مريض

259 24 2
                                    


أستيقظ باسل في الصباح الباكر وقام بتجهيز نفسه أرتدى بدلة سوداء بقميص أزرق وأرجع شعره للوراء دخل بدر اليه وتعجب من مظهره الجديد أبتسم له باسل قائلا:تبدو وسيم جدا في هذة البدلة الرمادية، لكن بدر ظل متجهم الوجه وهو يقول:ليس الوقت المناسب للمجاملات اليوم لديك موعد مهم مع السيد "عادل" سوف تتناقشان في صفقة مهمة خلال الحفل الذي سيقيمه في منزله.

مط باسل شفتيه وقال بملل:متى هو موعد الحفل ...ثم أكمل أنا حقا أكره حفلات الأغنياء في تلك اللحظة تذكر تلك الفتاة التي رأها في الحفل وتحدث معها لفترة قصيرة وتذكر أيامه مع عصابة يزن.

أيقظه بدر من ذكرياته وهو يذكره بحسن التعامل مع الجميع حتى لا يكشف أمره.

التفت باسل الى بدر فوجده يسعل ووجه شاحب جدا،أقترب منه ووضع يده في جبينه قائلا:أنت مريض جدا يجب أن ترتاح قليلا!!

شعر بدر بقشعريرة تسري في جسده فهو لم يعتاد على مثل هذا الأهتمام، أبعد يد باسل وقال بوهن:هذا أمر لا يخصك أنا بخير ويجب علي مرافقتك في كل مكان حتى لا يكشف أمرك،تغيرت ملامح باسل فقد كان قلق جدا وهو يقول:أسمع نصيحتي وأعطي نفسك أجازة صغيرة حتى تعود صحتك اليك،ولا تقلق من جهتي أنا سأحرص كل الحرص على أتمام المهام الموكلة الي ولن أرتكب اي خطأ ثق بي هذة المرة ..

صمت بدر لبرهة ثم قال وهو يصنع وجه جاد:هذة المرة فقط سأثق بك ولكن أن أرتكبت أي أخطاء سوف .... وقبل أن يكمل حديثه أمسكه باسل وهو يقول: لن يحدث اي شئ عليك الأهتمام بصحتك هيا أذهب.
ــــــــــــــــــ

دخل باسل الى الحفل بعد أن جمع المعلومات عن السيد عادل أخذ ينظر الى الحضور باحثا عنه وبعد لحظات وجده يتحدث مع زوجته ذهب اليه والقى التحية عليه كان باسل لبق في الكلام ويعرف كيف يقنع الجميع بحديثه، وهذا ما دفع عادل ليعرفه على باقي أسرته.

حضرت فتاة في العشرين من عمرها وسلمت على باسل كانت جميلة جدا لكن بدا عليها المكر قال عادل:أعرفك سيد مالك هذة أبنتي أسمها " سلمى " أبتسم لها بمجاملة فهو لا يحبذ هذا النوع من الفتيات .

تحدث باسل كثيرا مع عادل في موضوع الصفقة حتى أستسلم لشروطه ووافق عليها.

حل المساء ورجع باسل الى القصر وقد أنهكه التعب وجد السيد سناء في الممر تتحدث الى أحدى الخادمات فسلم عليها وكالعادة دفنته في حضن طويل أعتاد عليه أبتسم لها وهو يقول: من الرائع رؤيتك بعد يوم طويل فحضنك هذا ينسيني كل التعب والأرهاق.

بعثرت شعره مداعبة وهي تقول: لقد تركت بدر في المنزل وذهبت وحدك الى ذلك الحفل

تذكر باسل مرض بدر فقال لها:كيف حاله الأن هل تحسنت صحته؟!

أجابت والدته بقلق:
لقد ظل حبيس غرفته طول النهار ،فقرر باسل الذهاب اليه فورا.
وهناك طرق الباب عدة طرقات ثم دخل بعد السماح له،وجده مستلقي في السرير وكمية من الأدوية بجانبه وضع باسل يده في جبينه ثم قال:أنخفضت حرارتك قليلا هل تناولت الدواء؟!

رد بدر:
نعم....شكرا لأهتمامك صمت قليلا ليقول
لماذا تعاملني بإهتمام أنت لا تعرف عني شيئا

ـ لأنك مريض وتحتاج للعناية ...

ـ لا تتهرب من سؤالي

ـ أنا حقا لا أعلم السبب....أنت تذكرني بعجوز مزعج كنت أعرفه في الماضي كان يوبخني طول الوقت لكنه أكثر شخص أهتم بي ومنحني الحب والرعاية ....صمت قليلا ليكمل:لكنه تركني في بداية الطريق ومات متأثر بمرضه .

قال بدر مداعبا
هل أبدو لك كعجوز حتى أموت بمجرد حمى ...

ضحك باسل ثم قال:عليك الأعتراف بالأمر أنت أصبحت عجوزاً الأن ....

نظر اليه فوجده يضحك، كانت تلك أول مرة يرى فيها باسل أبتسامة بدر منذ قدومه الى القصر وشعر بسعادة كبيرة لأنه رأى جانبا آخر من شخصيته.
أستئذن باسل منه وهم بالذهاب وقبل أن يغادر سمع بدر يقول له:أنت شخص طيب لقد بدأت أثق بك .

يتبع....

بين الفقر والثراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن