بدونك، بدونكما

130 9 1
                                    

لقد مر خمسة اعوام منذ ترك التوأم لوسى. لم يكن الأمر سهل على اى من الثلاثة لكن لوسى كانت اول من تأقلم على الوضع و هذا لا يعنى انها لا تبكى فى بعض الاحيان لكنها و على خلافهما لم تخسر الكثير و ظل ادم بجانبها بل و قد جنت بعض الصداقات و لم يقل مستواها الدراسى بل ازداد لكن و فى المقابل خسرت طفولوتها و قد قلت شهيتها لكن هناك شئ واحد لم تخسره و هو حيويتها رغم ان الابتسامة لا تظهر كثيرا الا انها اصبحت محبوبة فرحيل التوأم اعطاها فرصة لإظهار شخصيتها. لقد تخرجت لوسى و اصبحت مترجمة

اوليفيا لم تتغير كثيرا لكنها اصبحت غريبة عن لوسى فمنذ رحيلهم قل حديتها مع لوسى و لكنها تخطت غضب اخيها و قد عادا لاخوتهما فى سلام. لقد كان الامر صعب على اوليفيا ان تعتاد على موطنها الجديد الا انها اصرت على ان تكون قوية فأوليف يحتاج لقوتها. اوليفيا حصلت على مجموع عالى فى الثانوية مما ساعدها بدخول الكلية التى ارادت طبيبة نفس و كانت عائلتها فخورة بها جدا.

اوليف أصبح انطوائي و مزاجى فقد تجده يبتسم و بأقل كلمة يصبح فى اشد غضبه و قد لاحظ والداه ذلك كما مرت به فترة يتلاعب بالفتيات لينسى لوسى و بالفعل نجح و لم يعد يفكر فى لوسى كما انه و ذات يوم حرق كل الصور التى رسمها لها لكنه خسر جمال صوته فهو لم يعد يغنى او يرسم . لقد تخرج اوليف و أصبح مهندس.

"سنة سعيدة صغيرتى" هنأت سلمى ابنتها بقبلة على وجنتها

"امى لقد اتممت العشرين" قالت لوسى فى انزعاج

"ستظلين صغيرتى حتى زواجكى" قالتها الام بابتسامة لتختفى ابتسامة لوسى هى تتذكر تلك الجملة جيدا هنالك من اعتاد قولها لها.

"ماذا هناك لوسى" سألت الأم لتخرج لوسى من افكارها. اجبرت لوسى ابتسامة و قامت من جانب امها

"ولا شئ معدتى تؤلمنى" كذبت

"حسنا خذى دوائكى" اومأت لوسى متجهة للغرفة و غطت فى نوم عميق فهى لن تكون فى منزلها غدا لأن جامعتها جهزت لهم رحلة و قبل نومها اتصلت بادم و هنئته

"هيا ابتسما" قالت روزالى لطفليها فابتسمت لوسى بشدة مظهرة اسنانها بينما اكتفى اوليف بابتسامة غير مرئية انضمت روزالى لهما و صرخت

"عام سعيييد" و التقطت الصورة تاركة ذكرى ليحفظها الزمن، ودعت روز اولادها و خلدا للنوم مستعدين لذهاب لجامعتهم و حجز اسمائهم لرحلة قادمة

اجتمع الطلاب مع لوسى فى دائرة حول النار و بدئوا بلعب الزجاجة(سؤال ام تحدى) و جاء الدور لفتاة

"لوسى سؤال ام تحدى" ابتسمت لوسى

"تحدى"

"هلا غنيتى اغنية لنا" اومأت لوسى و هى تفكر فى اغنية و قد كانت الوقت بيسرقنا اخر ما سمعته تماما بعد تذكر التوأم  اخذت نفس عميق و بدأت تغنى

"بنعيش و الوقت بيسرقنا.
و بنمشى و نسرح فى طريقنا و الايام الى بتجمعنا ممكن فى ثوانى تفرقنا.
ساعات الدنيا بتلهينا عن اغلى و اقرب ناس لينا و فى يوم عمرنا ما بنستناه نلاقيهم مبقوش حولينا."

مبنحسش بقيمة الحاجة الا لما تروح و كان فى صوت بيصرخ فينا و احنا مبنسمعش و نندم على الى ضاعوا و راحوا و قلبنا مجروح ياريت الوقت يرجع بينا بس مبيرجعش، زمان كانوا هنا بينا و حوالينا و القا مسموح و دلوقتى و مهما بكينا اللقاء مينفعش"

نظرت لوسى لتجد مجموعة اخرى قد انضمت لمجموعتها و تقع عليها الصاعقة عندما تقابل عين تعرفها جيدا تلك العين التى لم ترها منذ زمن عين اوليف و لكنها اكملت

"قرب من كل الى حاببهم شيل عنهم خوفهم و تعبهم  يمكن يسيبوك هما الأول او يمكن انت الى تسيبهم.
على قد ما تقدر فرحهم بصلهم و احفظ ملامحهم حيجيلك يوم فيه تتمنى لو حتى فى نومك تلمحهم" (هذه اغنية مصرية للمغنية دنيا سمير غانم)

انهت لوسى الاغنية و هى لم تحرك عينها عن اوليف و جلست فى مكانها لتنظر للوجوه المتأثرة بالأغنية و كان ابطالنا الثلاثة هم اكثر من تأثر فهى كالنصيحة لهم ، لكنها جائت متأخرة خمس اعوام

نعم احب، و من يعلم؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن