CH5

4.8K 275 53
                                    

.

- لا تقلق, لن اؤذيكَ هذه المرة, ليسَ بأسلحتي على الأقل

لم يكُن لوهان يعلم مالذي يجب ان يشعر به بعد سماعه هذه الكلمـات
هل يجب عليه الإطمئنان؟
إن لم يكن سيؤذيه إذاً، لمَ أتى به هنا؟

أجابه بصوتٍ حاول ان يخرج ثابتاً: إذن.. لـ..لمـاذا اتيتَ بي مجدداً إلى هنا؟
اقترب منه الرجل ليهمس: لأفعل ما لم استطع فعلهُ المرة المـاضية
ابتعد الرجل بهُـدوء: رأيتَ تلك الكلمات على صدرك صحيح؟
هز لوهان رأسه بالإيجاب, ليست لديه الطاقة الكـافية ليُجيبه, عقله كان مشغولاً بالكامل بما سيحدث لاحقاً, مالشيء الذي لم يفعله المرة الماضيـة ويُريد فعله الآن؟
- تلك الكلمـات تعني أنك مِلكـي فقط، إلى ان اشعرَ بالملل

دام الصمت لثوانٍ معدودة إلى ان اكمل الرجل: لا اعتقدُ انك تريد معرفة ما سيحدث لك عندما اشعر بذلك منك, ايضاً لا اعتقد انه من الصعب التخميـن خاصةً لوجودك مع " مُجـرم ".

اقترب منه مرةً اخرى ليحمله بسهولةٍ ويُلقي به على السرير، يربطُ ذراعيه جيداً بالحواف ويتأكد من عدم مقدرته لرؤية اي شيء

ارتجفَ لوهان: مـالذي ستفعله؟
احس بثيـابه تُنتـزع
- توقـف؛ مالـذي ستفعـله بي.. " صرخ بأعلى صـوته " .. توقــــف.

ولكن بالطبـع، لم يكن للرجل الذي عذبه قبل اسبوع ان يتوقفَ لمُجرد ان ضحيته طلبت منه التوقف

~

ألم تتوصل الى شيء؟
تنهد المُحقق جون: كيف يمكنني التوصـل الى شيءْ وهو لم يترك حتّى جزءاً صغيراً من ظفره؟
اسند الآخر رأسه على الجدار وهو يُجيب بصوت مُتعب: التحقيق لا يتقدم ولو قليلاً، جميع الوسائل الإعلامية بدأت تنقلب ضدنا وكذلك المواطنون.. ليسَ وكأننا نحنُ الملامون على عدم وجود الأدلة!
ابتسم له جون: كلارك، ألا تشعر انتَ بالرعب عندما تسير بمفردك في الليل بينما نبحث عن الأدلة؟
- لأكون صادقاً اشعر وكأنني سوف اتعرض للإغتيال في اية لحظة
- اذا كنتَ تشعر بالخوف حتى مع وجود سلاحٍ معك اذاً ماذا عن المواطنين؟
- انت تفهمُ شعورهم اذاً؟
استند جون على الكرسي مُجيباً بعد ان تنهد: يمكنك القول!
اغمض عينيه يسترجع ماحدث قبل ثلاث سنوات

-FLASHBACK-

صرخ وهو يسحب معطفه راكضاً للخارج: سأعودُ متأخراً الليلة، لا تنتظريني
ركضت زوجته وراءه: جون.. حقيبتك
- اللعنة
عاد مسرعاً ليسحب حقيبته ويخرج، الوضع في مركز الشرطة كان فوضى حقيقية.. بعد معرفتهم بأدلة خطيرة عن عصابةٍ مشهورة، الشيء الذي سيجعل رتبته هو وجميع اعضاء فريقه تُصبح اعلى إن حصل كل شيء كما خُطط له!

اجتمع هو وافراد فريقه في غرفة الإجتماعات
- اذاً منطقة تجمعهم هي في حدود منطقة سونقهي المهجورة؟
هز جون رأسه وهو يشير الى الخريطة: في الغالب ستكون وراءَ منزل عائلة كيم السابق، احدهم اتصل للإبلاغ عن نشاطات مجهولة في تلك المنطقة و وصفه يتطابق تماماً مع وصف الضحية الأخيرة قبل ان تموت.

كل شيءٍ تم بسرعة حتى قبضوا على العصابة، تمّ كل شيء كما خُطط له

قبل نُزول رئيس العصابة الى سجنه، التفتَ مبتسماً الى جون: تركنا لكم هديةً في منازلكم.. لأنكم جعلتم كل شيءٍ سهلا تماماً كما خططنا فإن علينا ترك هدية أليس كذلك؟
نظر افراد الفريق الى بعضهم، بدأ القلق يتسرب الى قلوبهم شيئاً ف شيئاً
اخرج الجميع هواتفهم بعد ان اختفى رئيسُ العصابة من انظارهم إلا المُحقق جون الذي صعد سيارته واتجه فوراً لمنـزله الذي كان عبارةً عن بحرٍ من دم

من المُؤلم ان ترى ضحايا يُقتلون بلا سبب، والأكثر إيلاماً من هذا ان تكون تلك الضحايا احبَّهم إلى قلبك
لم تكن زوجته الوحيدة التي قُتلت ذلك اليوم، ابنه ذو العشر سنوات، ابنته الصُّغرى ذات العَامين التي قُطعت بوحشية وألقيت بجانب جسد والدتها
وأيضاً...
لم تكن تلك الأجساد الوحيدة المَوجودة في منزله
بل وَحتى أجسادُ عائلاتِ آخرين من فريقه، تحديداً المسؤولون الكِبـار عن هذه القضيـة

لم يعلم مالذي يجبُ ان يفعله عندها، وقفَ وسط تلك المجزرة يُحدق بالأجساد حوله، إلى ان دخل بعضُ اعضاء فريقه خلفه ليقفوا مذهولين مما يرونه
حاولوا عندها تحريكه ولكنهم لم يستطيعوا فعل شيء له، كل مافعله هو التوجه إلى جسد زوجته
النظر إليها
الإستلقاء بجانب جسـدها
لمس وجهها المشوّه
وَ البُكـاء.

-END FLASHBACK-

~
~

جسدهُ يستمر بالإرتجاف..
عقله توقف عن العمل
لا يعلمُ كم من الوقت ظل على هذه الحالة, جسدهُ ملقىً على السرير ويداه لا زالتا مربوطتين بحبلٍ قوي وايضاً عيناهُ مغطتان بقماشٍ ثقيل

تعرضتُ للاغتصاب!
هذا كل ما كان يدورُ في عقله، كيف يمكنُ لهذا ان يحدث له؟ ايُّ مصيبةٍ فعلها في حياته لكي يكون جزاءه هذا؟
ارتجف مجدداً عند سماعه لذاتِ الصوت الأجش
- سأعيدكَ للمنزل.
ابتسمَ ساخراً, هيأ نفسه لضربةٍ قوية في خلف رأسه ولكن هذا لم يحدث
أحس بذراعي الرجل تحت جسده حاملاً إياه
لم تكن لديه القدرة على الحديث, لم يكن يريد التحدث حتى لو كانت لديه القدرة على ذلك. لذلك التزم الصمت
رائحةُ المكان كانت تملأ رئتيه، لتتأكد جيداً انه لن ينساها ابداً، طوال حياته..
لم يتحدث بكلمةٍ واحدة إلى ان احسّ بالرجل يحمله مرةً أخرى ويرميه على الأرض.... تأكد عندها انهُ وأخيراً وصل الى منزله، الذي لربما يحتاجُ الى تغييره الآن ولفترة.
مد يديه بضُعف بعد ان حُلّ رباطه لينتزع القماش عن عينيه، رفع ناظريه ليرى خيال ذلك الرجل ولكنه سرعان ما اختفى كالشّبح!

امسك بالآنية بجانبه يتكئ عليها لتساعده على الوقوف، فتح باب منزله ليسيرَ ببطئ نحو المرآة
نظرَ ودمعةٌ سقطت من عينه موجهاً كلمة لنفسه:

اكرهك.

-
-
-
-
-

راح اتأخر شوي بالبارت الجاي، مابينزل بهذا الويكند يمكن بالإجازة او بعدها بأسبوع

Whistle Manحيث تعيش القصص. اكتشف الآن