رمت تيريزا الكتاب من يدها بعصبية بالغة , لأنه لم يعد بعد... ولم تعد هي بالتالي قادرة على التركيز والأستيعاب , أزعجتها أفكارها وتصرفاتها , وأنّبت نفسها على الأنججراف وراء مشاعر أشبه بالسراب , طلب العقل من القلب السخيف التوقف عن الأنزلاق الى تلك الهوة السحيقة التي لا عودة منها , هل تتوقع أبتسامة وضمة كمليندا , أم نظرة غطرسة وأزدراء ؟ هل تعتقد نفسها زوجته وربة بيته؟
سمعت ضحكة مليندا , فقررت على الفور التنزه معها لبعض الوقت حيى يحين موعد الحمام , وفيما كانتا جالستين على حافة نهر قريب , صرخت مليندا فجأة :
" أبي! أتى أبي!".
وصلت الصغيرة الى والدها وهي تلهث من التعب , فضمّها الى صدره بحنان ظاهر وطبع على خديها قبلتين حارتين , أبتسم لتيريزا وضم يديها بين يديه القويتين الدافئتين , ثم قال:
" مرحبا , يا تيريزا".
شعرت بالنار تنطلق بسرعة من يديها الى كافة أنحاء جسمها, ولكنها سيطرت قليلا على أعصابها وقالت له بصوت ناعم:
" أهلا, يا سكوت".
حملت كليو بعض الأكياس المتعددة , وهي تقول:
" ما هذه الأغراض كلها , يا سيد سكوت ؟ وماذا يوجد في هذه العلبة المستطيلة هناك؟".
" من يدري؟ الصبر مفتاح الفرج , فأنتظري قليلا , أغراض كثيرة , أليس كذلك؟ من هو المسؤول عن هذا الأمر , يا ترى؟ وهل يمكن لغير النساء أعداد مثل هذه القائمة الضخمة؟".
تنهدت تيريزا بأرتياح , عندما أنهى كلامه ضاكا , وقالت له باسمة:
" دعني أحضر لك , يا سكوت , كوبا من العصير البارد لتشربه على الشرفة".
" عظيم , شكرا, مهلا يا مليندا, فأغراضك كلها موجودة هنا, أتركيني الآن لحظة لأغسل وجهي وهاتين اليدين القذرتين".
جلس الثلاثة بعد بضع دقائق على الشرفة , ثم سمح سكوت لأبنته بمشاهدة هديتها , فتحت العلبة وشهقت فرحا وسرورا , عندما رأت آلة صغيرة للحياكة والتطريز تعمل على الكهرباء ... ومعها كل ما تحتاجه من عدة وأقمشة ملونة , وفيما كانت تتأملها بأعجاب منقطع النظير , فتح سكوت علبة ثانية وأخرد منها غطاء وردي اللون ووسادة مماثلة لتيريزا , وآخر ذا لون أزرق سماوي مع وسادته لمليندا , ضمت تيريزا الوسادة الى صدرها بحنان ونظرت الى سكوت بأمتنان بالغ , أما مليندا قد هجمت عليه وراحت تمطر خديه وجبينه بقبل الشكر والمحبة, أبعد رأسه قليلا عن أبنته وقال:
"أحضرت أيضا كمية وافرة من علب الدهان , وسوف أمضي الأيام القليلة المقبلة في البيت لكي نعمل جميعا بجد ونشاط على تحويل جميع الجدران الى لون النقاء والطهارة".
أنت تقرأ
ابتسامة وحيدة
Romanceالكاتبة:ستيلا فرانسيس نيل الملخص هل ينتهي العالم عندما يفشل الحب الأول؟ تيريزا علّقت على باب قلبها شارة ممنوع الدخول بعد أنهيار خطواتها, وسافرت الى صديقتها لتداوي جراحها العميقة, وهناك عرض عليها سكوت ميلوارد العمل كمربية لأبنته. وافقت تيريزا...