الفصل الثاني

11.3K 450 18
                                    


الفصل الثاني :

ارتسمت علامات الحيرة الممزوجة بالإندهـــاش حينما رأت لمار هذا الذي لامس قلبها – نادر - واقفاً أمامها .. لم يطرأ ببالها أن يجمعهما القدر مجدداً ..

ظلت ترمش بعينيها عدة مرات لتستوعب أنها لا تتوهم ما تراه ، خفق قلبها حينما سمعت صوته ، وإزداد صدرها اضطراباً حينما سمعت ضحكاته التي تأسرها ...

عــــاد عقلها سريعاً لذكريات عام قد مضى حينما رأته أول مرة في المصيف ......

..............................

لقد تم دعوتها هي وعائلتها لقضاء عدة أيام بصحبة خالتها إيمــان وعائلتها بالمصيف الخاص بهم في مدينة رأس البر الساحلية ، ولكن لم يستطع أبويها الحضور بسبب ظروف العمل ، واتفق كلاهما على إرســال لمار إلى هناك لترفه عن نفسها قليلاً ، وتكون في رعاية خالتها وبصحبة بناتها .. وهناك إلتقت به مصادفة ...

لم تتمكن لمار من إخـــراج حقيبة سفرها العالقة من السيارة ، وظلت تزفر في ضيق وتجاهد لكي ترفعها ، و...

-لمار لنفسها بنبرة منزعجة : يا الله ، كم هي ثقيلة ، ماذا وضعت بها ؟! لا يمكن أن تكون ثيابي فقط !!!

انتبهت هي إلى ذلك الصـــوت الرجولي الذي جـــاء من خلفها ، و...

-نادر بصوت خشن : دعيني أساعدك آنستي

تنحنحت هي في إحـــراج ، ثم تنحت جانباً لتفسح المجال لذلك الشاب الغريب ، و..

-لمار بخجل وهي تتأكد بيدها من وجود حجابها على رأسها : شكراً لك

ثم استدارت بعينيها لتنظر إلى ذلك الشاب الذي وقف إلى جوارها ، فوجدت نفسها أقل حجماً بالمقارنة به ، فهي لم تصل إلى كتفيه العريضين ، كما رفعت عينيها للأعلى لتختلس النظرات إلى قسمات وجهه ، فوجدت بشرته تميل للبياض ، وعينيه تختبئان خلف نظارة شمس قاتمة ، وشعره أملس رغم قصره .. وشفاهه غليظة ، أما ابتسامته فهي ساحرة ..

لم تتوقع أن يخطف هــو قلبها ، أن يوقعها في أســـر عشقه ، أن يجعلها تحبه كما لم تحب أحد من قبل ، نعم هو ( حب من أول نظرة ) كما يُقــال بالنسبة لها .....

لم يلاحظ نـــادر إرتباكها الذي ظهر على ملامحها البسيطة ، فقد كان مشغولاً بإنزال جميع الحقائب الموجودة بالسيارة ..

وما إن انتهى نـــادر حتى التفت برأسه ناحيتها ، و..

-نادر متسائلاً بنبرة رخيمة : هل تحتاجين لمساعدة أخــرى ؟

-لمار بنبرة خافتة : لا .. شكراً لك

-نادر بإيجاز : عفواً ..

أربعة شكلوا حياتها - سنابل الحب - الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن