الفصل الثالث عشـــر :
هبت نسمة صيف هادئة لتلفح وجنتي رانيا التي سريعاً ما إلتهبتا لتحمسها لرؤية آيــــاز .. وتبدلت ملامح وجهها للإشــراق والتفاؤل ، وبدأت خيالات وردية تراودها عن حفل خطبة قريب ، وإرتداء خاتم مميز في إصبع يدها الأيمن ، فأطلقت تنهيدات حارة و خافتة ...
في حين نظرت نشـــوى إليها بإستغراب شديد ، ورفعت حاجبيها للأعلى ، واستمرت في رمقها بتلك النظرات المطولة والمتعجبة ، ثم زمت شفتيها للأمـــام وهتفت بجدية بـ :
-طب يالا بينا لأحسن الوقت إتأخر
نظرت رانيا إليها خافضة بصرها قليلاً ، ثم إرتسم على وجهها تعابير مغترة وواثقة قبل أن تجيبها ببرود مصطنع بـ :
-مش قبل ما أسلم عليه واعرفه إن أنا شوفته
هزت نشوى رأسها رافضة ما قالته رفيقتها ، ثم إندفعت قائلة بتخوف :
-يا بنتي إنتي مش ناوية تجيبيها لبر
لـــوت شفتيها في كبرياء ، وأردفت بجموح :
-لأ يا نوشا ... مع المز ده لأ طبعاً
ثم تحركت بكل ثقة في اتجـــاه البنك القابع على الطريق المقابل ، وحاولت نشوى أن تلحق بها وهي تهتف عالياً بـ :
-يا مجنونة استني ، يالهوي عليكي ، هتودينا في داهية
لم تهتم رانيا بهاتفات نشوى لها ، فعقلها قد أملى عليها ما ستفعله ، وبالفعل أخـــذت نفساً طويلاً ، وزفرته في غرور زائد ، ثم حدثت نفسها بنبرة واثقة للغاية بـ :
-ولو حتى مليون داهية ، مش هاسيبه يفلت من إيدي ، ده لقطة
نظرت إلى جانبي الطريق وهي تعبره بخطواتها الراكضة ، ولم تعبأ بأبواق السيارات ولا بصيحات قائديها المتذمرين ، ولا حتى بنعتها بالغباء والحمق .. بل إستمرت في إختراق الشـــارع بإصرار .. ثم توقفت لتلتقط أنفاسها على مقربة من بوابة البنك ..
لحقت بها نشوى التي بدت علامات الذعـــر جلية على وجهها ، ثم توقفت هي الأخرى إلى جوارها ، وأسندت كف يدها على ظهرها ، وقالت بصوت متقطع :
-منك لله يا شيخة ، قطعتي نفسي ، وخليتنا ملطشة لكل السواقين
اعتدلت رانيا في وقفتها بعد أن كانت منحنية للأمـــام ، ثم أردفت بعزم واضح بـ :
-أوووف .. مش مهم !
راقبت هي إيماءاتها ، وحاولت أن تستشف ما الذي تريد فعله ، ولكن لم يزدْ هذا إلا من حيرتها ، فقد كانت نظرات رانيا تشير إلى عقدها النية على فعل أمر ما ، فابتلعت نشوى ريقها في توتر ، وتسائلت بتوجس بـ :
![](https://img.wattpad.com/cover/108442310-288-k78112.jpg)
أنت تقرأ
راسين في الحلال ©️ كاملة ✅
Romanceقيل في التراث الشعبي ( يا بخت من وفق راسين في الحلال ) ، وقيل أيضاً ( امشي في جنازة ، وماتمشيش في جوازة ) .. وهنا مربط الفرس .. فهناك من هو داعم للزيجات ، ومن يفر منها كفرار الطريدة من صائدها ... ( راسين في الحلال ) هي كوميديا رومانسية مستوحاة م...