المقدمة

34K 764 34
                                    


حقاً .. كانوا أربعة هم من شكلوا حياتها ... فالأول خذلها ، والثاني استغلها ، والثالث كسرها ، والرابع ذبحها ....

ومع ذلك تعلمت كيف تُعيدُ بناءَ حياتها .

الأول كان أملها ، كانت تحلم بيوم لقاؤها ، كانت تتمنى أن ينطقَ على شفتيه اسمها ..
ولكنه ؛
صدمها ، أنكر حُبها ، إدعى غباؤها ، تمنى رحيلُها

لم تقوْ على الفراق ، وانتهى حلم اللقاء .. تاركاً آلام الشقاء

------------------------------------------

والثاني جاء راغباً ، طامعاً ، كاذباً ، شكل الظروف ، وطوع الأمور ، وأطلق العهود ، حتى صارت منه مستهدفة ، لعب معها لعبة الذكاء ، وكيفية البقاء .. تاركاً إياها تعاني ويلات الفراق

ولكنها ؛
شعرت بالخزي والعار ، وكيفية اللعب بالأسرار ، وإدعاء الكذب والولاء .. مثلها كالقطِ والفار
حتى أدركت أن ما قاله ليس إلا سراب ..

--------------------------------

أما الثالث رسم لها الأحلام وردية ، وجعلها تشعر بأنها عفوية ، حقاً كانت معه أنثى شرقية ..
تبتسم .. تضحك .. تنسى ما مرت به من آلامٍ منسية
ولكنه ؛

رفض الاستمرار ، تعب من الإصغاء ، تمنى ألا تلقاه ، رحل بعيداً حتى تنساه
وظلت هي للحزن وفية ..
-----------------------------

والرابع تسلل إلى حياتها ، لم يسعْ لإرضائها ، ولم يبحث عن بديلها

وهي رويداً رويداً أسلمت له قلبها
حتى روحها إن سألها إياها لم تتردد في إعطائها ،
لقد حسبته حبها ، وأنه سيملأُ حياتها
فلم تتأخر في عِشقها
ولكنه ؛
مل وجودها ، لم يتحمل ضغطها ، فهي لاحقته كأنها ظِله ..
................

والآن ها هيَّ ، تقف على أطلالها الشقية ، أحياناً تبكي وأحيانا تدعي أنها في الحياةِ ملهية
ولكنها في الصميم تعلم أنها لم تعد كما كانت من قبل ساذجة أو حتى غبية ....

أربعة شكلوا حياتها - سنابل الحب - الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن