الفخ الجميل

3K 77 4
                                    



أستحمتّ تيريزا بعد الظهر وأختارت أجمل فساتينها , حسب تلك التوصية الغامضة التي قدمتها لها جورجيا في الليلة السابقة , تساءلت لساعات عدة عن الهدف والمغزى الكامنين وراء ذلك الأقتراح , ولم يتبدد الغموض والأستغراب ألا عندما شاهدت ماري وليلي وجورجيا ينزلن من سيارة هيو لاسينغ ... وتتبعهن في سيارات كثيرة أخرى بقية سيدات المجتمع , أوه , ما أجمل هذه المفاجأة ! أنهن قادمات للترحيب بها وتقديم أخلص التهاني بزواجها! قالت لها ماري بصوت منخفض:

" أقسم لك بأنني لم أعرف شيئا عن هذه الزيارة المفاجئة , ألا عندما توقف الجميع أمام البيت وطلبوا مني مرافقتهم , تعمّدت دورجيا عدم أبلاغي مسبقا , خوفا من كشف هذا السر الجميل , أرفعي رأسك عاليا , أيتها الصديقة الشجاعة , فأنت بألف خير".

تعرّفت تيريزا على وجوه جديدة , وتقبّلت الهدايا الكثيرة التي تدفقت عليها... بالروح الطيبة ذاتها التي قدمت بها , فيما كانت تفتح هدية ليلي دوات , أحست بأن الدموع تكاد تنهمر من عينيها , قالت لها ليلي ممازحة برفق وحنان:

" فات أوان الدموع, يا أمرأة , فقد أقدمت على خطوة يصعب جدا التراجع عنها , هل تزوجت سكوت كي تتمكني م أجراء تعديلات جديدة في هذه القاعة؟ لاحظت بمجرد دخولي أن الستائر البشعة تبخرت من مكانها , فهل كان تغييرها السبب في زواجك المفاجىء ... أيتها الصديقة اللعينة؟".

أجابتها تيريزا بلهجة تجمع بين الجد والمزاح:

" قررت أختطافه لهذا السبب وحده".

ضحكت ليلي وقالت:

" آه , سننتظر بعض الوقت ثم نرغمك على التراجع عن هذه الكلمات المجنونة ... في حفلتك المقبلة! موسم الأطفال على أشده في هذه الأيام!".

أحمرّ وجه تيريزا خجلا , ولم ينقذها من تعليقات ليلي الساخرة المحببة سوى دخول كليو ودانيال حاملين أطباق الحلوى وفناجين الشاي , شكرت تيريزا جميع السيدات والآنسات على حضورهن وهداياهن , وبدأت ... ثرثرة النساء.

غابت الشمس , فهجم الرجال على القاعة , كانول يمنون أنفسهم بتمضية تلك الفترة السابقة مع زوجاتهم وخطيباتهن , ولكن غياب سكوت عن البيت حمل سام على الأهتمام بالذكور في الحديقة الكبيرة , قدّم الرجال واجب الأحترام لزوجة صديقهم الجديدة , وأعربوا عن الأسف الشديد لعدم وجود سكوت في البيت, ثم تحوّل جميع الزائرين , ومعهم ربة البيت لتهنئة هيو وجورجيا بخطوبتهما , وفيما كان الجميع يتحدثون عن موجة الرقص الشعبي التي تعم المنطقة في الوقت الحاضر , أعلن سام بشجاعة لم يتوقعها أحد منه, أنه خبير في هذا النوع من الرقص, وعندما هزّت له تيريزا رأسها دليل الموافقة الفورية على أيحائه , رفعت السجادة الكبيرة من أرض القاعة وطلب الجميع من سام عرضا سريعا , رقص الرجل الخجول بضع دقائق بمفرده , ثم بدأ الآخرون بالأنضمام اليه فردا فردا , وبعد حوالي الساعة من الرقص الشعبي , أختار الطبيب الشاب نوعا آخر من الموسيقى ووجدت تيريزا نفسها فجأة بين ذراعيه... فيما وقف الباقون يتفرجون ويراقبون.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 13, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ابتسامة وحيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن