الفصل الخامس

8.2K 405 12
                                    


الفصل الخامس :

لم تتلقْ لمـــــار أي رد منه على مدار الأيـــام التالية .. كانت تحدق بشاشة الحاسوب لساعات وساعات دون أي كلل أو ملل على أمــل أن يُجيبها بعد أن تعود من عملها ..

ولكن ظل الوضع كما هو .. لا جديد يُذكر بشأنه .. وبرغم هذا فقط تعلقت بأمل زائف ، حيث ظنت إهتمامه بالرد عليها هو الملهي لها خلال تلك الفترة المنصرمة .. ولكن يبدو أن أحلامها تلاشت سريعاً .. فقد مرت فترة ليس بالقليلة على هذا الموضوع ، وأيقنت أنها تطــــارد سراباً ..

لاحظت والدتها شرودها الدائم حينما دلفت إلى غرفتها لتطمئن عليها ، ولأكثر من مرة سألتها عن السبب ، ولكنها كانت تجيبها بفتور بـ :

-لا شيء أمي ، فقط إرهاق العمل

نظرت سمية لها بحنو ، وأجابتها بنبرة دافئة بـ :

-حسناً بنيتي ، سأصدقك تلك المرة ، ولكن إن كان هناك ما يضايقك فقد اخبريني

إبتسمت لمــــار لوالدتها إبتسامة مجاملة ، وهتفت بحماس زائف وهي تحتضنها :

-بالطبع ، ومن لي سواكِ يا غالية لأشكيه همي

مسحت والدتها على رأسها ، وقالت بصوت خافت :

-رزقك الله راحة البال

-اللهم أمين ..!

ثم تركتها والدتها وإنصرفت لتتابع أعمـــال المنزل اليومية ...

حمدت لمـــــار الله في نفسها أنها تترك لها مساحة من الخصوصية رغم قلقها الدائم عليها ...

تنهدت بيأس بائن ، وأسندت طرف ذقنها على مرفقها وحدثت نفسها بإحباط بـ :

-يبدو أني تعيسة الحظ معه !

ثم أخرجت تنهيدات أكثر إحباطاً من صدرها ، وأضافت بيأس :

-سأحاول نسيان ما حدث

زفـــرت هي في إستسلام ، وكانت على وشك غلق حاسوبها حينما لمحت إشعـــاراً يأتيها ضمن ( أيقونة ) الرسائل ، فجحظت بعينيها في ذهــــول ، و إنتفض قلبها بطريقة فجائية ، وتسارعت دقاته وتعالت حتى كادت تصم آذانها ، وتملكها إحساس رهيب بأنه هو المرسل ..

حاولت أن تتنفس بهدوء لتضبط أنفاسها المتلاحقة ... ثم حدثت نفسها بهدوء حذر بـ :

-إهدئي لمــار ، لا داعي للإنفعال .. فقط إفتحي الرسائل ! غير المعقول أن يكون هو !!!

وبالفعل حركت سهم الفأرة على أيقونة الرسائل لتجد إسمه مضيئاً أمامها برسالة خاصة منه ..

هنا إنتفضت مرة أخرى وتركت فأرة الحاسوب الممسكة بها ، وإنتصبت في جلستها ، ثم وضعتي كلتا يديها على رأسها ، ودفنت أصابعها في شعرها شبه المتمرد

أربعة شكلوا حياتها - سنابل الحب - الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن