لقد كان هو ، و لقد طلب مكالمتي ، لا زلت تحت وقع الصدمة ظل جواد يكلمني و يسألني و ينصحني بضرورة الابتعاد عن ذاك الرجل الذي كما سماه المجنون ، طلب مني ان اضع خطوطا حمراء عريضة بيني و بينه فهو طليقي الآن و لا يحق له بأي وجه كان ان يتحكم في او يفرض سلطة علي . و صلنا الى غرفة فاطمة سلمت على امها و سألتها عن حالها تركت لفاطمة حقيبة الملابس ، لم تكن لي اي نية في اخبارها عن ما حدث ، كنت متلهفة للقاء المساء تحدثت سريعا و هممت بالوداع متحججة ان الليل سيقع و انا تعبة من السفر و ما الى ذلك ، وقف جواد مرتجلا لإيصالي لم استطع الرفض اومأت بالموافقة ، لكني وعدت محمد . لذلك جمعت قوتي .
-" جواد يمكنك الذهاب ساكلم محمد لبعض الوقت ثم اتي انت تعرف اوراق الطلاق و ما الى ذلك هذه الامور لم نسويها بعد "-"حسنا ، لا بأس سأنتظرك في الاسفل "
لم استطع التملص اكثر من ذلك
- "لك هذا لن اتاخر "
اسرعت و انا اصعد الدرجات الى فناء المشفى ابحث بعيناي عن طليقي ، الى ان ابصرته قابعا في احدى الزوايا يطل من الشرفة متأملا ، مشيت نحوه بخطى متوازنة ثابتة عكس التي صعدت بها و ما ان كدت ان افتح شفتاي لأكلمه كلمني اولا
- " مرحبا بك "احسست بها و هي قادمة و عندما وصلت كلمتها اولا ، اريد ان اكون اليوم سيد الحوار اريد ان أسألها عن كل شيء ، أجابتني لتعكر صفو الجو الجميل بداخلي و لتشعل نيران الغضب بداخلي من جديد .
- مرحبا، في ماذا احتجتني اسرع جواد ينتظرني
- اذن فاسمه جواد ذلك السافل
- ليس لك الحق في نعته بهذا
- و تدافعين عنه ، هل تكنين له المشاعر ، ا هو حبيبك
- ليس لك شأن في هذاضغطت على قبضة يدي فكدت اكسر عظامها من شدة الغضب.
- اذن لم انت في المشفى !
- ام فاطمة مريضة و هي هنا
- هكذا اذن فهمت كنت في باريس مع فاطمة و عدتم بسبب مرض امهااجابتني بصبر نافد
- هذا صحيح
و من يكون جواد ذاك
- انه اخو فاطمة
- هكذا اذن .سألتني بغضب
توقف الان محمد عن الاسئلة الشخصية و اخبرني ماذا تريد
- لا شيء نلت ما اريده- و ماذا تفعل انت هنا . باغتتني بسؤالها
- ابي مريض قليلااندهشت عند سماعها الخبر و اتسعت حدقتيها
- ماذا !
- لا تقلقي هو بخير الآن هو فقط اصابته ..
لم أكمل كلامي لان صوت ذلك الجواد اتى من الخلف حين قال و كأنه يستفزني " هيا ليلى لنعد للبيت لقد تأخرنا و انت متعبة "ما هذا هل يحسب نفسه زوجها و عن أي بيت يتحدث هل هي تعيش معه الآن تحت سقف واحد، هل تنزع حجابها امامه ، هل يرى شعرها الحريري الاسود و يتغزل به ، هل تعد له الفطور كما كانت تفعل معي ، هل تبتسم معه كما لم تبتسم معي يوما . موتك على يدي صدقني سأقتلع عيناك من جحرهما ان يوما ابصرت ممتلكاتي ان تغزلت فيها و ان أردتها ، اعلم انها طليقتي ، اعلم لكن لا ادري ما هذا الشعور هو فقط يجعلني اريدها لي وحدي .
كنت افكر غاضبا وحيدا حينما ودعتني قائلة " غدا ، سآتي لزيارة عمي " و ذهبت معه رمقتهم من الشرفة، تبتسم معه من جديد ، ماذا يقول لها كي تفتح ثغرها كل مرة ، تركب بجانبه في السيارة و ينطلقان نحو منزلهما .
لا ادري حقا ما سبب هذا الغضب الذي يصيبني ، كنت انتظر اللقاء هذا بأحر من الجمر كل يوم انتظر اليوم الذي سأعتذر لها فيه و حين أتى هذا اليوم وجدت من يشاركني طليقتي .، تفقدت هاتفي فوجدت عشرات الرسائل و الاتصالات من سىلمى فأعدت الاتصال بها .-" الو حبيبتي" . قلت معلنا بداية المكالمة
- " لماذا لم تجبني "
-" آسف سلمى لم ارى اتصالاتك "
- " حسنا ، هيا أخبرني متى نذهب لتشتري لي ذلك الفستان الرائع كي أرتديه في خطبتنا "توقفت ملامح وجههي فجأة هي لم تسألني عن حالي حتى هل انا حي ام ميت و تسأل عن الفستان كل همها المال فقط هذه الفتاة ، بقي عقلي يقارن بينها و بين ليلى ، ليلى التي لم تطلب مني شراء شيء لاجلها و عندما كنت أحس ان امورها واجبة علي كنت اعطيها نقودا فترفضهم الح عليها فتقابلني بالرفض ، الى ان كنت اذهب وحدي و أشتري لها ، كنت أعرف ذوقها في العباءات هي تحب النوع الخليجي الفضفاض ذو الالوان الحيوية اذكر فرحتها الواضحة عندما اشتريت لها عباءة زرقاء مائلة للرمادي ذاك لونها المفضل رغم انها كانت دوما تخفي فرحتها عني الا انها في ذلك اليوم أظهرتها ، كنت احس بالرجولة و بدور الزوج عندما أقتني لزوجتي ملابسها كنت أتجنب السراويل بكل انواعها الضيقة و العريضة اتجنب كل ما يبرز قوامها المياس الرشيق ، كنت داخل افكاري حين استيقضت على صوت سلمى " ألو ألو محمد محمد "
- " آه ، نعم سلمى ، انا انا لا استطيع ان آخدك هذا الاسبوع فأبي في المشفى "
" حقا سآتي لزيارته غدا حبيبي "
- "حسنا وداعا انا متعب"
اقفلت الخط قبل ان اسمع ردها. نزلت عند غرفة ابي نظرة من الزجاج الخارجي فرأيته مستلقيا و سميرة جالسة بجانبه ترددت في فتح الباب لكني استجمعت قوتي و دخلت ، نظر الي نظرة مأنبة ثم أشاح بوجهه عني من الجهة الاخرى . طلبت من سميرة الذهاب الى البيت فهي متعبة جدا اطرقت برأسها و خرجت جلست انا بجانبه على الكرسي و هو لازال ينظر من الجهة الأخرى .
- " ابي اعلم الآن كم تكرهني ، ربما انت الآن تتمنى انني لم اولد ، لعلك تحدث روح أمي الراحلة و تأنبها لولادتي ، انت تتمنى لي الموت اليس كذلك "
كنت اقول هذا الكلام و انا واضع رأسي على سريره الى ان اتتني ضربة على رأسي ، قد جاءت من عند ابي
- " أيي ، حتى و انت مريض و ضرباتك قوية "
- " لا تعد ذاك الكلام ايها الاحمق ، لا يوجد اب يتمنى لابنه الموت "
اغرورقت عيناي بالدموع و سقطت أعانقه
- محمد اتركني انت تبلغ الثلاثين من عمرك
- اشتقت لك ابي ، جدا
- انا كذلك يا بني
- يااه انا اجيد دور الابن ظننت نفسي العاشق الطليق فقط
- ماذا تعني بالعاشق الطليق !؟
- مجرد كلمات دعك منها
- امم هل اتصلت بليلى هل من اخبار عنها
- ههه منذ ساعة كنت معها
- حقا !؟
- نعم ابي كانت تزور احدا في المشفى و اخبرتني انها غدا قادمة لزيارتك
- اشتقت لتلك الفتاة حقا
- هيا ابي لتنم انت متعب
نام ابي ثم نمت بعده و لم يتبادى في ذهني سوى صورة ليلى الآن نائمة .نزعت عني حجابي الذي كنت ارتديه طيلة اليوم بحكم اني في بيت مع رجلين غريبين امر مخيف حقا رغم اني اضع ثقة فيهما خلدت للنوم بعد ان نيمت سامي و لبنى ، جواد نام و رضوان كذلك لكن بالي مشغول بطليقي ، قلبي وخزني عندما حدثته ، اهذا ما يدعونه بالحب ، يقولون ان الحب يأتي بعد الابتعاد طويلا ربما لا ادري . نمت فرحة لاني غدا غدا سألتقي بطليقي .
#حياة
أنت تقرأ
غدر فما بعد...
Fiksi Remajaليلى فتاة خانتها الصداقة و قلبت حياتها . فما كان من ردة فعل ابيها سوى انه زوجها لابن صديقه . توفي الاب و قسم الصديق باليمين ان ابنه لن يفارق ابنة صديقه . فتحارب ليلى لتبرئة نفسها و تسعى الى طلاقها لتذهب الى باريس و تعيش حياة اخرى ....