*البشري المختلف6*

3 0 0
                                    


  كانت مفاجأة لم أتوقعها قط ، ولم أضع أملا في شعبي أن يأتوا لإنقادي بهذه الطريقة الغير المتوقعة ، حقا إنها لمعجزة(...)
كان الملك جالسا بكل ثقة على كرسيه المزخرف ليشاهد بشوق إعدامي أمامه ، وحين رأى ذلك الجيش الضخم آتيا بسرعة كقطيع الجواميس باتجاه قصره ، نهض مفزعا يصرخ "جهزوا جيشي الملكي ،ها قد بدأت الحرب !!!" 
فما إن أمر بذلك حتى وجدت جيشه في كل زاوية من قصره البعض على صورالقصرمن الجهة اليمنى حاملين سهاما مشتعلة بالنار والبعض من جهة أخرى يحملون حجرا ورماح أما الباقون فقد انتشروا في الساحة كالدجاج الجائع ، ليس ببعيد من موضعي رأيت طفل الملك وهو يسرع باتجاهي قائلا "أبي ستأخدني معك إشتقت لأصدقائي "نهضت من على خشبة الإعدام وقفزت إلى مركز الساحة فشاهدت شعبي يقترب أكثر فأكثر كإعصار همجي ، صرخت بكل قوة في بوق من قرن فيل وجدته أمامي صدفة :"أعلن بصفتي ملك البشر المختلف الحرب على سيادتكم فإن فزنا ستعطوننا كل حق نطلبه وسنكون بدلك على سلطة عليكم ولن يحق لكم إعدام أي شخص كيفما كان سواء من شعبي أو شعبكم وسيكون بذلك طفل الملك إبنا لي كعقوبة على ما كنتم ستفعلونه بي وما كنتم تفعلونه بي سابقا في صغري وإن فاز جيشكم فعليكم إعدامي "
أصابتني نوع من الدهشة من الثقة الكاملة التي وضعتها في شعبي لأضحي بنفسي ، وأخيرا وصل جيشي هلعت في تلك اللحظة من الفرق الكبير بينهم وبين جيش البشر ، كانت معهم مدافع ورماح عديدة وأدوت دفاع و سيوف طويلة تلمع من انعكاس أشعة الشمس عليها ، إضافة على هذا رجال شعبي أقوى جسديا وعددهم كثير ،علمت حينها أنه من المحتمل جدا أن نفوز  .
بدأت الحرب وأخدت أنظر بأمل أن نكون الأفضل ، إختلط الجيشان وصارت الدماء تغطي المكان ، كان شعور لا يوصف حينما ترى الدماء وتتمنى أن لا يكون لأفراد شعبك ، والصراخ ينتج صدى قويا من أولائك الناس الذين أتوا لمشاهدة موتي فكان بالأخير مشاهدة صنفهم يموت واحدا تلو الآخر ولم يتبقى إلى القليل ، من بعيد ،لاحظت على ملامح ملك البشر الحزن ومعالم الخسارة ثم أعلن فوزي وطلب توقيف الحرب لأن رجاله يموتون كلهم ومات من شعبي فقط سبعة ، ثم أتى إلي بخطى معتوجة وعانقني متأسفا وهو يقول "أنا حقا خاجل من نفسي كوني كنت سأعدم ملكا لشعب كهذا ، وسأكفر عن ذنبي بإعطائك إبني فهكذا سيكون مع من يحب وسيتعلم الشجاعة والقوة .
  

*البشري المختلف*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن