8 سنتزوج غدا!

2.5K 45 0
                                    



تمنت تيريزا حضور المزاد العلني الذي يقام في العاصمة لبيع الأبقار وأوراق التبغ , ولكنها لم تجد الشجاعة الكافية لتطلب من سكوت ذلك , توقعت أن يدعوها لمرافقته , فلم يفعل ... بل قال لها قبل مغادرته البيت مع جيمي:

" سأقابلك في شارع جايميسون في تمام الواحدة , أرجوك ألا تتأخري , لأن وقتي لا يسمح لي بالأنتظار طويلا , سأترك لك سيارتي كي تستخدميها في تنقلاتك , فاليري تعرف المكان الذي أريد ملاقاتك فيه , سنتناول طعام الغداء في مطعم قريب من المكان الذي سنقصده, الى اللقاء".

ضحكت فاليري وقالت لصديقتها الجديدة , بعد ذهاب الرجلين:

" سوف تعتادين عاجلا أو آجلا على هذه ... التصرفات الصعبة الى حد ما , ولكن مظاهر التسلط الخارجية هذه , تخفي وراءها قلبا كبيرا وعاطفة جياشة".

ثم تنهدت بمرح ظاهر , وأضافت ممازحة :

" يبدو أنه أخذ تهديدك على محمل الجد... فلم يعانقك مثلا قبل ذهابه الى العمل , آسفة يا تيريزا , لنتحدث عما سنفعله اليوم , هل تحبين زيارة المتحف الفني والحدائق؟ أم تفضلين القيام بجولة على المحال التجارية؟".

" أفضل المتحف والحدائق العامة , نظرا لوجود مليندا معنا".

لم تندم تيريزا على قرارها هذا, لأن الجولة الطويلة كانت ممتعة للغاية , شربن الشاي في أحد المطاعم الصغيرة ومشين الى البحيرة المجاورة , حيث جلست الفتاتان على العشب الأخضر الجميل وراحت الصغيرة تقفز هنا وهناك بسعادة فائقة, وفيما كانت تيريزا تحدث عن بعض المشاكل التي تقع في المستشفيات , قاطعتها فاليري قائلة بصوت منخفض:

" أنظري! ها هي أيلاين تخرج الآن من المطعم الذي كنا فيه!".

ألتفتت تيريزا بسرعة نحو مليندا , التي كانت ترمي قطع الخبز الى أوزة بيضاء جميلة , وقالت هامسة:

" لا تدعيها تراك , يا فاليري , ها هي آتية الى هنا!".

"لا ... لا أعتقد ذلك , في أي حال , أنها تضع على رأسها قبعة كبيرة ستمنعها من رؤيتنا".

" أخفي وجهك, بحق السماء , لا يريدها سكوت أن تشاهد مليندا أو تزعجها".

خيم الصمت الرهيب والتوتر الشديد حولهما بضع لحظات , تمنت تيريزا خلالها ألا تدير الصغيرة وجهها نحو المطعم.

" تعالي يا أيلاين, لنطعم تلك الأوزة الجميلة ونلتقط لها بعض الصور".

ضغطت تيريزا بقوة على يد فاليري , ولم تتركها الا عندما سمعت صوتا يقول:

" لا تكوني سخيفة يا مادلين , الطقس حار جدا , ولا يهمني الآن سوى الوصول الى الفندق وأخذ حمام بارد , يكفينا اليوم...".

ابتسامة وحيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن