١-إلى أن آتي إليك .

3K 192 73
                                    

"البداية "
٢٦ مارس ٢٠١٧

.
.

"لَكم اتمنى لو أنني قد مُت مع موتِكَ ياحبيبي .. لا أستطيع استحمال هذه الدُنيا بعدك ليس بعد أن أخرجتني من قوقعتي المُظلمه , أنتَ حتمًا مثل الملاك الذي نزل مِن السماء لينقذني ويُريني مُتعة هذه الحياة ولأن حظي التعيس يتحكم بحياتي .. أنت قد ذهبت "

كتبتها كارولينا بيد مُرتجفه ودموعها لم تكُف عن تبليل الورقه طبقت الورقه ووضعتها أمام قبره مع زهرة سوداء
-لأنني كُنت سبب هلاكك لن أمضي قدمًا ياحبيبي .. سأظل أحاول تكفير ذنبي رُغم أنهُ قد فات الآوان .

نطقتها بكُل ألم وبدأت تبكي بصوت يلين القلب له
نبرتها المتوجعه تحكي عن مُعاناتها

بينما الظلام يعم المكان والجو مُخيف جدًا ولكن كارولينا لم تأبه لكُل هذا فهي تزور قبر زين كُل يوم لساعات طويلة جدًا

ولأن كونها كانت غارقه بين دموعها وبكائها لذا هي لم تلحظ الشاب الذي كان واقفًا بعيدًا عنها ويُراقب بصمت وملامح جامده عكس الحرب التي داخله

-عُد إليّ يازين لا أحتمل بدونك .. أنا لا أزال لا أستوعب أنك رحلت عني ..
قالت بصوت باكي وهي تُغطي وجهها

ظلّ يراقبها وهي تنهار أمامه ولكنه لا يملك الجراءة للذهاب لها ابدًا سيظل يُخفي ذاك السر وسوف يتناساه وكأنه لم يكُن

-عُد إليّ ارجوك .
قالتها بهمس قبلما تُغمض عيناها بتعب

" بالعودة للماضي قليلًا وتحديدًا قبل مايُقارب عامًا كاملًاً .."

-لا تقلق ياعزيزي سوف أذهب مع جوليا فقط لنبتاع القليل مِن الأغراض وسأعود .
اردفت كارولينا وهي تقهقه على زين الذي يُخبرها بعدم الذهاب كالطفل الصغير تمامًا

-حسنًا لا تتأخري .. سأنتظركِ .
قالها لتبعث لهُ قُبله بالهاتف وتغلقه بسرعه وقد أحمرا خداها وهي لاتعلم كيف فعلت تلك الحركه فهي بطبعها خجوله

ثواني حتى تأتيها رساله مِنه وقد قال بها
"على فكرة ... لقد أحببت تلك القُبله "

ابتسمت بسعادة ثُمّ أكملت طريقها نحو المُجمع التجاري

.
.

حالما عادت في المساء كان الجميع في منزل عائلتها مُجتمعين وتكسوهم ملامح الحُزن والصدمه

-اهلًا جميعًا ..
قالت كارولينا عند دخولها وقد لاحظت وجود والدا زين والكأبه التي كانت تملئ المكان لم تكُن طبيعيه بالنسبة لها
-ماذا يحدث ؟
اردفت مره أخرى بقلق وهي تنظُر بترقب وقد نهضت والدتها لها لتضع إحدى يداها على كتف كارولينا وتقول
-زين لقد ..

-لقد ماذا ؟؟
قالت كارولينا بسرعه وقاطعت والدتها لتردف
-فقط هدئي مِن نفسك ولا ..
قاطعتها كارولينا بعدم صبر وهي تقول
-أمي فلتفصحي .. لا أحب المُقدمات .

-زين ترك عمره الباقي لكِ .
قالت تريشا -والدة زين- دون مقدمات لتنظر كارولينا لها وتبدأ بالضحك قليلًا ومِن ثُم تردف
-لا يمكن أن تكونوا جادين ..

حالما رأت تعابير الحُزن مازالت تعلو ملامحهم وأنهم لا يمزحوا معها والصمت قد عمّ على الجميع ولم يستطع أحدهم أن يعلق على قولها فهي في بداية صدمتها ..

ظلوا على صمتهم فصرخت كارولينا
-لا يمكن هذا .. زواجنا بعد شهر مِن الأن .. لا يمكن أن يكون ذلك حقيقًا لايمكن .

-يا أبنتي ..
قالت والدتها محاولة تهدأتها ولكنها قالت
-لا لا هذا ليس حقيقي .. توقفوا عن قول هذا أنا لا أصدقكم , أين زين أخبروني ؟؟

-يا أبنتي زين الآن يحتاج مِنّا الدعاء .
قال السيد جواد -والد زين-

-سأثبت أنكم مُخطئين .. أين هاتفي ؟
قالتها وهي تبحث عن هاتفها في الحقيبه وحالما وجدته حتى بدأت تبحث عن أسم زين وقد ضغطت على "إتصال" وفتحت مُكبر الصوت وقالت
-الآن سوف يُجيب زين وسأنتهي مِن مزحتكم السخيفه .

الجميع كان مُشفق عليها كثيرًا فهي تأبى التصديق

ظلّ الهاتف يرن ولكن لا أحد يجيب .. وحالما أنتهى الإتصال حتى ألقت بهاتفها بعيدًا بكُل قوتها وقالت وهي تبكي 
-أين هو ؟؟ فلتخرجوه وتوفقوا عن تعذيبي .

تقدم السيد توماس نحوها-وهو يكون والدها- ليقول لها
-لا تبكي ستُحزنيه يا أبنتي .. أطلبي المغفره والرحمه له ياكارولينا هذا ماتستطيعينه .

-لا لا .. أنتم تكذبون هذا غير حقيقي .
قالت وهي تهز رأسها بالنفي وتبكي بقوه ليمسك والدها بكتفاها ويهزها بهدوء ويقول
-توقفي ياكارولينا توقفي .. أنتِ تُتعبين نفسكِ .

-هذا غير حقيقي .
همست لأخر مره قبل أن تسقُط مغشيًا عليها بين يدا والدها

.
.

"عودة للحاضر"

تنهدت كارولينا بقوة وهي تحاول اخراج كُل تلك الذكريات مِن عقلها حتى لا تبكي مُجددًا

نهضت وقالت
-سأعود غدًا .. يازيني .

-إلى متى ستظلين تهدرين وقتكِ على البكاء بجانب قبري ياكارولينا ؟
سمعت صوت طيفه يقول وقد كان الصوت هامسًا

-إلى أن آتي إليك .
قالت بهدوء وألقت نظره أخيره إلى قبره قبلما تتجه نحو سيارتها وتقود إلى أي مكان

أي مكان سوى المنزل ..

هذا كان إختصار لحياة كارولينا مُنذ ذهاب زين

اليأس والكأبه والحُزن والبكاء لا يُفارقونها ابدًا .. أصبحوا مِنها وفيها .

كانت هذه أكثر ذكرى مؤلمة بالنسبه لكارولينا .

.
.

Dark Paradise |Z.M|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن