النهاية

343 29 11
                                    


عاد باسل الى حياته السابقة وبدأ بالعمل في أحدى المطاعم بعد أن حاول أستخراج شهادته ليتوظف في أحدى الشركات لكن المال وقف عائق في طريقه،لم ييأس باسل من الحياة وأبتسم في وجه القدر فهو يدري تماما بأن الحياة لا تعطيه كل شئ فهي مثل الرواية تمر بصفحات حزينة وأخرى سعيدة لكن عليك مواصلة القراءة لتعرف النهاية.

خرج باسل من المطعم ليستنشق بعض الهواء النقي جلس في الفناء ونظر للسماء متأملا
فجأة سمع صوت يقول له: الم تشتاق لمحاضراتي المملة.
نظر اليه فوجده بدر، أبتسم له وقام بإحتضانه وعندما نظر للوراء وجد السيدة سناء تقف قريبة منهما، أبتعد عنه ونظر اليه متعجبآ فقال بدر:
لقد جاءت من أجلك أذهب لها،وقف باسل قريبا منها وحدق فيها للحظات كأنه ينتظر منها حضنها الدافئ الذي تعود عليه.

أمسكت سناء يديه وهي تقول:أنا أسفة جدا ...أعتذر من كل كلمة جارحة قلتها لك فأنت لا تستحق سوى الشكر والتقدير، ضغط باسل يديها وهو يقول:أرجوك لا تقولي ذلك أنا من يجب عليه الأعتذار لقد كنت أنانيا وأوهمت نفسي ب....لكنه لم يكمل حديثه وصمت، نظرت اليه بعطف وأخذته بين أحضانها تتلمس أطراف شعره وتربت علي ظهره بحنان، أغمض باسل عينيه ليستمتع بكل لحظة فهو لن يجد مثل هذا الحب والحنان همس لنفسه قائلا:
اليوم فقط أدركت ما معني أن يكون لك أم ...

قامت سناء بتوديعه وقبل أن يركب بدر في السيارة وضع ورقة في يد باسل ثم همس في أذنه قائلا:هذا رقم الأنسة ايلين أنه تريد التحدث اليك أتسعت عينا باسل ليقول:لكنها مخطو...وقبل أن يكمل حديثه رد بدر:لقد أنتهت العلاقة بينهما ثم ذهب تاركا باسل مذهولا .

ــــــــــــــــ

مضى الوقت سريعا وخرج باسل من المطعم أمسك هاتفه وأتصل عليها ،أنتظر وقت طويلا ليجيب صوت رقيق على الأتصال ،تعرق باسل كثيرا وأمتنعت الكلامات عن الخروج بدأت دقات قلبه تزداد وكأن حفل طبول أقيم بداخله مابالي الأن هل هذا وقت الضعف، قال بصوت متلعثم:أنا...أنا باسل هل...وقبل أن يكمل حديثه صرخت ايلين قائلة:أنت أيها الأحمق المعتوه لماذا ذهبت بدون توديعي أو التحدث الي حتى ...
قال باسل:أسفة سيدتي أظن بأني أتصلت على الشخص الخطأ،صاحت ايلين قائلة:لا تغلق الهاتف أنها أنا ....عليك أن تتحملني أنت من علمتني الوقاحة أم أنك لا تذكر !!!

ضحك باسل من أعماق قلبه ليسمعها تقول: أنا لم أحب مالك يوما بل أحببت ذلك المخادع الذي مثل دوره أحببتك أنت أيها الغبي لذلك لم أستطع أكمال حياتي مع مالك ... صمت باسل ليقول بتلعثم:وأنا أيضا أحبك .

أعلن الأثنان عن مشاعرهما تجاه بعضهما وأستمع كل منهما لدقات قلبه ...

مضى شهران آخران لكن في هذة الفترة تغير باسل كثيرا أستطاع تجميع المال اللازم لأستخراج شهادته وقد قدم لوظيفة في أحدى الشركات التي وافقت عليه فورا فهو متفوق في دراسته...بدأ بالعمل وصار له راتب جيد.

هذا هو أول راتب يقدم له بعد عمله المضني.
أخذ جزء من النقود وأتجه الى منزل أحدهم ....شخص ساعده في وقت حاجته ومد له يد العون ....أنها جوري الفتاة التي دفعت المال لتخرجه من السجن.

وقف أمام منزلها وقبل أن يطرق الباب خرجت في عجلة وأصطدمت به حتى وقعا على الأرض قالت جوري :
أنت أيها الأحمق لما تقف أمام منزلي!!

وقف باسل ليقول:ياالهي مازلت ليئمة وتفتعلين المشاكل مع الأخرين تفاجئت جوري كثيرا عندما رأت باسل وألقت التحية عليه ثم جلسا في حديقة المنزل، خرج أخوها الصغير ليقول:أختي جوري هل ذهبتي لمالك الشقة حتى تطلبي منه المزيد من الوقت فنحن لا نملك حق الايجار،وضعت جوري يدها في فمه وطلبت منه الدخول الى المنزل ثم عادت الي باسل تعتذر منه.

نظر باسل اليها ليقول:لهذا خرجت مسرعة من المنزل...علي كل حال لقد أتيت اليك حتى أرجع لك المال الذي دفعته من أجلي

نظرت جوري اليه بغضب لترد قائلة :أنا لن أخذ منك هذا المال لا تظن بأنني محتاجة لمالك هيا خذه من هنا وأذهب حالا.

وقف باسل واضعا يديه في جيبه ثم قال:علمت بأنك فتاة عنيدة ولن تقبلي المال لذا دفعت لمالك الشقة ما تدينين به، أتسعت عينا جوري وحاولت صفعه لكنه أمسك يدها ثم قال: أنتي فتاة طيبة وتخفين قلبا رحيما داخل هذا القناع المزيف جوري أتمنى لك حياة سعيدة فقد يكون هذا آخر لقاء بيننا ...

هم باسل بذهاب تاركا أيها جالسة على الأرض ممسكة بقلبها وهي تهمس قائلة:باسل أيها الأحمق أنتي لا تدري بأن هذة الفتاة القاسية قد أحبتك منذ أن رأتك أول مرة ولكن يبدو بأن القدر يصر على تفريقنا.

ــــــــــــــــ

عاد باسل الي حياته ويبدو بأن القدر قد أبتسم له هذة المرة فقد تحسنت أوضاعه وأستطاع شراء منزل صغير له يبني فيه أحلامه التي تغيرت جميعها...لم يعد يحلم بثروة أو جمع المال،هو الأن شخص آخر يطمح لأسعاد غيره يريد أن يعلم الجميع بأن السعادة لا تأتي مع المال الشخص السعيد يفرح لأبسط الأشياء وأسعد الناس من وجد أناس يحبونه ويهتمون لأمره ويقفون معه وقت الحاجة ....الفقر ليس عيبا أو مصيبة هو أمتحان لك لمعرفة مدى صبرك وتحملك لواقع الحياة ومن وجد السعادة وسط فقره فقد أمتلك ثروة لا يملكها أي غني.

تمت بحمد الله

بين الفقر والثراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن