الرحلة

150 10 0
                                    

دخلت لوسى المدرسة يتبعها التوأم بابتسامتها المعتادة ممسكة بيد اوليفيا و تجر خلفها حقيبة سفر  و اجتمعوا بادم

"هل انتم مستعدون" سأل ادم. إن اليوم هو رحلة للخارج تحديدا فرنسا سيظلون بعيدين عن منازلهم ما يقارب العشرة ايام و لكن عائلات ابطالنا لم يمانعوا ليس لعدم اكتراثهم بل لوثوقهم فى قوة ابنائهم

"ماذا ترى؟" سالت اوليفيا لكنه كان تأكيد اكثر من كونه سؤال ابتسم ادم بخبث

"هيا يا طلاب استعدوا" سمع الثلاثة صوت مدير الرحلة فى المكبرات الصوتية و بدأ الجميع بالتحرك و التفوا حول المدير و كل من يسمع اسمه يصعد للاوتوبيس (bus) و لم يأخذ الوقت طويلا حتى سمع الرابعة اسمهم فصعدوا و جلسوا بجانب بعضهم البعض و فى الطريق اخذ الكل يغنى اغانى جماعية كما ان اوليف و لوسى عنوان اغنية بطلب احد الاشخاص(a whole new world) و لم تختفى الابتسامة عن وجه اى منهم طوال الطريق للمطار و قد جلست لوسى بجانب احد طلاب الرحلة

"هلا ذكرتنى باسمك" سألت لوسى بابتسامة

"فادى، و انتى لوسى صحيح" اومأت. لقد ظل الاثنان يتحدثان فترة طويلة حتى غطت لوسى فى النوم.
لقد مر أربعة ايام منذ وصول الرحلة و بالفعل استمتع كل منهم بكل دقيقة و كان فادى ملتصق بلوسى و قد لاحظ اوليف هذا الأمر جيدا لكنه احكم غلق الباب على مشاعره خاصتا بان لوسى كانت تبتسم و هى بجانب فادى و لكن ذلك لم يعنى انه سيعطى له او لأى شخص فرصة بأذية اخته و لكنه ظن ان كل شئ بخير حتى سادس يوم.

ارتدت لوسى معطفها و نزلت للخارج و اخذت تتأمل صفاء السماء حتى سمعت صوت ضحك فتبعت الصوت انه فادى و اصدقائه و كانت لوسى لتنضم لهم إلا انها سمعت اسمها انهم يتحدثون عنها

"انها طفولية جدا" سمعت صوت احدهم

"لا اصدقك فادى انت تمشى مع فتاة مثلها"

"لا تقلق مالك انا لم اتعلق بها حتى انا فقط احظى ببعض المرح بشخصيتها الرقيقة فاصبح من الصعب الحصول على فتيات مثلها الان" قال بضحكة

"و لكنك تعرف ان اوليف لن يتركك"

"بابا اوليف الحقنى لقد تركنى فادى" استهزء احد الفتية و اخذ الاخرين يضحكون بصوت عالى و لم يدرى احدهم بان كل ما قالوه كان مسموع من اكثر شخص لم يكن من المفترد سماعه. هى التى لم تعترض هى ظلت تسمع و تركت الدموع تسيل على وجهها فى صمت، انها ليست بمرتها الأولى و لن تكون الاخيرة فهى اعتادت حفظ كل آلامها لنفسها فهى ليس لديها شخص لتحكى له سوى التوأم و لوسى ليست بغبية فهى تعرف مخاطر اخبار التوأم بأن تلك ليست اول مرة يسخر فيها احد من صداقتهم.
ابتعدت لوسى و جرت لمكانها المفضل الارجوحة و اخذت تبكى كما يذكر الطفل الصغير

"لوسى" نظرت بجانبها للصوت انه اوليف حاولت مسح دموعها لكنها لن تكذب على نفسها هى تعرف ان حالتها مذرية الان و انه رأها و هى تبكى

"ماذا بكى" سال باهتمام و هو يقف امامها

"ولا شئ فقط اشتقت لوالدى"

"و هل على تصديق هذه الكذبة" سأل. لم يأخذ الوقت طويلا حتى استطاع اوليف جعلها تحكى كل شئ لقد كان يغلى نارا من داخله لكنه لم يريها فهو لا يريدها ان تلوم نفسها لاخباره انهت حديثها فابتسم لها

"اوليف لقد اخبرتك لكن ارجوك لا تقم بأى شئ غبى من الى" هو لم يرد لانه يعرف انه اذا وافق سيكون كاذب لذلك اكتفى بابتسامة و قبلة على وجن لوسى و يعرف جيدا انها ستهدأ من خوفها. قادها لوسى لغرفتها و التى شاركتها مع اوليفيا و فى الواقع اوليفيا لم تتسأل كثيرا بل اهتمت بالاهتمام بلوسى و جعلها تنام بينما نزل اوليف للحديقة و وجد اوليف جالس فوقف امامه

"احظى ببعض المرح بشخصيتها الرقيقة" قال اوليف و لم يظهر اى مشاعر او غير نبرة صوته ليظهر ما يشعر به مما زاد تعجب فادى

"ماذا"

"ماذا الم تقل تلك الجملة لاصدقائك فكما تعرف شخصيات رقيقة كلوسى أصبح من الصعب الحصول عليها"

"اذن انت من كنت تتنصت علينا" ابتسم اوليف بسخرية ممزوجة بألم

"فى الواقع لوسى هى من كانت تنصت و قد تألمت كثيرا"

"انا لم ارغمها عل الإنصات" رد فادى فى عدم مبالاة "إذا لم يعجبها الحديث كان باستطاعتها الرحيل" مسكه اوليف من لياقة قميصه و صرخ فيه

"ما انت الا تشعر بالألم الذى سببته لها"

"لا ليس تماما" شد اوليف قبضته على لياقة فادى ثم ابتسم ابتسامة شيطانية

"اذن دعنى اشعرك" القاه اوليف على الارض و اخذ يضرب فيه دون رحمة حتى انقذه اصدقاءه و لم يمر كثيرا حتى وصل الامر للمعلم

"انت معاقب اوليف و لن تذهب معنا فى اى مكان حتى عودتنا و ستظل فى غرفتك لن تخرج" لم يعطى اوليف اى علامة سوى كلمة بسيطة

"حاضر"

"و الان اعتذر" نظر اوليف لفادى ذو الوجه الاحمر و قال فى هدوء

"آسف"

"و كأنى ساقبل اعتذارك" كان فادى على وشك ضرب  اوليف لكن اصدقاءه امسكوه

"كفى فادى" صرخ المعلم "اوليف اذهب لغرفتك" امره المعلم ليخرج هة بدوره يتمنى من ربه ان لا يصل ما حدث للوسى لكنه كان يعرف ان الأمر سيصل لها بطريقة او بأخرى

نعم احب، و من يعلم؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن