له صفآت تورّد العاشق ذهوله
أصعب الأشياء و أكثرها سهولة
أغمض الأشياء و أكثرها غموض
سهل تغرم فيه وصعب أنّك تنولهجالس في خيمته , من امس النوم ما سيّر عليه , تأنيب الضمير متعبه , كلامها اتعبه اكثر .. وش يسوي , يتركها تروح .. ولا يلتزم بالاتفاق , بس اللي بينه وبينها موب اتفاق , زواج .. يعني مصير .. يعني ضل بيلاحقه طول عمره ..
ارخى جسمة , هو يفكر , تاخذه فكره , وتجيبه فكره ,
وقف وهو متوجه لـ المطبخ بياخذ له موية , شرب كاس مويه , و رجع لـ خيمته , قبل لا يدخلها , سمع صوت ونين .. لف براسه لـ الخيمة , صوت كلام موب مفهوم .. سرّع خطوته لـ الخيمة .. فتحها .. كانت نايمة و وجهها كله دموع و تتكلم بصوت موب مفهوم
قرب من عندها , تنطق كلمات , وتسكت ثانيتين وترجع تنطقها , كأنها تتكلم مع احد , تطلب من احد يساعدها , تطلب المساعده , تشكي انها خايفه .. مافيه احد عندها الكل راح
قرب من عندها وهو يقول بصوت خفيف : ديم .. ديم
ديم في وسط نومها : خــايفة ...مافيه ... بس انا .. تعال خذني ..عندك..
نزل لـحد عندها , حط يده على يدها وقال بصوت خفيف : انا فيه .. باخذك .. لا تخافين .. خلاص.. لا تبكين .. انا هنا
حاوطت يدينه بيدينها , ضمت يدينه لها , وهي غارقة بنومها, كأنها ارتاحت بان مبسمها وهي نايمة , سحب يدينه منها بهدوء , رفع يده وهو يمسح دموعها اللي كانت ممليه خدودها .. رفعت يدينها وهي تسحب يدينه ..
ضمت يدينه لها , وكأنها حست براحه .. تحس بحنان اليد اللي تمسح على وجهها , أبوها .. يد ابوها , ما تبي تفتح عينها , ما تبي تشوف اللي يمسح على وجهها , احساس انه ابوها نساها مين ممكن يكون ..
سرحان فيها , حاس بالذنب , قلبه يعوره , ودها الحين يرجعها لـ بيتها ..لكن ...
خالد بصوت واطي : سامحيني .. ودي أرجعك لـ بيتك .. بس والله ما اقدر .. بيعدي الوقت .. و بترجعين .. وبيصير الوقت اللي انتي الحين فيه من الماضي , و يمكن تمسحينه من حياتك نهائي ..
حست بكلامه , قدرت تميز صوته , بعد خمس دقايق من التفكير , فتحت عيونها , ناظرت فيه
ركز نظره عليها , ما يعرف وش يسوي , يقوم , يجلس , يعتذر , يتكلم
ديم قامت كأنها مقروصه , قالت بصوت عالي : وش .. وش تســوي هنا .. ليه انت هنا .. وش تســـوي
خالد قام بسرعه بـ احراج : انا ..كنت .. انا ...
ديـم برعب : وش تـسوي هنا ... ليه جاي هنا
خالد بكذب و صوت شبه عالي : انتي ناديتيني
ديم بصدمة : انــــا
خالد يواصل الكذب : أيـــه انتي , ولا انا وش بيجيبني هنا ..
ديم : كــــــذاب انا .. ما .. ما ناديتك
خالد حس انها شاكه بعمرها قال بصوت واثق : والله كيفك تنسين ما تنسين موب شغلني , ناديتيني وجيت .. ما حسيتي بعمرك مشكلتك
ديـــم وهي عارفه انها ساعات تتكلم قالت برعب : بس ناديتك .. بس
خالد رفع كتوفه : تذكري وش سويتي
ديم ونفسها يعلو : وش .. وش سويت ... انا .. سويت شي .. وش
خالد بكذب : تتكلمين بكلام ..يعني .. كلام .. تسوين حركات يعني غريبة
ديم و دموعها نزلت بكثره , بدأت تبكي بصوت واضح : وش ســـــــويت انا يارب .. وش سويــت
خالد تورط قال بسرعه : ما سويتي شي .. انا
ديم ما تسمعه تصيح : يــــــــارب ساااااامحني ... انا ليييه كذا... سامحححححني يارب ... يارب امـــــوت يارب .. يارب امـوت
خالد تورط قرب من عندها : ترى والله ما سويتي شي .. امزح .. والله العظيم امزح ما سويتي شي .. انا اللي جيت ... اسمعيني
ديم ناظرت فيه : انا .. انا ...حمــــــأرة والله العظيم
خالد ما يدري وش يقول : لا والله انا الحمار ... انا ..لا ..موب حمار ... اسمعي ماسويتي شي انا .. اكذب .. دايم اكذب انا .. لا تصدقيني كذاب ..
ديم استوعبت وش يقول , سكتت وهي تسمعه يكمل
خالد مضيّع : انا دايـــم اكذب .. والله العظيم لا تصيحين .. شوفي انا نــذل احب اكذب على الناس .. ولا انتي ما سويتـ..........
استوعب على نفسه وش قاعد يسوي , سكت لـ لحظة وهو يناظر فيها
ديم على كثر دموعها الا ان لـ لحظة جتها الضحكة , شكله يضحك وهو يوصف نفسه , وجهها واضح عليه انها بتضحك
خالد دخل يده في شعره: آحم .. انتي .. خلصتي .. صياح .. ترى .. ماسويتي شي .. بس .. الكلام اللي قلته كذب يعني .. يعني الكلام اللي قلته عن نفسي كذا.. وعنك انتي لا تخافين يعني
ديم من الرعب اللي فيها , ضحك بقوة , صوت ضحكتها رن في المكان كله , لـ أول مره حست بشعور الرعب في الضحك , ما تدري وش تسوي , غير انها تضحك
ناظر فيها , هذي اللي تصيح قبل شوي ؟! .. رنت ضحكتها في اذنه بشكل غير طبيعي , لف بظهره بسرعه متوجه لـ خيمته , حط يده على قلبه وهو ياخذ نفس , جلس على الأرض , وهو يضرب قلبه بقوة
خالد بصوت مسموع : ... أحـــــم ... وش فيك ... أعـــتـــدل يا خالد .. أعـــتدل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واقفه في نص البيت و الخدم منتشرين في ارجاء البيت ينظفون
شيهانة بصوت شبه عالي : ماري .. الستارة من فوق نظفيها
ماري : اوكي مادام
شيهانة : سوهانا , انا بـروح فوق , اذا خلصوا شغل , شغلي البخور اللي عطيتك اياه امس , اوكي ؟
سوهانا صوماليه من فترة طويلة جداً تشتغل عندهم من يوم شيهانة عمرها 3 سنوات , لدرجة ان كلامها كأنه سعودي : خلاص يا شيهانة , انا بـ اسوي البخور روحي حبيبتي لـ غرفتك نامي
شيهانة ضحكت : تكفين يا سوهانا مع وين النوم بس .. يالله انا برقا
توجهت شيهانه لـ غرفتها , ناظرت المراية موجهة نظرها على شعرها : طال بزيادة يبي لي قص ..
رفعت يدها تناظر فيها : التان اختفى , يبي له تان ثاني
جلست على السرير بملل , تحاكي نفسها : من جدك ديم .. وش هالغيبة .. ياربي منك بس .. حتى مسج واحد ما تركتي لي .. ففففف
انسدحت على سريرها وهي تناظر في اظافيرها من الطفش , رفعت جوالها بعد ما سمعت رنينة , رقم مجهول
شيهانة : الـــو
.........: ... تـملكتي ..
شيهانة عدلت جلستها , غمضت عيونها بنفاذ صبر : كل ما ابلك رقمك تـطلـع لي من جديد .. متـى بتفكني منك انت ..خــــــــلاص كل شي بيني و بينك انتهى من زمان ... فـــكني من شرك
سـعد بصوت ثقيل : لـيـة تملكتي ؟
شيهانة وقفت من القهر: ليـــة اتملك .. ليه اتملك .. تسألني ليه اتملك ... ليه تبي حياتي تنتهي عليك .. تبيني ابقى على ذكراك .. بكل قوة عين تسألني ليه تملكتي ..
سعد بضيق : حياتي ... من سنتين واقفه يا شيهانة .. تطلقي منه ..و ..وارجعي لي تكفين
شيهانة قالت بصوت حاد : تـــهــبى .. و تعقب .. الـخبز العفن ما ينوكل , ما تاكله الا البهايم ..
سعد : ..كلامك كبير يا شيهانة..
شيهانة بحدة : لانك صــغيـر .. كل مره اقولك فيها لا تتصل ترجع تتصل , لكن هالمره لو رجعت اتصلت .. أقـسم بالله العلي العظيم .. لـ أفضحك قدام الله و خلقة
نزلت الجوال من اذنها , و نفسها يعلى و ينزل ..
وجهت نظرها لـ الباب , وهي تقول : ادخل ..
دخل ابو نايف وهو يبتسم : وينك .. ما شفتك من الصبح
شيهانة : انت طلعت بدري , وانا قمت متأخرة شوي
ابو نايف ابتسم : الخدم قالبين البيت تحت وش يسون
شيهانة : خليتهم ينظفون بدال جلستهم
ابو نايف جلس على الكنبة المنفرده : وش فيك وانا ابوك .. ورا وجهك احمر
شيهانة نزلت راسها و رجعت رفعته : ولا شي يا روحي انت , مافيني شي
ابو نايف بشك : صوتك قبل لا ادخل كنه عالي , تتكلمين مع احد
شيهانة هزت راسها بـ بطء : ....
ابو نايف وقف وهو يقول : اعرفك يا شيهانة , لا تحاولين تكذبين علي يا ابوك , لو انك صادقه كان تكلمتي ما هزيتي راسك .. وش صاير يا شيهانة
شيهانة تلعثمت , ابوها بيكشفها : مافيه شي يبه .. بس شويه .. ضغوط
ابو نايف ناظر في عين شيهانه : سمعت الكـلام قبل لا ادخل غرفتك ..
شيهانة بدهشه : سمعت .. كيف ..
ابو نايف و شكه في محله : يعني فيه شي .. قلت لك ما تعرفين تكذبين علي
شيهانة جلست على الكنبه : .. سـعد ... يتصل علي من ..فتره .. من ارقام غريبة .. اسكره في وجهه , ويرجع يتصل علي من ارقام ثانية
ابو نايف و بان الغضب على وجهه
شيهانة وقفت بسرعه : اهـدى يبه .. اتركه .. مجنون .. و ماعلى المجنون شرهه
ابو نايف ضرب بعصاته الارض : ليه ما قلتي لي من أول ..
شيهانة بضيق : .. كنت ... ما كنت اشوف ان فيه لزوم
ابو نايف بصوت شبه واثق : للحين تودينه
شيهانة بضيق : استغفر الله يبه
ابو نايف جلس مقابل لها : .. ما عمري سمعت منك شكوى يا شيهانة , قبل لا تتزوجين و عقب ما تزوجتي و عقب ما تطلقتي , ماعمري سمعت من لسانك الشكوى وانا ابوك .. كل ما سألتك عن سبب طلاقك ما تجاوبينني , تحسبين أني غافل عن أصغر بناتي , المعلقة في قلبي , لا بالله وانا ابوك تراك مخطية , وسادتي كل ماحطيت راسي عليها ما يجي بين عيوني الا أنتي .. اخاف عليك من الأيام , واخاف عليك من الناس , الناس وانا ابوك ما عاد فيه رحمة , ولا عاد فيهم انسانية .. تدرين متى ارتحت يا شيهانة , أرتحت امس , يوم تملكتي , كن ربي مسح على قلبي , كنه ارسل لي رحمه من عنده , بكلامي هذا وانا ابوك ما اقصد فيه انك صرتي عالة علي لا والله بس انـ..
شيهانة تقاطع ابوها وعيونها شبه غارقة بالدموع : ما يحتاج تحلف يبه , مصدقتك ..
ابو نايف اخذ نفس : الرجال اللي انتي ماخذته يا شيهانة كفو , والله انه كفو يستاهلك وتستاهلينه ..
شيهانة بضيق : ليه تتكلم هالكلام يبه الحين
ابو نايف : النفس يا بنتي امانه , وانا ما ادري متى ربي كاتب موعدي .. اللي في النفس لازم يطلع
شيهانة و عيونها دمعت : بسم الله عليك .. لا تقول هالكلام ..
ابو نايف ابتسم : اثري غالي عندك يا شيهانة
شيهانة مسحت دموعها بضحكة : موب غالي وبس يبه , انت تساوي روحي , لا والله انت اغلى
وقف ابو نايف وهو يبتسم : لا تضيق روحك يا ابوك .. و انبسطي في زواجك هذا , و موضوع سعد لا تخفين خليه علي
شيهانة وقفت بسرعه : طلبتك يبه .. خله .. لا تسوي فيه شي .. خله
ابو نايف بضيق : شفتي يوم اني قلتك انك توديه مانيب كاذب ..
شيهانة نزلت راسها :...............
ابو نايف بضيق : ابو متعب كلمني قبل شوي .. يقول انهم بيجون اليوم و معهم المهر , و بيحددون العرس ... خلي الخدم يزهبون القهوة
شيهانة : ابشر
طلـع ابو نايف متوجه لـ غرفته ..
توجهت شيهانة لـ غرفة تبديل الملابس , فتحت دولابها الاوسط
اخذت الصندون الاحمر , متوجه لـ سريرها , جلست على سريرها و فتحت غطا الصندوق الاحمر ..
طلعت منه قطعه الخشب المنحوته على شكل وجهه , سعد .. هوايتها من زمان النحت على الخشب , تعلمت الحرفة من ابوها لـدرجة انها صارت تتقنها بشكل رهيب , لازالت تحتفظ فيها .. تأملت فيها شوي , ورجعت دخلتها في الصندوق , رجعتها مكانها .. وطلعت متوجهه لـ الخدم