ابتسم من خلف قناعه اللي شُكّل كـ هيئة رجل عجوز قبيح ومشوّه..
اقترب من ضحيته الجديدة رافعاً سكين خاصة بالتشريح؛ مد يديه المغطاة بقفـازات سوداء جلدية وهو يزيح شعر ضحيته الجديدة 'آيرين' عن وجهها ويكشف عن عينيها المليئتان بالدموع وشفتيها المرتجفة خوفاً- لا تقلقي عزيزتي؛ سيكون ذلك سريعاً جداً
عضت شفتيها بقوة قبل ان تجيبه بتوسل: ارجوك لا تقتـلني، اعدك انني سأعيش حياتي بدون ان اتحدث بحرفٍ واحد عنك.
ضحك عالياً: عزيزتي، ان كنتُ اريدك عيش حياتك اذاً لم سأزعج نفسي بمطاردتك منذ البداية؟ادخل سكينه بداخل حقيبته بينما تتبعه عيناها، لوهلةٍ ظنت انه سيدعها ترحل
ولكن كل آمالها تبددت عندما اخرج ابرة مليئة بسائل ازرق وبحركةٍ سريعة افرغها في ذراعها لتهوي ارضاً بسرعة واخر ماسمعته: لن تشعري بشيء، لن افعل شيئاً بجسدكُ حتى يتوقف قلبك، عاملتك بلطف لأنك... جميلة!-
رمى ادوات التشريح في طبقٍ مليء بماء مغلي ليطهرها من الدماء وادار نظره الى الجسد على الطاولة واتسعت ابتسـامته
اقترب اكثر وهو يرى جسدها المشوه؛ ثم ادار نظره مرة اخرى الى حيث وضع اعضاءها الداخلية، قلبها، كبدها، الرئتين والمعدة.
اقترب وامسك بقلبها يتأكد من سـلامته
سلامة الاعضـاء الداخلية هي اهمُّ لديه من سـلامة النـاس من حوله، انه لا يراهم سِوى دُمى لتطبيـق مايدرسه عليها
اعني؛ الجـامعة توفرُ لهم جثثاً ليدرسوا عليها، ما الخطأ بتوفير جثةٍ خاصة له لا يمسُّها غيره او "طازجَة" كما يُسميها؟ارتدى ملابسه السوداء بعد ان وضع الجثة السادسة في كيسٍ اسود ويرميها في احد الطرق
تحدث وهو يقود سيارته عائداً لمنزله: انا آسف ولكن؛ يجب علي التمرن على شيءٍ ما لتخصصي، كوريا مليئة بالناس لذلك يجب علي اختيار اجود الانواع، الجثث التي توفرها الجامعة ليست كافية لي.-
لــوهـــااان
قفز مرتعباً من الصوت الذي جاء من خلفه، استدار بسرعة ليرى شيومين مع اربعة شبان لا يعرفهم.. اللعنة؛ هو يعلم جيداً انه لا يريد التعرف على اي احد في هذه الجامعة سواه
كونه مع مينسوك لم يكن بمحض ارادته ايضاً؛ هو اراد الدراسة في جامعةٍ لا يعرف فيها اي احد ولكن شاءَ القدر ان يكون معه.شيومين، صديقُ طفولته، هما معاً منذ كانا رضيعان، هذا يبدو جنونياً ولكن، هما وُلدا في نفس اليوم، خرجا من بطون امهاتهم في نفس اللحظة.. ومرةً اخرى؛ شاء القدر ان يكون امهاتهم في نفس الغرفة بعد ولادتهم
لذلك اصبحا صديقان هما ايضاً،
هم مختلفان في كل شيء
لوهان؛ الفتى الهادئ العبقري، درجاته عالية جداً منذ كان في الإبتدائية، محبٌ للكتب، يهوى البقاء في المنزل، مدمنٌ للموسيقى الكلاسيكية الهادئة
شيومين؛ النقيض تماماً
هو الفتى الكسول الصاخب، بالرغم من كسله ولكن درجاته تُصنف ضمن الدرجات العالية، لذلك يُطلق عليه المجنون الذكي. صفتان متضاربتان ولكنهما يصفـانه تماماً
الشيء الوحيد الذي جمع بينهما هو حُبهما المطلق لمهنة الطب البشري.جلس شيومينامامه وبجانبه الشبان الأربعة المُبتسمين بابتسامة بلهاء كما اطلق عليها لُوهان.
- انهم اصدقائي الجددكاد ان يلعنه ولكنه تمالك نفسه، رسم على وجهه ابتسامةً مُزيفة لينطق: أوه اهلاً، انا شياو لوهان.
اردف احدهم: لا داعي لتُعرف عن نفسك، الجميع يعلم من انت بالفعل.
بدأوا بتعريف انفسهم واحداً تلو الآخر؛ الجميعُ يدرس الطب.. مجدداً..~
بارك تشـانيول: ٢٥ عاماً، السنة السادسة
بيون بيكهيـون: ٢٥ عاماً؛ السنة السادسة
كيم جونميـون: ٢٦ عاماً؛ السنة الأخيرة
كيم جونقداي: ٢٤ عاماً؛ السنة الخامسة
~تنهد لوهـان ليهمس: هذا ما كان ينقصني.
دامَ الصمت لدقائق قبل ان يقترب بيكهيون بعد ان اشار الى بقية المجموعة لتقترب: انظروا
التفتوا جميعاً الى حيثُ يشير
الفتى الجديد، سارق المراكز كما اطلق عليه لُوهان.. أوه سيهونكان جالساً بالقرب من النافذة، الطعام امامه ولكنه لم يأكل منه قطعة واحدة
تشانيول: ما به؟
اجابه بيكهيون: سمعتُ انه من سلالةٍ فرنسية غنية، لذلكَ الأسـاتذة يهتمون به كثيراً
جونقداي: اذاً؟
رفع بيكهيون كتفيه وبقلة حيلة: اردتُ شيئاً للتحدث عنه، آوه سيهون افضل حلٍ لهذا
شرب جونميون قليلاً من قهوته قبل ان يُجيب: لا شيء للتحدث عنه، نحن لا نعرف شيئا كي نتحدث عنه
شيومين: يُمكننـا التحدث حتى لو لم نكن نعلمُ شيئاً، لا شيءَ اسهل من التوقعات
صحح له جونميون: تقنيناً انها تُسمى نشر الإشاعات
بيكهيون: لا احد يستمعُ إلينـا
اشار جونقداي بعينيه على مجموعةٍ من الفتيان والفتيات بجانبهم: صحيح، لا احدَ يستمع
شيومين: ستقع في ورطة إن انتشرَ هذا
ابتسم تشـانيول واكمل محاولاً إغاظة بيكهيون: نحنُ لن نستقبلك في مجموعتنا ان انتشر هذا، ستكونُ سمعتنا سيئة بوجودك
نظر له بيكهيون ثم ادار رأسه ينظر لجهةٍ اخرى وهو يجيب: لن تكون المجموعة مثيرةً بدوني
مجدداً؛ صحح له جونميون: تقصدُ ان مجموعتنا ستكونُ اكثر هدوءاً وسلاماً بدونك
ضربه بيكهيون على ساقه وهو يصرُّ على اسنانه: فقط لو تعلم كم اريد قتلك الآن كيم جونميون!
اعادَ له جونميون الضربة: انا اكبرُ منك بيون بيكهيـون؛ ألا يوجد في قاموسك كلمة تُسمى احترام؟نهض لوهان فجأة: عليّ الذهاب، محاضرتي ستبدأ بعد خمس دقائق
هو لم يعتد على هذا، دائماً ما كان الصمتُ مسيطراً على المكان بينه وبين شيومين، يتحدثـان قليلاً ولكن سرعان ما يتوقف لوهـان عن الحديث ليُكمل قراءة كتبـه، لذلك دائماً ما كان يُطلق عليه مسمى: دودة الكُتـب.اتجه خارجاً بخطواتٍ مسرعة
غير منتبهٍ للنظرات التي تلاحقه بلهفة.. قاتلة..