بين الفقر والثراء

بين ليلة وضحاها

فوت وكومنت مشان أكمل 😊

مر شهران منذ أن دخل باسل الى السجن، وقد
أكمل فترة عقابه وخرج في هذا اليوم بعد أن ودع أصدقاءه...كان حزيناً عليهم لأنهم سيقضون المزيد من الشهور في ذلك السجن البشع...وأخيراً شممت رائحة الحرية ورأيت السماء الواسعة هذا ماقاله باسل عند خروجه.
                              .
                              .

توقف رجل بلحية بيضاء ويرتدي بدلة رسمية أمام الضابط وقد سأله عن سجين أسمه باسل فأجابه الضابط قائلا:لقد أنهى عقوبته وخرج هذا اليوم، غضب ذلك الرجل كثيرا وأتصل على شخص اَخر يخبره بالنبأ السيء...

أغلق الهاتف وتحرك الى الخارج حيث ينتظره مجموعة من الأشخاص يلبسون ملابس سوداء نظر اليهم بغضب ثم قال لهم بنبرة تهديد انظروا الى هذة الصورة جيداً أنا أريدكم أن تحضروا لي هذا الشاب مهما كلف الثمن وإلا ستندمون .
ـــــــــــــ

تحرك باسل في أنحاء المدينة وهو يحمل القليل من المال نظر الى شكله ...لقد صار قبيحاً جداً وقد نمت لحيته كثيراً هو حقا يبدو مثل المجنون بدأ يتحدث مع نفسه قائلا: صارت حياتي أبشع من السابق هل أعود الى ذلك المتجر وأعتذر من ذلك المدير اللعين....لا لن أفعل ذلك كرامتي فوق كل شئ كما أنني لا أريد لتلك الفتاة أن تضحك علي ...

توقف باسل عن المشي عندما سمع عصافير بطنه تزقزق بحث في الطريق حتى رأى متجر صغير يبيع المعجنات فذهب اليه وأشترى قطعة ليأكلها وبينما هو يأكل أنتبه الى رجل كان يراقبه منذ فترة وشعر بأنه يتبعه في كل مكان

لذا وضع المال لصاحب المتجر وبدأ بركض، تفاجأ الرجل من تصرفه وركض خلفه حتى لا يفقده دخل باسل الى احدى الممرات الضيقة التي تعج بالناس وكان يصطدم بالمارة.
وقف الرجل الذي يتبعه لأنه تعب من ملاحقته وقال:ياالهي الى أين ذهب كم هو سريع!!
وفجأة سمع صوت يقول له :هل تبحث عني ...
نظر الى الوراء فوجد باسل أمامه...حاول الهرب منه لكنه أمسكه .

صرخ باسل من أنت وماذا تريد مني؟!
أبتسم ذلك الرجل ثم قال ستعرف كل شئ فيما بعد لكن الأن سأتمنى لك نوما هنيئا ...
شعر باسل بنعاس شديد ولم يستطيع المقاومة وبعد لحظات وقع على الأرض مغشيا عليه.
ــــــــــ

ظهرت صورة طفل صغير في العاشرة من عمره كان يركض في أنحاء المكان بأقصى ما لديه من سرعة وذلك العجوز المسكين يحاول الوصول اليه صاح ذلك الطفل أرجوك أسرع قليلا سيفوتني مشاهدة الألعاب النارية، ضحك العجوز ثم قال: أنا لست قويا مثلك حتى أركض بسرعة تحملني قليلا ...ضحك الطفل ثم أقترب منه وقال: أنا أعدك عندما أكبر وأصبح شابا قويا سوف أحملك على كتفي هذا وأجوب بك العالم أبتسم العجوز ثم قال :أرجو أن أكون على قيد الحياة في ذلك الوقت...وفجأة بدأت صورته تتلاشى من أمامه .

أستيقظ باسل من حلمه ،كان يتصبب عرقا نظر الى المكان من حوله ثم رجع لينام مرة أخرى لكنه فتح عينيه بإتساع شديد فهذا المكان ليس مألوف بالنسبة له ....قال في نفسه هل أنا ميت الأن ...كيف أتيت الى غرفة جميلة كهذة تلمس السرير الذي بدا ناعما كالحرير ...لا هو حرير حقيقي أعتدل في جلسته حتى يتأمل باقي المكان في تلك اللحظة دخلت خادمة ترتدي فستان أبيض ومأزرة سوداء كان شعرها قصير أحنت رأسها عندما رأته مستيقظا كانت تحمل صينية بها طعام وكوب من القهوة قالت له بكل أحترام سيدي إن الإفطار جاهز ولم تترك له الفرصة حتى يتحدث اليها فقد خرجت مسرعة.

قام من مكانه وقد قال في نفسه:لن أتناول شيئا حتى أعرف أين أنا ؟! لكن رائحة الطعام الشهية أنسته كل تسائلته وقضى على الأخضر واليابس،دخلت الخادمة مرة أخرى وكانت تحمل ملابس في يدها وضعتها بالقرب من باسل ثم قالت:يريد منك سيدي أن تستحم وترتدي هذة الملابس حتى تقابله....

صاح باسل بسرعة.. من هو سيدك أريد أن أعرف أين أنا وماذا تريدون مني؟!

قالت الخادمة بهدؤ ستعرف كل شئ عندما تقابل سيدي ،أسرع لو سمحت في تنفيذ الأوامر ثم خرجت.

يتبع....