الفصل الأول

24.4K 578 40
                                    


الفصل الأول :

كــــان عامها الجامعي الأخير - في كلية التربية النوعية - حيث استعدت لمار لهذا العام الحافل منذ بدايته ، فقد كـــان شاغلها الأكبر هو كيفية الانتهاء من متطلبات الدراســـة ، وبدء التفرغ لســوق العمل واحتياجاته ..

هي تعلم أن تخصصها في مجــال الحاسب الآلي مطلوب ، ولكن عليها أن تثبت جدارتها حتى تنــال أفضل الوظائف ..

دلفت لمار عصام الحسيني إلى داخـــل الحرم الجامعي بجامعة الإسكندرية وهي غير متكلفة في زينتها أو حتى في ثيابها البسيطة .. فهي تلك الشابة المحجبة التي لا تضاهي الجميلات في حسنهن ، ولا الرشيقات في إبراز مفاتن أجسادهن وقوامهن المتناسق .. وإنما هي فتاة بسيطة ترتدي الحجاب والملابس العادية أو ما يطلق عليه الـ ( كاجوال ) ، ولكن لديها ذوق عـــام في انتقاء ما يناسبها ..

تخطت هي حاجز العشرين عاماً بقليل ، وهي وحيدة والديها ، فأبيها متقاعد ، ووالدتها تعمل موظفة بإحدى الدوائر الحكومية .. تمتلك بشرة قمحية ، وعينين بنيتين ضيقتين ، وشعراً عادياً طويلاً ، وهو ليس بالحريري ، ولكنه ملائم لها .. أما جسدها فهو رفيع ، ولديها خصر رشيق .. كذلك هي متوسطة الطول ..

................

عدلت لمار من وضع حجابها الذي يغطي رأسها ، ودلفت إلى القاعة الخاصة بالمحاضرات وهي تلوح لرفيقتها منى – والتي كانت قد حجزت لها مقعداً شاغراً مجاوراً لها – وعلى وجهها ابتسامة رقيقة ..

أسندت لمار حقيبتها على حجرها ، ثم مالت برأسها على منى ، و...

-لمار بخفوت : مرحباً

-منى متسائلة بنبرة أقرب للهمس : لماذا تأخرتي ؟

-لمار بهدوء : كنت أعيد ترتيب غرفتي ، فلم تتركني أمي إلا بعد ما انتهيت منها .

-منى بسخرية : أنتِ حقاً مهملة

-لمار بنرة محتجة : لا والله ، ولكني لا أحبذ القيام بمهام التنظيف في غير وقتها

-منى مبتسمة برقة : أعلم هذا ..

-لمار بنبرة متحمسة : هو وصلتك أي اخبار عن مشروع التخرج ؟

-منى بإهتمام : نعم وآآ...

ولكن توقفت منى فجـــأة عن الحديث حينما رأت الأستاذ الجامعي يمرق إلى داخل القاعة ، و...

-منى بنبرة هامسة : سأتحدث معك بعد انتهاء المحاضرة ، فالأستاذ قد دلف

-لمار مبتسماً بعذوبة : حسناً ، لا بــأس ..!

.....................

حيـــاة لمار كانت عادية للغاية ، ليس بها من المغامرات العاطفية والمآثر ما يجعلها تتباهى به أمـــام رفيقاتها ، ولكنها كانت تضع لنفسها خططاً مستقبلية من أجـــل الظفر بزوج مناسب يحبها وتحبه بعيداً عن قصص المراهقين الفارغة ، بالإضافة إلى فرصة الحصول على وظيفة مرموقة تثبت فيها براعتها ...

أربعة شكلوا حياتها - سنابل الحب - الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن