*البشري المختلف5*

2 0 0
                                    


  في الصباح إستيقظت بهلع من صوت فتح باب السجن ، وقال الحارس أني سأعدم بعد يومين ، كان أسوأ صباح شهدت مثيله بحياتي ، جلست بهدوء كي أفكر بطريقة للهرب لكني كلما أردت ذلك منعني الشعور بالحزن على زوجتي وإبني والطفل البشري وأيضا شعبي حينما أموت .
أيقنت أنه لا مجال للهرب ، صمدت لأمري ورحت أبحر في الأيام الماضية سواء السعيدة أو الحزينة ، عشت لحظات كنت فيها للهواء ملتمسا عكس هذه الغرفة التي زادتني ضيقا وغربة عن واقعي ، وبينما أنا على هذا الحال فتح علي الحارس الباب وقال "إنه طفل الملك لم ينم منذ البارحة ولم تتوقف عيناه عن البكاء ولا فمه من الصراخ حتى إنه لم يأبه بعقاب أبيه" ، لمحته بصعوبة وتغيرت فجأة غرفتي من مظلمة إلى مضيئة بطلته علي كشمعة أنارتني ، كان هو الأمر الذي ينقص مناي كي أتنفس كالسابق ، عانقته بقوة وأنا أسمع كلماته الحلوة وهو يردد بأذناي باكيا "أحبك بابا ، لما تركت ذلك الرجل المتوحش يضربني أريد أن أبقى معك ، أرجوك!!" ، زادتني جملته حزنا ولم أشعرقط حتى وجدت نفسي أبكي أيضا ، ورحت أفكر كيف سيشعر إن علم يوم عدمي أنني قد مت ، لاحظت من موضعي في الغرفة حارس الزنزانة وهو يبكي وقال "أنتما تثيرا مشاعري ، فقد تذكرت إبني الوحيد الذي مات قبل أشهر " ، فجأة ، علم الملك بأن ابنه معي ، وطرد الحارس المسكين من القصر ثم استبق خطاه نحو الطفل ممسكا يده بكل قوة وهو يصرخ "أتركني أيها الوحش أريد أبي ! أبي لا تدعه يأخدني معه" ، مشهد تمنيت لو لم أراه .
ها قد حان يوم إعدامي ، في الصباح الباكر من ذلك اليوم أتى إلي رجلين ذي قامة طويلة ولباس غريب ، نظفوني جيدا وألبسوني لباسا أبيض ، ثم خرجوا بي إلى ساحة القصر ، إستعجبت حينها من أمرين ، الأول كان يوما جميلا للغاية!السماء صافية وزرقاء والشمس مشرقة والهواء منعش أما الثاني فقد فاجأني عدد البشر المجتمعين بالساحة ليشاهدوني أعدم ، أخدت نفسا عميقا ووضعوا رأسي تحت القاطعة ، أغمضت عيناي بقوة ، وعم صمت غريب ،لكن سريعاا إنقطع الصمت بهتاف قوي وآثار صوت أقدام تتجه إلى الساحة ، الكل إندهش وصاروا يطلعون على مصدر هذا كله ، رفعت رأسي بصعوبة وكانت الصدمة جيش ضخم من شعبي أتوا على الأرجح لينقدونني وكانوا مسلحون بمدخرات المعسكر الذين لطالما دربتهم على القتال والمحاربة .  

*البشري المختلف*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن