اللعنة، الجو بارد جداً، كم اكره الشتاء.
قالها لوهان بينما يعبر زقاقاً ضيقاً؛ اضطر للتأخر في الجامعة بسبب الواجب التكليفي الذي اعطاه استاذُ الجراحة.
نظر الى ساعة يده، تُشير الى العاشرةِ مساءً، الوقت متأخر بالفعل، بعد الجرائم التي حدثت خلال الأسبوع الماضي اعلنت الشرطة عن منع التجول بعد الساعة التاسعة
ولكن ماعساه يفعل؟ لا يستطيع النومَ في الجامعة.شدّ المعطف على جسده وهو يُسرع في خطواته ليصل لمنزله قبل ان يتأخر اكثر
ولكنه توقف فجأة بعد ان احسّ بخطواتٍ خلفه
التفت..
لم يرَ احد؛
اكمل سيره ولكنه توقف مرةً اخرى
هُـناك شخص يتبعه، من المستحيل ان يكون مخطئاً هذه المرة، انه بالفعل يرى ظل الواقف خلفه..
عض شفتيه برعبٍ بعد ان هيأ الظل له شكل سكينٍ ترتفع،
لم يكن يعلمُ ما يمكن ان يفعله الآن، هل يجبُ عليه الصراخ ام الركض بأقصى سرعة؟
انه نفسُ الشعور الذي يأتيك عندما تكون خائفاً جداً، تتجمد كل حواسك.. تريدُ الصراخ، الهروب، ولكن جسدك فقط يقفُ مكانه وكأن احد يُمسك بك بإحكام..
يقترب الظل اكثر، اللعنة، اريدُ فعل شيء ولكن.. لمَ لا استطيع حتى الصراخ؟
اعتلى صوت صافرةٍ فجأة، ولكنها لم تكن عالية كفاية ليسمعها احد غيره..
استدار بسرعةٍ ولكنه فوجئ بضربة على رأسه اسقطته فاقداً الوعي، آخر شيءٍ يتذكره
رجلّ طويل بملابس سوداء، ومضرب تنس خشبي عليه القليل من الدماء.
~فتح عينيه وهو يئن ولكنه لم يستطع رؤية شيء، عينيه مغطاة بقماشٍ سميك، يشعر بقفاز على يديه المربوطتين بحبلٍ قوي
- استيقظتَ اخيراً؟
سرت رجفةُ خوفٍ في جسد لوهان، ماذا يحدث هنا..
خرج صوتُه مرتجفا: مـ..ـن ا.. انـ..ـت؟
اجابه الصوت الأجش من خلفه: هل تعتقد بأنني سأُجيبك؟
اقترب منه الرجل وهمس في أذنه وهو يحرك يديه على ذراع لُوهان المكشوفة: ألا تُشـاهد الأخبار؟
عض لوهان شفتيه مُحاولاً استجماع ماتبقى من قوته وهوَ يتذكر التحذيرات من المُجرم الذي ظهر فجأة من العَدم قبل اسبوع: انت ذلك المُجرم صحيح؟
لم يُجبه
اكمل لوهان مُرتجفا: سأموت!؟اعتلت ضحكاتُ الرجل من خلفه
- للأسف ولكنّ قتلك ليس من ضمن مُخططاتي الآن
- إذن لمَ انا هنا؟
شعر لوهان بخطواتهِ تحوم حوله
- لنقل أنني كنتُ اراقبك منذ فترة وتبدو فريسةً سهلة للعب بها عندما اشعر بالمَلل؟احمرّ وجه لوهان غضباً
- انا لستُ دمية، افضل الموت على هذا
صرخ بقوة بعد شعوره بسكينَ تُغرس في ذراعه، وصوت الرجل الغاضب كان اشبهَ بفحيح أفعى: من قال بأنني اطلبُ اذنك؟ ستموت عندما انتهي منك لا تتعجّل..
فتح لُوهان عينيه، عض شفتيه بألم وهو ينهض من سريره وينظر إلى الساعة بجانبه، انها الثامنةُ صباحاً
مرّ اسبوع كامل على حادثةِ اختطافه، وهو لم يذهب للجامعة منذ ذلك اليوم، الجميع كان يتسائل عنه، بالطبع ليس قلقاً ولكن فقط امنية مُستحيلة ان يكونَ غادر الجامعة للأبد
لديه الكثير من الكارهيـن هناك، ولكنه لم يهتم يوماً لهم، بمعنى آخر؛ ليسوا في قائمة اهتمامته ابداً
اتجه نحو دورةِ المياه ليستحم، وقف امام المرآة ينظر الى جسده والجروح التي تُغطي صدره وذراعه..
اخذ نفساً عميقاً وهو يتذكر ماحدث| FLASHBACK |
انهى الرجل كلماته، واتجه بهدوء الى طاولته بناحية الغرفة ليقربها بجانب لُوهان
هيأ وضعية لوهان، شبه مُستلق، يديه مربوطتان جيداً، عينيه مغطتان ايضاً، احضر قماشة أخرى ليضعها على فمه مانعاً إياه من الصراخ
هو ليسَ مستعداً بعد ليكشفه الجيران..لن يستطيع احدٌ سماعه على أي حال ولكن الإحتياط واجب، خاصةً بالنسبة لمجرمٍ مَطلوب!
- استعدّ ياعزيزي.
قال بابتسامة، وسحب سكيناً صغيرة يرسم خطوطاً ابداعية على جسدِ لوهان كما صوّر له عقله
امتلأ جسده بالجُروح سريعاً، تخيّل وكأن جسدَ لوهان عبارة عن لوحة للرسم.. كان يشعرُ بالمتعة واللذة كلما سمِع صُراخ لوهان المكتوم
عض شفتيه وهوَ يرى لوحته الإبداعية على صدر وذراعي ضحيته، او... لُعبته الجديدة؟- لا تقلق لقد انتهيت ولكن بقي شيءٌ واحد فقط
امسك بجهازه الخاص بالوَشم
جلس على فخذي لوهان، بحيث يكون وجهيهما مقابلين لبعضهما
لا يهتمّ ان كان وزنه ثقيلاً على شبيه الأطفال الذي امامه
بدأ عندها بحفر رمزه الخاص على الجهةِ اليُسرى من صدر لوهان، تحديداً بجانب قلبهبعد انتهاءه، جلب كرسياً آخر وجلس مقابلاً لضحيته، ينظر الى جسده المُمتلئ بالدماء والى بعض جروحه التي لا زالت تنزف قليلاً..
احضر له كأس من الشامبانيا المفضلة لديه مُستمتعاً بالمنظر امامه، اكثر منظرٍ يُشعره بالنشوة، فتىً عارٍ امامه مليء بالجروح والدماء، لو لم يكن قذرا الآن لم يكن ليتمالك نفسهنهض ليضرب لوهان على رأسه مرة اخرى بما امامه مُفقداً اياه الوَعي
وضعه في كيس اسود وفتحه قليلاً ليستطيع التنفس، لا يريدُ منه الموت الآن.. لا زالت لُعبته جديدة
رماه عند بوابةِ منزله من الداخل، وألقى بجانبه حقيبته وملابسه المُقطعة ثم غادر| END FLASHBACK |
نظر الى الوشم المرسوم عند قلبه
WM TOYماذا تعني هذه الحُروف بحق الجحيم؟