تعَـالى صوته وهوَ يصرخُ بألم: اتركنـي
اتسعَت ابتسامة الرجل وهو يغرزُ السكين الصغيرة أكثر في خاصِرته ليستمع لصُراخه: دمك يُسعدني لوهان..اخرَج السكين بقوة وهو يُكمل: لنجرب سكيناً أكبر
لم يعُد لديه طاقة للصراخ، سقطت دموعه بغزارة: ارجوك توقف، دَع جروحي تلتئمُ اولاً ثم أكمل أيا كان ما تريده، سأسلّمك جسدي لتلهو به كما تريد ولكن ليسَ الآن ارجوك!
تنهدَ الرجل: ولكن لوهان.. هذه آخر مرةٍ ستأتي بها إلى هُنا
ابتسمَ لوهان بضعف، سيختفي هَذا المُجرم من حياته اخيراً، ولكن ابتسامته تبخرت فوراً عندما أحسّ بالسكين تُغرز بقوة في قلبه وصوت الرجل يتردّد في ذهنه: لأنكَ الآن ستلفظُ آخر انفاسك..
.
فتحَ عينيه ليعتدل بسرعةٍ والعرق يغطي جسده وهوَ يلهث
مسحَ وجهه بيديه وهو يهمس: حلم؛ كان حلماً فقط.. لوهان اهدأ.. انهُ مجرد حلم
وضع رأسه على ركبتيه ودموعه بدأت بالسقوط، محاولاتٌ فاشلة لتهدئة قلبه المُرتعب:-شيـاو لوهان، انهُ مجرد حلم
-لا شيءَ حقيقي
-انت حيُّ ترزق
-توقّف عن البكاء
-كل شيءٍ سيكون بخيروآخر مُحاولة؛ جعلته ينهارُ بكاءً: لن ترى ذلِك الرجل مرةً أخرى.....
ساعة مرت؛ بالكادِ توقف عن البُكاء وأخذ ينظرُ لزوايا غرفته
أي شخصٍ يشعرُ بالخوف عقلهُ سيستمرّ بالترديد تلقائياً ان يذهب للمنزل وَلكن في حالةِ لوهان؛ حتى منزلهُ لم يعد آمناً له بعد الآن، فَ أين يذهب؟ وَ إلى من يلجأ؟توجّهت انظاره للساعة، الثامنةَ ليلاً
يدهُ توجهت تلقائياً نحو هاتفه، أمسَك بالورقة بجانبه بيد مُرتجفة، اضطربت انفاسه قليلاً إلى حين سماعهِ لصوت الطرف الآخر:
سـ..... سيهوُن.. احتاجكَ هنا..هوَ يشعر بالأمان بجانبه، لا يعلمُ لماذا يراوده هذا الشعور ولكن، هوَ فقط يريدهُ بجانبه، يريد من شخصٍ ان يحميه.. وأول شخصٍ ظهر في مخيّلة لوهان هو سيهون
~
جلسَ بجانبه ونظرةٌ لا يمكن تفسيرُها في عينيه: ألن تُخبرني ماذا يحدث هنا؟
وضعَ لوهان رأسه على رُكبتيه وهو يُجيب بهدوء: لا شيء
: كان صوتكَ يرتجف عندما تحدّثت إلي قبل ساعة، اتيتُ الى هنا راكضاً لأنني ظننتُ انك ستموت او ما شابه!
: ألن يكون من الأفضل ان اموت..
صرخ سيهون فجأة: لوهـان
انتفض الآخر ليرفع رأسه فزعاً، وضع سيهون يديه على كتفي لوهان وهو يضغط بقوة وبهدوء مُرعب: انت لا يُمكنك الموت.. ابداً
ازدادت سرعة تنفس لوهان وهو ينظر لملامح سيهـون الباردة وَ نظراته الحادة
ابتعد بسرعة ليقف وَهو يحاول عدم اظهار رُعبه المفاجئ: انت لا تعلمُ مايحصل لي سيهون، انت لن تفهمَ ابداً مقدار الخوف الذي يسكُنني هذه الفترة.
اشاح نظرهُ بعيداً وهو يكمل ودموعه بدأت بالسقوط مجدداً: الشعورُ بالخوف وعدم الأمان في المكان الذي منَ المفترض ان يحميك، لا يُوجد لديك من تقول له، لا يوجد من يُرشدك ولا يوجد من يحميك من اشدّ البشر وحشية.. أليسَ الموت افضل من العيش بهذه الطريقة.. سيهُون؟
