5 - لست موظفة , بل صديقة

2.2K 44 0
                                    



- لست موظفة , بل صديقة

جلست تيريزا مع دان وماري في الحديقة ... بأنتظار وصول سكوت , هل سيتصرف معها بطريقة ودية , أم بأسلوب ساخر قاس كما فعل في الليلة السابقة؟ يا له من أنسان مزاجي , يتحول بين لحظة وأخرى من رجل لطيف ورقيق القلب الى شخص متعجرف وسليط اللسان!

أحست فجأة بتعاطف مع ايلاين , فالحياة مع سكوت صعبة ومرهقة , ساعة يرفعك الى السماء , وساعة يدفنك في باطن الأرض , ولكن, لماذا تتعب نفسها بمثل هذه الأفكار ؟ هل لأنها على وشك الدخول الى عرين الأسد , أو لأنها ...؟ في أي حال , هي ليست زوجته... ولا مبرر أذن لهذه التصورات المزعجة !

وصل سكوت ومعه ابنته , التي كانت تقفز فرحا وسرورا , شرب الجميع عصير البرتقال المثلج , وتبادلوا بعض الأحاديث الودية .

عانقت تيريزا كلا من ماري ودان وشكرتهما على حسن ضيافتهما , ثم صعدت بتردد الى سيارة سكوت , وما أن أبتعدت السيارة قليلا, حتى لوحت لهما بيدها ... وقد بدأت تشعر بالوحدة , ولكن أعصابها أرتاحت الى حد كبير , عندما لاحظت أن تصرفات سكوت كانت طبيعية وعادية.

وفي الطريق الى منزل ميلوارد , أوقفتهم جورجيا وقالت للشخصين الجالسين في المقعد الأمامي بعد السلام على مليندا :

" شكرا لتوقفك , يا سيد ميلوارد , كل شيء على ما يرام , والجميع بخير , تيريزا أتمنى لك التوفيق في مهمتك الجديدة وأريد تقديم هذه الباقة الصغيرة من الأزهار لك عربون محبة وتقدير , كذلك , أردت أبلاغك أن هيو ... الطبيب لاسينغ ... طلب مني مساعدته في العيادة , لا أعرف ماذا سأفعل , ليلي تشجعني كثيرا على قبول الوظيفة , ولكنني أود بحث الموضوع معك , هل يمكنني زيارتك غدا؟".

" طبعا , يا عزيزتي , وأنا متأكدة من أن سكوت لا يمانع أبدا ...".

نظرت اليه بتردد قبل أكمال جملتها , وقد أدركت فجأة أنها أصبحت منذ اليوم موظفة لدى هذا الرجل , أبتسم سكوت بحرارة لجورجيا , وقال لها:

" أفعلي ذلك , يا جورجيا , متى أردت ".

ثم ألتفت الى تيريزا , وأضاف مداعبا:

" لا مبرر أبدا للأستذان مني , فميلندا بحاجة للمزيد من الوجود النسائي ".

" شكرا , يا سيد ميلوارد , الى اللقاء أذا, يا تيريزا , وأنت أيضا , أيتها الحبيبة مليندا- عاد سكوت الى التحدث ثانية مع تيريزا , وكان صوته هذه المرة أكثر نعومة ورقة , وقال:

" تيريزا , أرجوك ألا تزعجي نفسك بسؤالي كل مرة تتوقعين فيها زيارة أحد لك, أريدك أيضا أعتبار منزلي كأنه لك , طالما أنت فيه , أنك تقدمين لي خدمة عظيمة برعايتك فتاتي المدللة , لا تفكري بي كرب عمل , بل ... كصديق ووالد ممتن لك".

ابتسامة وحيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن