للحظة ، تغير الكره الذي كنت أشعر به من ملك البشرفجأة إلى محبة، خصوصا عندما إنحنى لي قائلا "ما دام إبني أحبك لدرجة أنه نسيني واتخدك أبا ، فإني لأظنك من الصالحين ، لهذا فإنه ليشرفني إن قبلت أن تأخد إبني لتعلمه مبادئكم كي يكون ملكا كسيادتك " ، ثم أجبر شعبه جميعا بالإعتذار لنا وتقديم كلمات تجليل واحترام على ما فعلوه سابقا ، ولم يتركنا نرحل لمملكتنا أبدا إلا بعد حفلة كإستضافة مؤخرة لنا ، كانت حفلة مثيرة للإعجاب لم أشهد مثيلها من قبل ، وفيها أهداني تاجا ذهبيا بجواهر من الألماس بريقة ولامعة ،وضعه برفق على رأسي وابتسم لي قائلا "علمت الآن أن الجمال لا يعني شيئا أمام باطن الروح ،وإن التاج لمنحك الجمال كله " .
كنت في حالة من اللاشعور فإني لم أصدق أن ذاك الذي يحدثني حقا هو ملك البشر ولم
أستوعب كلماته مطلقا على أرض الحقيقة لكن لكل مشكلة حل ولكل شيئ بديل .
حان وقت رحيلنا إلى شعبي الذي أشتاق إليه أكثر من أي شيئ آخر ، ومتحمس لشكرهم على إنقاذي من الموت بتصرفهم العقلاني ولحبهم إتجاهي و متحمس لإخبارهم بأنني مفتخر بهم وبفعلهم ، فما إن كدنا نصل حتى وجدت نفسي محاط بأفراد شعبي وهم يهتفون" فليعيش ملكنا" ، كان قصري مزينا بالورود ومجدد بناءه إلى الأحسن ومحيط بأشجار مخضرة ، سرت ماضيا إلى الأمام وأنا مندهش من هذه المفاجأة الغير المتوقعة إلى أن قضي علي بتمثال لي من الحجر موضوعا في مركز ساحة القصر كان مذهلا للغاية ، ثم أتوا بثوب ملكي طويل أحمر ووضعوه علي وتقدموا لي بالجلوس على كرسي عرش صمم بطريقة إحترافية وهائلة ، جلست وأنا لازلت مصدوما فأتى الطفل البشري وطفلي يعانقانني وأتت زوجتي قائلة " ألم تدهشك فكرتي " فابتسمت قائلا "بلى عزيزتي" وخلف تلك الإبتسامة ألف صدمة وانبهار ، وقفت خاجلا وشاكرا لكل فرد من شعبي أحسن لارتقائنا ثم أتوا بالطعام والشواء مع أجواء من الرقص والإحتفال .
منذ ذلك اليوم ونحن نعيش أفضل من أي يوم قد مضى ، الزمن يمضي راكضا وأنا أخطف مشاهد من الحياة ، أشاهد طفلاي ينضجان أمامي وأفراد من شعبي يموتون وآخرون أطفال صغار وآخرون من المهد للحياة مقبلون ، قد ظهر علي الكبر لكني لا زلت قادرا على كل شيئ ، و أصبحا طفلاي أو بالأحرى ولداي شبانا يافعون، يبدو ذلك واضحا حيث إستطاع إبن ملك البشر التأثير بإبني وأصبح يقلده في كل شيئ الشجاعة ، العقل ، القدرة على التحكم بالذات.
أنت تقرأ
*البشري المختلف*
Fantasyشاب بشري لكنه مختلف عن البشر بحيث يتصف بصفات وحش أو قرد مما جعل البشر يكرهونه ، فر من ماضيه المؤلم لبناء حياة جديدة بعيدا عن البشر ليجد في النهاية بشرا مختلفون يشبهونه وطورهم من الأسوء للأفضل وبذلك أصبح ملكهم ، إقرأ لمعرفة النهاية وتفاصيل الرواية كا...