غابة الآغوتري || The Agutri Woods

تجربتي في غابة الآغوتري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا روان الفار فلسطينية الأصل من سكان السعودية منذ حوالي أكثر من 40 سنة..

أولاً اعتذر عن التأخير الحاصل في تسليم الفصول الأخير فقد واجهتني مشكلة انتهاء اشتراكي السنوي في الشبكة، أي أنني عشت يوميّ الفائتين بدون انترنت!!

سأتحدث هنا عن تجربتي في كتابة قصتي القصيرة الجميلة غابة الآغوتري لقد استمتعت بحق في كتابتها وأرجوا انكم استمتعتم أيضاً في قراءتها ^^ مع أنني أعتقد أن مصطلح "رواية قصيرة" ستكون مناسبة أكثر -سيئة جداً في كتابة القصص القصيرة-.

في بادئ الأمر احترت في أمري

هل أكتب عن غابةٍ وآكلي لحوم بشر أو أكتب عن غابةٍ للسحرة

قلت في عقلي لابأس بجمع معلومات كافيةٍ وللمصداقية كنت متحيزةً لآكلي لحوم البشر حيث أنني لست على إطلاعٍ واسعٍ بالسحرة ولن تكون جميلةً وجذابةً إلا أن تعمقت بالأمر لذلك ذهبت لصديقي الوفي جوجل وبحثت عن مسمياتٍ أخرى لآكلي لحوم البشر غير الزومبي أو الأموات الأحياء أو تلك المسميات المتداولة، حتى وقعت عيناي على مقالةٍ بعنوان "لأغوري قبيلةٌ هنديةٌ آكلة للحوم البشر!" لاحظوا أغوري وليس آغوتري وذلك يعود لخطأ في قراءة الاسم حيث أنني تحمست لمجرد الفكرة، أناسٌ طبيعيون، ليسوا زومبي أو شيء خارج حدود البشر، يأكلون لحوم ذويهم!! اشتعلت الفكرة في رأسي وسارعت في الكتابة وكلي يقين بأن اسم القبلية آغوتري حتى أنني لم أقرأ المقال!! فقط أخذت الفكرة وبهرتها بخيالي، لأعود لاحقاً للبحث عنهم وأخذ قليل من المعلومات فأصدم بغلطتي الصغيرة، لكنني بت في منتصف القصة وقد اعتدت الاسم لذلك لم أحبذ تعديله، وأخذت بعض المعلومات كأشكالهم وأنهم يأكلون لحوم "أمواتهم" حيث يسمون الأغوري آكلي الأموات لذلك تورطت هنا أيضاً فلو كانوا يأكلون الأموات فقط فلا شأن لهم بالأحياء-أبطال قصتي-!

لذلك أضفت قليلاً من البهارات هنا،

وبالنسبة للأبطال أردت التشكيل حقاً والخروج عن المألوف قليلاً لذلك استعملت العربي فقد كنت راغبةً حقاً بكتابة قصة بطلها عربي بجانب قصة دراكولا خاصتي.. وبالطبع الأمريكي جي بي طالما الأحداث في أمريكا وهنالك دائماً الآسيوي حيث تعجبني اللمحة الآسيوية وسط حشد أمريكي عربي أياً يكن وقد أردت إضافة أمريكيٍ آخر لكن وقتها كان أحد أفراد عائلتي يشاهد مسلسلاً تركياً لذلك برقت الفكرة في دماغي واخترت مباشرةً اسم مراد لشخصيتي التركية اللطيفة حيث تضفي جواً من البهجة بين أسطر القصة

وأيضاً مشكلة أخرى واجهتني وهي المدينة فقد كتبت بلا تفكير أنها تجري في سان فرانسيسكو دون البحث عن جغرافيتها وإن كان يوجد بها غابات كثيفة - سيئة في الجغرافيا- حسناً هنالك غاباتً لكن هل هي مثل ما أتخيل؟ لا أدري، ليس مهماً، فالخيال يصنع المعجزات

وهنالك مشكلةٌ إضافيةٌ أفظع كارثيةٍ وألمها أكثر حسيةٍ من غيرها وهي تيبس رقبتي المسكينة حيث أضحت متيبسةً كجذع شجرةٍ لا حراك لها!! فعلاً أعتقد أنني بحاجةٍ لجلسة تدليك!!

وأيضا هنالك الحركات حيث بعض الكلمات لاتحتوي على التنوين اللازم وذلك لأني كنت أعدلها على جهازي اللوحي بعد أن كتبتها على اللابتوب وجهازي اللوحي لا يحتوي على تنوين أو أي نوع من الحركات! -مثل هذه الفقرة الآن اكتبها من جهازي اللوحي-

كيف بدأت؟
-أعلم نقلة نوعية في ترتب الكلام😖-

بدأت حين كنت في سنتي الأولى من المرحلة الثانوية، فقط كنت أقرأ بعض الروايات التي أعارتني إياها صديقتي، ثم شعرت بتطور مشاعري، لم أعد أكتفي بالقراءة! بت متحمسة حتى أكتب روايتي الخاصة! -بالمناسبة هذه أول قصة مكتملة لي إنه شعور عجيب!-

شعور خيالي حين تتخيل شخصياتك محتجزة داخل أنسجتك الدماغية تصرخ محاولة الحصول على فرصة للحياة فرصة للظهور أمام العيان! هنا لايكون بوسعك سوى اعتصار القلم وأنت تكتب بسرعة الريح مايجري مع شخصياتك في الداخل، داخل عالمهم الخاص الذي صنعته أنت

إنها تجرية من أروع التجارب التي مرت علي ونعمة عظيمة يجب أن نشكر الله ونحمده عليها، نشكره على أنه مهد لنا هذا الطريق المليء بالتجارب الشيقة..

وختاماً أفكر في تحويل هذه القصة لاحقاً لروايةٍ مضبوطة الأحداث والحبكة حيث أنني لم أرد التعمق في تفاصيلٍ أخرى لكي لا أزيد من دسامة القصة مثل مانوع المغامرة التي خاضها كل من جي بي، مينو ومراد إضافة لحقيقة جوان والتعمق في قصته وكيف أصبح مع الآغوتري كما أنني وددت إضافة شخصيات جديدة أخرى وأحداث أكثر آكشنية وأزيد من عيار الرعب فيها ومانوع المصير الذي ينتظر الآغوتريين المتمردين وكيف سيتعامل جوان معهم لاحقا -عانيت جداً في هذه النقطة حيث أنني سيئة جداً في كتابة القصة القصيرة!!- فكما ذكرت سابقاً أشعر أنها تحولت لرواية قصيرة عوضاً عن قصة قصيرة

لكن استمتعت كثيراً في كتابتها وأتمنى أنكم استمتعتم أيضاً وقضيتم وقتاً ممتعا

ً وشكراً للزميل أيهم على هذه المسابقة الجميلة، في انتظار مزيدٍ من المراحل ومزيد من التطوير 😆

تحياتي 🌹