بدأت أوراق الأشجار بالسقوط .. و بدأت الرياح تنذرُ بقدومٍ شتاءٍ بارد كان فصلُ الخريفِ قد حلّ .. على تلك المدينة الصغيرة ..والتي يتحلى سكانها بالتواضع و المحبّة..
مع وجود الصنف المتمرد ذو الطباع الحادة المختبئ بملابسه
ومع ذلك.. فلم يعرفهم الكثير.. و تخفوا تحت أقنعةِ الحبيب ..كان يميّزهم ضحكاتهم عالية الصهيل وابتسامة بطعم الخسارة ِ .. ذات طراز الوميض الباهت القديم ..
مؤلفة من رعشة ألم وصرخةِ خيبة ..و الكذبات تحيطُ بهم مِن كل مكان.. ناهيك عن التملق المحترف وتحريف الأمور ..
يلجأ الأغلب لهم.. مقتربين من المدافئ.. هاربينَ من الظلم القارص .. دون إدراك منهم لسمفونيات الحقد التي تعبر قطيع الأجواء
بينما كان أمل ٌ يركضُ و يقفز في الأنحاء.. ينظر حولَه باحثاً عن أمرٍ مثير ..
حتى وصل إلى شيءٍ لفتَ نظره! وقف ينظر إلى تلك التائهة المهيبة.. و التي تطل على أطباق من نسيان
كانت مواجهةٌ تماماً للحقيقة.. و كانت ملتصقةً بإشعاع الحلم
و على تلك الذاكرة الجميلة.. بُنيَ أملٌ لطيف ..
خرجت منه خيول والوقت العمل.. و بدأت تقفز و تقفز.. وكأنها تحاول الطيران
ولكن.. بدا بأنه لم يحن وقتهُ بعد.. هوَتْ من جبل المنطق على الأرضأسرعت شجونها بالاستيقاظ لتعيد طيوف التنائي
رددت لها مهجتها بملل: لا تقومي بشيءٍ لم يحن وقتهُ بعد..يبدو بأن القدر يعد لك شعاع المنى.. انتظريها فقط ..
حاورت هوى الأمل الظامي
انها هوايتي_اجابت بهدوء
أهرب من الواقع للخيال وأُخرج الاحلام الى حيز الواقع
ثم قالت: _ إنها أجنحتي.. لأعرف الحريّة!
هههه
الحريّة.. وماذا تعني؟!
الحريّة.. هي حريّة الروح..
عندما تستطيع فعل ما تريد.. بحدودٍ رسمتها لنفسك..
و أيضاً.. ترى ما لا تستطيع رؤيته..
و تجريب شعورٍ.. لم تجرِبه من قبل..
يتردد سؤالٌ على مسامعها .. ما هي أمنية جميع الأطفال الخيالية؟
صمتَتْ لبرهةٍ و هي تضع يدها على ذقنها و تفكّر بالجواب..
وقالت بحماسٍ بعد أن نقرت بأصابع يدها..
:
الطيران!
: نعم.. يريدون تجربة شعور الطيرانأما أنا.. فأريد تجربة شعور الإختلاف.. فهو يعني الطيران بالنسبةِ إلي..
مرت دقيقةٌ منَ الصمت ثم قطعه رجفةٌ في جسدها حين انتبهت لما قالته للتو
أعتقدُ.. بأنَهُ مِنَ الأفضلِ أن أذهب َ إلى كتابي.. و سأعودُ إلى عالمي بعد أن أستعيد قدرتي على الادراكو انطلقت تسابِقُ الريح
كانت الأفكار تجول في رأسها.._ يا لها مِن حياة.. أمرُها غريب.. فمع زوالها لا يوجد من لم يفتن بها ولم يلهو بأحد أزقتها..
لم تكذب في حياتها مِن قبل ولم تنقض وعداً قطعته مهما طال الزمن
و لذلك و بعد شهرٍ من مرور سراب ٍ قديم عادت إلى أفلاكها
أشارت للمدى بعيدًا بعيدًا
_ذلك العالم الغريب.. أريد اكتشافه.. أنا لم أغادر خيالي او مدينتي في حياتي
و أعتقدُ بأن العالم الخارجي سيكون مشوقاً..
……بعد برهة.. تقدم الأمل العجوز الى جَنانها
دخل إليها وهو يحمل باقةً من أجمل أنواع العقارات المسكنةوجدها تجلس مستندةً الى أوهامها.. يحمل وجهها ابتسامةً جميلة
لوّح قائلًا
لقد أخفيتِ جرحكٍ عني.. و جعلتني أتقدمُ للأمام.. أخبرتني بأني سأعطيكِ الحرية بهذه الطريقة
ولكنكِ لم تكوني صادقة.. فقد كانت هذه الحريةَ لي وليست لكِ! فقد كنتِ وحيدة..
قاطعته قائلة: أنتَ مخطئ! .. هذه كانت بداية حريتي.. عندما قمت بكل هذا..أقصد عندما فكّرت بالارتقاء
__ لقد أتيتُ إليكِ لأعيد لكِ هذين الجناحين .. فهما لكِ الآن
ابتسمت وأجابت: لا .. ستبقى جناحيي! و من هنا سنبدأ .. شكراً لك..يا من أعدت الي الحياة بلذتها
#الأمل