الفصل التاسع

308 11 5
                                    

- السيدة سميرة ! صاح محمد هلعا لرؤيتها
- و منذ متى و انت تناديني بالسيدة ؟
حمحم محمد وعدل نفسه .
- اعذريني خالتي كنت أظنك شخصا آخر .
- اممم ، ذلك الشخص لن يأتي يا صغيري
بلع ريقه مرتين ، تجمدت معالم وجهه تلعتم ثم
اجاب :
- ولكن كيف كيف عرفت ؟ عَل تعلمين مكانها
- بالطبع اعلم و لكن ا ولَم تخبرك
    
احس محمد بخجل كبير ، كيف له ان يكون الشخص الوحيد الذي يجهل مكانها .
  - انها في باريس . اضافت سميرة عندما لاحظت صمت محمد الطويل .

"باريس" "باريس" صدى صوت العبارة الاخيرة احتل فكر محمد .

- قالت ان لها صديقة هناك . اضافت سميرة من جديد حين لم تستقبل اَي اجابة من محمد

تلعثم اخيراً و قال : - اَي صديقة ؟
     - انا لا ادري . اجابته
      - حسنا هل هي تتصل بك الان
      - لا فهي لا تملك رقمي

صمت من جديد و لم يجد ما يقوله لتردف تلك السيدة
      - المهم انا جئت لاطلعك على حال والدك فهو مريض جدا ، أتمنى ان تأتي لزيارته

ظل شاردا و لم يجبها ، علمت انه مازال يفكر في ليلى لدى قررت تركه و شأنه
       - اذن السلام عليكم ولدي

رفع يده في الهواء لوداعها و لم ينطق ببنت شفة في حين هي خرجت بصمت و تركته يصارع أفكاره .
كانت ليلى بصحبة عائلتها الجديدة تتجول في شوارع باريس و تلتقط الصور و هي مندهشة لكل هذاالكم الهائل من الناس الذين ملؤوا الساحات .
   - و الآن خالتي هذا هو برج ايفل الشهير
قال سامي مُعلما بعد ان مادت عنق ليلى تُدق و هي ترفع رأسها لمشاهدة احدى عجائب الدنيا الحديثة . رغم هذا فإن البرج لم يعجبها الى حد كبير ، اعترفت بجمال عمرانه و تخطيطه الا انه بدا بالنسبة لها سوى كومة هائلة من الحديد أربكتها فهي لازالت تملك تلك "الفوبيا" من المرتفعات .

لطالما كان حلم ليلى عند زيارة باريس دخول متحفها الشهير المسمى ب " اللوفر " و الذي يحوي على اندر و أشهر اللوحات الفنية و المجسمات . طلبت ليلى من فاطمة و رضوان أخدها اليه فشخصت أبصارها امام ذلك الهرم الزجاجي ، لقد قرأت فيما سبق رواية تدور أحداثها في هذا المتحف و تاقت لرؤيته ، رغم ان الباريسيين يعتبرون هذا الهرم وصمة عار الا انها وجدته أروع من برج ايفل حتى . و بعد الدخول و مشاهدة لوحة " الموناليزا " و غيرها من اللوحات و المجسمات ، راحت العائلة تجوب الشوارع من جديد مارة بحدائق التوليب التي شرحت نفسية ليلى و انستها ماضيها الكئيب الى ان استقرت العائلة في مطعم فرنسي راق يأخد اسم " القطار الأزرق "
     - و كانك في متحف و ليس مطعم . تمتمت ليلى و فمها مفتوح من شدة اندهاشها .
      - اليست الوجبة هنا باهضة الثمن . سالت ليلى رضوان .
       - لا عليك انت كلي و خدي راحتك انها اول مرة لك هنا في باريس .
نظرات الشفقة صُوبت من جديد الى ليلى فاربكتها ، لكنها ارادت التفكير في شيء اخر كي تتفاداها ، ظلت تحاول تذكر ماهية عمل رضوان ، وكأن فاطمة أخبرتها يوما ما و لكن الذاكرة خانت ليلى .

- المهم ان عمله يكسبه الملايين و يجعله ثريا . تمتمت ليلى في قريرة نفسها و راحت تتأمل جمال المطعم و زخرفاته .

 غدر فما بعد...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن