الفصل الثالث

10.4K 462 15
                                    


الفصل الثالث :

صــرت رشــا على أسنانها في حنق ، ثم ســـارت في اتجاه نادر ، ووقفت قبالته ، و...

-رشــا متسائلة بنبرة مغتاظة : ما الذي يحدث هنا ؟

-نادر ببرود وهو يحدجها بنظراته الحادة : لا يخصك

-رشا بإنفعال واضح : ماذا !!

-نادر بنفس الهدوء المستفز : ألم تسمعي ما أقوله ؟

حاولت لمـــار أن تسيطر على سعالها ، وانسحبت في هدوء من الشرفة بعد أن تملكها الحرج كلياً ، بينما استمر الجدال بين نـــادر ورشا ، و...

-رشا متسائلة بغضب : ماذا تفعل مع ابنة خالتي ؟ من المفترض أنك تقضي وقتك معي !

-نادر بنبرة غير مبالية : وهل أنا ملكك وحدك ؟ أنا حر فيما أفعله

-رشا بنبرة متعصبة : ولكني أريدك معي ، أريد أن أكون بصحبتك ، فماذا عنك ؟

-نادر ببرود مستفز : لا شأن لك بما أريده ، والآن دعيني أنهي طعامي في هدوء

ثم تركها ومــد يده ليمسك بصحن لمـــار - الذي أسنده على الحافة – مع صحنه ، ودلف إلى خـــارج الشرفة ..

ضربت رشــا الأرضية بقدمها في عصبية جلية ، وحدقت أمامها بنظرات شرسة ومحتقنة و...

-رشا بنبرة متوعدة : قسماً بالله لن أدع هذا الأمــر يمر على خير ، سترين يا لمار ..!!!

...............................

قضت لمــــار معظم وقتها مختبئة في غرفة الفتيات ، وبالرغم من إلحاح خالتها عليها لكي تخرج مع البقية في النزهة البحرية ، إلا أنها إدعت أنها مرهقة وتريد النوم ..

تركتها الخالة إيمان على حريتها ، وإنصرفت مع بناتها ..

لحق بهن باقي أفراد العائلة ، وبقيت لمـــار بمفردها في غرفتها بالسكن الموجود بالمصيف ..

حاولت هي أن تغفو قليلاً ، ولكنها لم تستطعْ بسبب تفكيرها المستمر في تلك اللحظات القليلة التي جمعتها بمن خفق له قلبها ، لم تغيب ابتسامته عن عينيها ، ولا صوته الرخيم عن أذنها .. لقد تملكها حقاً وسيطر عليها كلياً ..

ظل عقلها يعيد تكرار تلك المشاهد ، ومع كل مــرة تتذكر فيها ما حدث تزداد ابتسامتها الخجلة ..

شعرت لمار بالضجر بعد مرور فترة من الوقت ، وقررت أن تنهض عن الفراش وتذهب للخـــارج لتجلس بالشرفة ريثما يعود الجميع من الخــارج ، فربما تكون تلك هي فرصتها لكي تحظى ببعض الخصوصية ..

بدلت لمـــار ملابسها ، وارتدت بنطالاً من القماش ذي لون أبيض ، ومن الأعلى ارتدت كنزة فضفاضة من اللون الزهري ، ووضعت على رأسها حجاباً يجمع بين اللونين ، وعقدته بطريقة بسيطة زادتها رقة .. ثم دلفت إلى خــارج الغرفة ...

أربعة شكلوا حياتها - سنابل الحب - الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن