sp.2 (Chanyeol)

6.5K 609 56
                                    

أرتدي وزرتي البيضاء و أمشي نحو الغرفة في آخر الرواق، الغرفة 166. تصاعدت ذكريات لقائي الأول مع بيكهيون إلى ذهني، لأبتسم ابتسامة خفيفة، فذاك اللقاء قد غير كل شيء في حياتي.

طرقت الباب بخفة لأعلم القابع وراء الباب بقدومي، لأفتح الباب بعدها مطلة على الشاب أمامي بابتسامة ليبتسم هو الآخر بدوره و يستقيم من مكانه، باسطا ذراعيه لأرتمي بين أحضانه.

تماما كما تخيلت أنني قد أفعل مع أخي إذا رزقت به، و ها أنا أقوم بذلك الآن، و لو أن الظروف مغايرة لما قد رسمت بذهني و أنا طفلة.

- مرحبا تشاني !

صرخت بحماس ليرد علي بنبرة لا تقل عن خاصتي حماسا.

- مرحبا، يورا خاصتي !

ابتسمت لكونه نسبني إليه و تحركت بخفة نحو أدويته أعطيه إياها كما أراقب بعض الأوراق الخاصة به و علامات الرضا و الفخر تتصاعد و تتنامى على محياي، فحالة تشانيول الصحية في تطور ملحوظ، و إن استمر هكذا، فسيستطيع الخروج بعد مدة وجيزة.

- إذا تشان تشان، ما رأيك بالخروج معي اليوم ؟ سنزور بيكهيون في متجره لنشتري ورودا ثم نذهب معا لزيارة الميتم، ما رأيك ؟!

سألت رغم كوني أعلم الإجابة بالفعل، و لم أكن مخطأة، فتشانيول أومأ برأسه موافقا ليتوجه نحو الحمام ليغير ملابسه إلى أخرى مناسبة للخروج.

تشانيول، مختلف تماما عن بارك تشانيول المحقق و المحامي الذي عرفته، تشانيول كان يتخذ شخصيته تلك كدرع يحميه من صعاب الحياة، بينما يخبأ بداخله شظايا روحه المحطمة.

بالنسبة لي، تشانيول ضحية أكثر مما هو مجرم، فهو عانى كثيرا، و أنا حقا شاكرة على كوني الآن بجانبه لأساعده للعودة من جديد، للوثوق بمن حوله من جديد، لرؤية الحياة من منظور آخر، منظور مشرق.

ظهر تشانيول مرة أخرى و هو يرتدي أحد معاطفه الطويلة رغم كوننا في الربيع، ابتسمت له بخفة، فبعض العادات لا تتغير مهما تغير الزمن، فتشانيول المحقق لطالما اعتاد على ارتداء مثل تلك المعاطف الطويلة، محافظا على الصورة الكلاسيكية للمحققين المرسومة في أذهاننا.

أمسكت بيده بخفة لأجره ورائي في أروقة المشفى لنتوجه نحو سيارتي و نسير بطريقنا نحو متجر بيكهيون. إبان سياقتي، أحسست و كأن تشانيول أراد إخباري عن شيء ما، لذا انتهزت فرصة تغير الإشارة نحو الأحمر لأسأله عن ما يشغل باله و يجول ذهنه، ليجيبني بآخر شيء قد توقعته منه.

- هل سامحني بيكهيون ؟

تجمدت أطرافي و شعرت بالتوتر، أنا حقا أجهل الجواب، فأنا لم أتطرق لهذا الموضوع أبدا مع بيكهيون كونه لا يزال يحاول بناء نفسه من جديد و لا أريد تحطيم نفسيته بااحديث عن موضوع حساس كهذا، كما أنني لم أظن أبدا أن تشانيول قد يسأل هذا السؤال من قبل.

166.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن