بارت 3

12.8K 1.2K 202
                                    

- أنّى لكِ السماح بحدوث هذا !!

نطقت محاولة كبت غضبي لعلي لا أنقض على المدير لي، المتخذ من الكرسي الجلدي لمكتبه مجلسا له مقابلا لموضعي.

- آنسة كيم، أنتِ على علم بعدوانيته و شراسته، ذاك كان السبيل الوحيد لتهدئته.

ردّ هو بهدوء يغلفه البرود، بنظرة ساكنة، و لكم أردت لكمه بشدة آنذاك فهذوءه أثار استفزازي، إلا أني عدلت عن فكرتي الصبيانية، فبعد كل شيء لا أود عن أفقد عملي هنا بالمشفى.

- همم، حسنا إذا. إني أطالب بإتمام مهمتي الكامنة في رعاية المريض رقم 166 خارج بنيان و أسوار مستشفاكم هذا.

أعلنت بنبرة تزينها ألحان ثقتي بنفسي، بينما صراع داخليٌّ عكس ما أُظهره يُخاض في قرارة روحي، حرب بين جيشان يقود أحدهما عقلي بينما الآخر تحت رئاسة مشاعري. إلا أن العراك هذا لم يدُم طويلا إذ توصلا لحل وسط يرضي كليهما، إذ فوضا أمرهما للقسم الذي نبست به يوم وَلجت هذا الميدان، القسم الذي نذرت فيه أن أهُبّ لعون مرضاي جميعهم مهما كان الثمن و المقابل، و لو كان ما سأقدم عليه ضربا من الجنون.

ارتسمت على محياه ملامح الصدمة ليزفر بقلة حيلة. بيده فتح إحدى أدراج مكتبه فأخرج ملفا أسود اللون لتتمرد ابتسامة على ثغري فور معرفتي له، فكيف لي أن أعجز عن تمييزه ملفه و هو مغاير عن دونه من الملفات هنا. ملفه كان فقيرا، لا يحوي العديد من الأوراق و لا المعلومات، أسود اللون عكس ما تميزت به باقي الملفات من حمرة في اللون.

صوّب المدير لي نظره نحوي، و لربما خيل إلي لمحي ترجيا في نظرته تلك، ليفصح عن ما بداخله.

- لا يزال بإمكانكِ التراجع عن ذاك ما دام توقيعك لم يُخَطّ هنا. ثم مددت بالملف الذي تعتليه و بخط واضح عريض [ملف المريض 166 - بيون بيكهيون -]، ليسترسل حديثه. لكن فور توقيعك، لا مجال و لا حق لكِ بالعودة عن قرارك، و ستبقين مرتبطة مقترنة به ما حييتِ، أو بالأحرى ما دام هو سقيما لم يُشْفَ من علته. لذا سأعيد سؤالي و لآخر مرة آنسة كيم، أَأنتِ واثقة مما تفعلين ؟

- أجل.

رددت دون أدنى تردد منتشلة القلم من بين أنامله لأوقع بسرعة، ليتمرد صوت تنهده لمسامعي مرة أخرى، ثم استقام بجذعه من جلسته لأفعل المثل.

- حسنا إذا آنسة كيم، لقد بات بيون بيكهيون الآن تحت وصيتك و إشرافك، و تمتلكين الحق في إخراجه من المشفى شريطة توفير جميع الشروط الصحية و شروط العيش الموفرة له بالمشفى، كما أني سأحرص على تعيين لجنة مختصة لتزورك بين الفينة و الأخرى قصد التأكد من وفاءك بوعودك و تطبيقك لشروطنا. كما لك الحق في التردد على المشفى لأخذ حاجتك من الأدوية القابعة بالمشفى. بإمكانك أيضا جلب المريض 166 لهنا إن كان للأمر داعٍ. عدا هذا، أتمنر لك الطيب من الحظ آنسة كيم.

قال منحنيا بخفة لأنحني بدوري معبرة عن امتناني له و أغادر مكتبه، بعد أن أخذت كلف بيكهيون معي، متوجهة نحو تلك الغرفة آخر الرواق، لأفتح الباب قصد الرحيل و بيكهيون بمعيتي.

لكن ... ماذا أتى بالمحامي بارك هنا و ما يصنع مع مريضي بحق الإله ؟!

- أستاذ بارك ؟

خرج اسمه من بين كرزيتي باستنكار ليفطن لوجودي فينحني بخفة و يحمل حقيبته هامّاً بالخروج، إلا أني استوقفته بكلامي.

- تشانيول-شي، بصفتي طبيبة المريض بيون بيكهيون و الوصية عليه، أَلي بتوضيح لسبب تواجدك هنا ؟

- قدِمت لأتحقق من بعض الأمور، و قد أخذت الموافقة بالفعل من إدارة المشفى.

أجاب بابتسامة ثابتة، تماما كالتي عهدتها منه، ثم غادر بخفة تاركا إياي في دوامة أسئلة لا متناهية، و شكوك لا جواب لها.

بصري استقر بعدها على بيكهيون، و الذي كان براقبني بنظرات مترقبة، و كأنه ينتظر مني النطق بشيء ما إلا أنني كنت أجهل ما قد أقول، لذا تنهد هو مشيرا لخيبة أمله متمتما بكلام لم أتمكن من سماعه لذا رجحت كونه سيل شتائم نظرا لمظهره الغاضب. أعاد تركيزه علي بعد أن أشاحه عني لوهلة ثم سأل.

- هل اطلعتِ على كراستي ؟

- أجل، فعلت. لذا أنا هنا لأخذك معي. لكني أود بمعرفة كيف خمنت أني بالفعل سآتي لإخراجك من هذا المكان ؟

ابتسم بخفة قائلا.

- ذلك سر، قد أُفصِح لكِ عنه يوما ما.




تم التعديل، استمتعوا 💕

166.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن