+1000 Word
رمش عمر بعينيه ليشعر بألمٍ هائلٍ في وجهه فيحاول تحريك فكه لامساً بأطراف أصابعه خده المتورم وقد لسعه بشدةٍ لكن ليس أكثر من جرحه في أعلى ذراعه بينما يسند جسده بمرفقه السليم ناهضاً من هذه الأرضية الرطبة وقد نسي ما جرى قبل فترةٍ ليست بالبعيدةليلفت انتباهه شعلةٌ متراقصةٌ من ألسنة اللهب أمامه فتتوسع عينيه في ذعر، لقد وقع في أيديهم!! سيشوونه لامحالة!!
حاول النهوض لكن جسده يؤلمه لسبب يجهله عدة ثوانٍ وأتاه صوت من الخلف (لقد استيقظت أخيراً أيها المغفل عديم العقل)
التفت خلفه ليجد ذلك الأغوتري المريب للمرة الثالثة وقد مزق قميصه لشريطٍ طويل لف به بطنه المجروح ليبقى ببنطال الجينز الرث المهترئ وعقد من الأحجار أو العظام يتدلى من عنقه فوق صدره العاري،
اقترب أكثر وأردف بعد أن جلس بجانب النيران وقد رمى بعض الأغصان التي لابد وأنه رحل قبل قليلٍ لجلبها (من حسن حظي أنك عديم الكتلة العضلية وإلا كنت أنزف الآن حتى الموت!!)
هز المجهول رأسه مبتسماً ساخراً من ضعف عمر ليتراجع الأخير خطوتين للوراء زاحفاً وقلبه يدق في حلقه مذعوراً (فقط ماذا تكونون أيها الوحوش!! هل تأكلون البشر وأنتم بشرٌ مثلنا؟!) صاح عمر بهستيريةٍ مرعوباً متقززاً من هذا الذي يجلس على بعد عدة أمتارٍ عنه وقد هم بالجري هرباً منه لكن جسده المنهك خانه ليسقط أرضاً
(هذا الكلام موجه لهم هم ليس لي، وإن كنت تريد الهرب فأنت ذاهب في الاتجاه الخاطئ، بوابة الغابة من هنا) تكلم بهدوءٍ بينما يشير بسبابته خلف ظهره ليعقد عمر حاجبيه محدقاً إليه بريبةٍ (ما- فقط من أنت!! ألن تأكلني!! ألم تسحبني لهنا حتى تستفرد بوجبة عشاءٍ دسمة؟) قالها بسرعةٍ وقد تملكته الريبة والشك وطبعاً الخوف حاضرٌ وهو سيد المكان
ليتبعه المجهول بقهقهةٍ صاخبةٍ وقد أدمعت عينيه (دسمة؟ من؟ أنت؟ يا إلهي!! أنت مجرد جلد على عظم أين الدسم فيك بالضبط؟ آوتش يا إلهي بطني!! هذا مؤلم)
قهقه ليتجعد وجهه وقد آلمه بطنه ليضغط على الجرح بيده (اسمع يا فتى أخبرتك أنني لن آكلك قبلاً بالضبط قبل أن تضرب ساقي كانت حركةً بغيضةً منك لكنني لا ألومك، اسمي جوان نعم آغوتريّ لكنني مختلفٌ عنهم ألم تفكر بذلك بمجرد النظر إلينا!!) قالها رافعاً حاجبيه متسائلاً محاولاً اقناع عمر،
ليفكر الأخير لبرهة، نعم معه حق!! من قابلوه كانوا ذوي بشرةٍ سوداء مائلةٍ للبنفسجية، نحيلي البنية لكن أقوياء بناءً على التجربة السابقة بثيابٍ رثةٍ أغلبها من أعلاف الشجر وفقط تحيط أسفلهم مع العديد من الأسياخ المخترقة لأبدانهم والحلوق المفرغة تصنع تجويفاً في دهنة آذانهم و الكثير من الأساور والخلاخل الأخرى إضافةً للرسوم الحمراء على وجوههم و شعورهم المتلبدة باهتة اللون

أنت تقرأ
غابة الآغوتري || The Agutri Woods
Aventura♧ المركز الأول في مسابقة [ماذا لو؟- المرحلة الأولى. ♧ المركز الثالث في مسابقة أفضل_كاتب_عربي_للقصة 《#20 في الفنتازيا 13 مايو 2018》 ماهو الآغوتري؟ وهل هو مجرد مزيج من الشائعات لجذب السياح كما ذكر مراد؟ في تمام الساعة العاشرة مساء في سان فرانسيسك،. حف...