالتي كنت أظنك شخصا آخر .
- اممم ، ذلك الشخص لن يأتي يا صغيري
بلع ريقه مرتين ، تجمدت معالم وجهه تلعتم ثم
اجاب :
- ولكن كيف كيف عرفت ؟ عَل تعلمين مكانها
- بالطبع اعلم و لكن ا ولَم تخبرك
احس محمد بخجل كبير ، كيف له ان يكون الشخص الوحيد الذي يجهل مكانها .
- انها في باريس . اضافت سميرة عندما لاحظت صمت محمد الطويل ."باريس" "باريس" صدى صوت العبارة الاخيرة احتل فكر محمد .
- قالت ان لها صديقة هناك . اضافت سميرة من جديد حين لم تستقبل اَي اجابة من محمد
تلعثم اخيراً و قال : - اَي صديقة ؟
- انا لا ادري . اجابته
- حسنا هل هي تتصل بك الان
- لا فهي لا تملك رقميصمت من جديد و لم يجد ما يقوله لتردف تلك السيدة
- المهم انا جئت لاطلعك على حال والدك فهو مريض جدا ، أتمنى ان تأتي لزيارتهظل شاردا و لم يجبها ، علمت انه مازال يفكر في ليلى لدى قررت تركه و شأنه
- اذن السلام عليكم ولديرفع يده في الهواء لوداعها و لم ينطق ببنت شفة في حين هي خرجت بصمت و تركته يصارع أفكاره .
كانت ليلى بصحبة عائلتها الجديدة تتجول في شوارع باريس و تلتقط الصور و هي مندهشة لكل هذاالكم الهائل من الناس الذين ملؤوا الساحات .
- و الآن خالتي هذا هو برج ايفل الشهير
قال سامي مُعلما بعد ان مادت عنق ليلى تُدق و هي ترفع رأسها لمشاهدة احدى عجائب الدنيا الحديثة . رغم هذا فإن البرج لم يعجبها الى حد كبير ، اعترفت بجمال عمرانه و تخطيطه الا انه بدا بالنسبة لها سوى كومة هائلة من الحديد أربكتها فهي لازالت تملك تلك "الفوبيا" من المرتفعات .لطالما كان حلم ليلى عند زيارة باريس دخول متحفها الشهير المسمى ب " اللوفر " و الذي يحوي على اندر و أشهر اللوحات الفنية و المجسمات . طلبت ليلى من فاطمة و رضوان أخدها اليه فشخصت أبصارها امام ذلك الهرم الزجاجي ، لقد قرأت فيما سبق رواية تدور أحداثها في هذا المتحف و تاقت لرؤيته ، رغم ان الباريسيين يعتبرون هذا الهرم وصمة عار الا انها وجدته أروع من برج ايفل حتى . و بعد الدخول و مشاهدة لوحة " الموناليزا " و غيرها من اللوحات و المجسمات ، راحت العائلة تجوب الشوارع من جديد مارة بحدائق التوليب التي شرحت نفسية ليلى و انستها ماضيها الكئيب الى ان استقرت العائلة في مطعم فرنسي راق يأخد اسم " القطار الأزرق "
- و كانك في متحف و ليس مطعم . تمتمت ليلى و فمها مفتوح من شدة اندهاشها .
- اليست الوجبة هنا باهضة الثمن . سالت ليلى رضوان .
- لا عليك انت كلي و خدي راحتك انها اول مرة لك هنا في باريس .
نظرات الشفقة صُوبت من جديد الى ليلى فاربكتها ، لكنها ارادت التفكير في شيء اخر كي تتفاداها ، ظلت تحاول تذكر ماهية عمل رضوان ، وكأن فاطمة أخبرتها يوما ما و لكن الذاكرة خانت ليلى .- المهم ان عمله يكسبه الملايين و يجعله ثريا . تمتمت ليلى في قريرة نفسها و راحت تتأمل جمال المطعم و زخرفاته .
أنت تقرأ
غدر فما بعد...
Teen Fictionليلى فتاة خانتها الصداقة و قلبت حياتها . فما كان من ردة فعل ابيها سوى انه زوجها لابن صديقه . توفي الاب و قسم الصديق باليمين ان ابنه لن يفارق ابنة صديقه . فتحارب ليلى لتبرئة نفسها و تسعى الى طلاقها لتذهب الى باريس و تعيش حياة اخرى ....