راقبت تيريزا ستانتون القطار وهو يختفي في غابة كثيفة الأشجار , وكأن الطبيعة أبتلعته كلقمة صغيرة, حاولت الحد من توتر أعصابها المتزايد بطريقة مرعبة نتيجة أسباب متعددة , أقلها الحرارة الخانقة والرطوبة القاتلة , حولت نظرها وأهتمامها الى المحطة الغارقة في بحر من الغبار , وغابت في جو عزلتها وأنفرادها , ثم أخرجت فجأة رسالة من حقيبة يدها , وراحت تقرأ بسرعة لعلها تجد فيها أشياء جديدة .
تنهدت بأرتياح ... فهذا هو اليوم المحدد , والمكان المطلوب, والوقت الصحيح, ولكن , أين هما دان وماري؟ تمنت تيريزا من صميم قلبها ألا يكون تأخيرهما بسبب عطل في سيارتهما , أو أي مشكلة أخرى واجهتهما في طريقهما اليها, وقرأت ما كتبته لها ماري رورك للمرة العاشرة:
" عزيزتي تيريزا , دان وأنا مسروران جدا لقبولك دعوتنا , في أي حال , لم نرك منذ فترة طويلة جدا ... على الرغم من وعودك المتكررة , نحن في غاية الشوق اليك , ويبدو أن أستقالتك وحدها هي التي حملتك أخيرا على قبول دعوتنا المزمنة , لماذا أستقلت من عملك في وظيفتك, وكيف واجه الطبيب ديريك نبأ تخليك عن عملك في مأوى العجزة ... والذي يفتخر كثيرا بأردارته ؟ هل أسمع أجراس عرس تقرع من بعيد؟ تجاهلي سخافتي هذه, أيتها الحبيبة , فأنا أهذي , أكاد أجن بسبب موت قطتي , ولكن حضورك سيطرد الحزن العميق من قلبي ويبعد الجنون عن عقلي , ستحبين ملاكنا الصغير جانيس تيريزا رورك , لا لأننا أخترنا لها الأسم الثاني تيمنا بك... بل لأنها جميلة وطيبة , أما دان , فهو لا يزال كما هو... يقتلني بأسلوبه الغزلي الرهيب , أتطلع قدما لوصولك , كي تساعديني على الحد من تصرفاته المزعجة هذه , أسمعك تضحكين ! طبعا , أنا أمزح.
لن أطيل الكلام , سنكون بأنتظارك , أيتها العزيزة الغالية , في محطة جونتا... في العاشرة والنصف من صباح الجمعة , هذا هو الموعد الرسمي لوصول القطار , مع أنه لا يصل أبدا في الوقت المحدد له , أرجو ألا تصاب هذه التي تسمى سيارتنا بأي عطل مفاجىء كعادتها , لا , لا تخافي , سننتظرك في المحطة , حتى ولو أضطررت لدفع هذه العربة القديمة بيدي ... أعني بيد دان , الى اللقاء يا حبيبتي, التوقيع : ماري".
طوت تيريزا الرسالة مبتسمة بمرح وسرور , مع أنها قرأتها مرات عديدة قبل ذلك , تمتعت بأسلوب ماري العفوي وغير المعقد , وتمنت لو أن بأمكانها أيجاد أسلوب مماثل لأبلاغها ودان عن فسخ خطوبتها , حركت شعرها الأشقر العسلي بشيء من العصبية , وهي تشعر بغيوم الأفكار المعذبة والمريرة تخيم على قلبها وعقلها المرهقين , فجأة لمحت رجى عجوزا يقترب منها , هرعت نحوه بتلهف , ظنا منها أنه آت من قبل دان وماري , تأملها ترسكوت بضع لحظات , ثم هز رأسه وقال:
أنت تقرأ
ابتسامة وحيدة
Storie d'amoreالكاتبة:ستيلا فرانسيس نيل الملخص هل ينتهي العالم عندما يفشل الحب الأول؟ تيريزا علّقت على باب قلبها شارة ممنوع الدخول بعد أنهيار خطواتها, وسافرت الى صديقتها لتداوي جراحها العميقة, وهناك عرض عليها سكوت ميلوارد العمل كمربية لأبنته. وافقت تيريزا...