*البشري المختلف4*

3 0 0
                                    


تركت رجال شعبي وأخبرتهم أن يحلوا مكاني على أكمل وجه حالما أعود ،ذُهب بي إلى مملكة البشر مع الطفل الصغير ، وأنا في تلك الطريق ، استرجعت ذكرياتي حينما تركت القرية محسا بالإحتقارمن معاملتهم لي ، نظرت إلى ما وراء تلك الجبال فتبين لي قصر الملك فأحسست بريح طفولتي تسلك شهيق وزفير رئتاي ، وذلك الوادي الذي قضيت فيه جل أوقاتي باكيا أنظر لانعكاس وجهي القبيح بالماء عندما كنت أعنف نفسيا وجسديا من البشر.
ذكريات حذفت من ذاكرتي وها هي تعود بلمحة بصر، وبينما كنت أعيش بين الماضي والحاضر لذكرياتي ، صرخ في وجهي زعيم الجيش البشري قائلا هل لك أن تسرع في خطاك ؟ أم تريد الجلد كالحمير؟ ، اتخدت صمتي ملجأ وأسرعت خطاي عن نفسي. 
وصلنا أخيرا إلى القصر ، وقدموني للملك مع الطفل ، أسرع الملك إلى ابنه معانقا إياه ، لكن الطفل وقف صامدا وأتى إلي خائفا يستعجب من شكلهم قائلا لي "من هؤلاء الوحوش أبي؟" .
ركز الملك بنظراته إلي وقال :"هل أنت ذلك الوحش المخيف الذي فرمن مملكتي "أجبته بكل ثقة مع ابتسامة عابرة "بلى يا رجل "صرخ الملك بقوة في وجه رجاله "من هذا الحقير الذي سرق مني أبوتي وتجرأ على أن يناديني برجل " فأخبره الزعيم أنني من سرقت طفله وجعلته يفقد ذاكرته بسحرنا العظيم" ، أجبته منفجأ : "كيف ؟ ما هذا الهراء ؟ أنا ملك شعب البشر المختلف وكنت آتيا إلى حضرتكم كي أعيد طفلكم الذي قصدنا تائها ". 
التفت إلي الجميع ضاحكا ، فانفعل الملك وأمر رجاله بعدمي أمامه ، أصبت بصدمة حينها ولم أستطع قول شيئ غير أن أفكر بحيلة تنقدني من ورطتي ، أمسك بي رجاله بكل عنف وانقبضت يداي بسلاسل حديدية ، طأطأت رأسي مستسلما لمعاملتي كمجرم ، فإذا بي أسمع الطفل ينادي باكيا "أبي ، عد لا تتركني وحيدا مع هؤلاء الوحوش ، أرجوكم أعيدوا لي أبي !! " استرجيت نفسي ، والدموع تهطل من عيناي ساخنة ، تمالكت ضعفي وقلت بكل شك في جملتي "لا تقلق سأعود يا صغيري" ، لم تمر سوى لحظات سريعة حتى وجدت نفسي بزنزانة مظلمة فاقدة النوافد ، على جدرانها رسوم تعبر عن الموت والحزن ، ألقيت نظرة إلى محتواها فلم أجد سوى كرسي خشبي قديم وقطع من الفحم الخشبي ، نثرت خطاي إلى تلك الغرفة مع صوت السلاسل المربوطة بقدماي وجلست متعبا حتى نمت باكيا .

*البشري المختلف*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن