ضيقة كتومْ

40 13 14
                                    

أحيانًا مُحاولة الصمود أمام الكلمات المدفونة في ذاكرتك ليست بالأمر اليسير !
فالصمت أمام ثورة يَخوضُها عنفوان العقل المتسلط أقوى بكثير من حالة الدهشة التي تُصيبك بحيرة مُشعوذةَ بتراهات الحياة ؛
لهذا ستُجبر على جميع الأحاديث الراقدة في ذاكرتك؛
الصمت لغة لا يجيدها إلا القليل !
ترى ومن سيفهم فناجين القهوة المتراكمة على طاولة المقاهي في لندن؛والإسطوانات الكلاسيكية للمطربين القدماء كريكي مارتن مثلا ؛
وأيضا صوت العملاقة أم كلثوم وهي تغني
لوطنها لتخفف عنهم الوجع !
والتحف الأثرية التي تباع في الأماكن العتيقة والكتب التي تتحدث عن تاريخ ومجد أشخاص آخرين ناضلوا من أجل تحقيق أهدافهم وأحلامهم؛
في حين كان صوت الموت ينادي الكثيرين منهم بسب ظلال الحرب المخيم على أوطانهم ! 
لكن رغم كل شيء صمدوا أمام الحرب؛ الفقر؛الجوع؛ والألم 
وكانوا يهتفون بكلمة( هناك أمل )
أما نحن فمازلنا نخشى أن نرفع أصواتنا عاليآ 
كي نهتف بحقوقنا ونطالب بأحلامنا المرقودة تحت وساداتنا الخالية ؛أحلامنا المهاجرة كطير يترك عشه فيطير بعيدآ 
ليجد رزقه ويغترب عن وطنه؛
أحلامنا كطائر مهاجر أرتشف مرارة الغربة 
كما نحن الآن نحتسي فنجان قهوتنا بمرارة وفزع من الآتي !
الذعر المسلط علينا بات ينبش عقولنا
وينهي رحلاتنا الموسيقية !
أصبحنا نخشى الكلام؛
نخشى الصمت؛
وحتى البكاء !
الآن سأجعل للصمت لسانآ 
كي يقوى على الهلع !
لغة الصمت حكاية أخرى في بداية الكلام 
لم تحكى بعد !
فأصبحت هكذا عالقة في الذاكرة !
أما الآن لا للصمت
فلنفشي بقايا الكلام
فسلامآ على الكلمات المدفونة
والتي ستروي لنا حكاية الزمان !

على ضفاف حياةْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن