"~ الفصل الثالث~"
لم تكن برونوين تنظر إلى سلايد، بل كانت تحدق بطبقها الفارغ وهي تستعيد في ذاكرتها كيف انتشرت الأخبار في القرية وكيف فر سلايد الفاتن من غضب برايس باركر.
وكانت المكالمة الهاتفية قد أتت في وقت لاحق من مايكل.
كان الشابان في ذلك الوقت في لندن. وكان شقيقها قد أعلن بعنفوان الشباب المتهور أنهما لن يعودا إلى بونتغلاس.
وانتحب صوت والدتها الرقيق: "ولكن، أين ستعيشان؟" ومازالت برونوين تذكر كيف بدا وجه تلك المرأة اللطيفة عندما أجاب مايكل: "كندا." وتذكرت وجه جيني أيضاً كما بدا بعد شهور عدة. . حزينة ومرتاعة، علاوة على كون الأسى في عينيها.
وعاد عقل برونوين تدريجياً إلى الحاضر بعد أن أدركت أن سلايد كان يتكلم وأن الحدة في صوته كانت قاطعة كالسكين عبر ذكرياتها.
سألها ببرود: "أين سمعت تلك القصة الصغيرة الساحرة؟" ما الذي يجعلك تعتقدين أنك في خطر من أن تصبحي مثل جيني؟
رفعت بصرها عندئذ. وكان وجهه صفيقاً وبارداً كقناع الموت، ما عدا جلده. كان شاحباً، على كل حال. . . كان شحوب الغضب الذي لم يستطع كبته.
"إنني. . . إنني سمعتها من. . . لست أدري ممن سمعتها." أقرت، وهي تطوي طرف فوطتها تحت الطاولة. "كانت حديث القرية بأسرها بعد رحيلك. لم يقل برايس كلمة لمخلوق، وإذا سأله أية كان فإنه كان يهم بلطمه على أسنانه. لقد انتشر الكلام على أية حال. وأعتقد أن شخصاً ما يجب أن يكون قد سمع بجزء من حديث خاص، غير أن برايس لم ينقض الرواية، كما أن جيني لم تفعل ذلك أيضاً. وقد تزوجها في النهاية، ومنح اسمه للطفل." رتبت الفوطة فوق ركبتيها وقالت: "أعتقد أنهما كانا سعيدين. . . إلى أن قتل برايس في حادث منجم بعد سنتين."
"فهمت." قال سلايد، دون أن يطرأ أي تغيير على وجهه.
"الطفل. . . طفلي." أضاف بكآبة. "ماذا كان، ذكراً أم أنثى؟"
أصبحت عينا برونوين واسعتين جداً، ولم تجرب أن تخفي إشمئزازها. فسألته: "ألم تكترث بما فيه الكفاية لتكتشف أن بوبي لم يعد طفلاً؛ يا سلايد. إنه الآن صبي صغير، وسيصبح عمره بعد شهور قليلة ثماني سنوات."
فهمت." قال سلايد مرة أخرى. ودفع نفسه إلى الوراء بعيداً عن الطاولة ونهض وسار نحو النافذة. وعندما أدار ظهره إليها. قال: "لذلك. . ." وتوقف لبرهة، ثم بدأ مرة ثانية قائلاً: "حسن جداً، إذن أعرف الآن كيف سمعتِ عن. . . هل نقول حماقتي؟ غير أنك لم تجيبي على سؤالي الآخر، لماذا تعتقدين أنك في خطر من أن تصبحي مثل جيني؟"
"أنا. . . أنا لم أعنِ ذلك." اختلست برونين نظرة إلى وجهه الجانبي، لم يعجبها ما رأت فيه، وشغلت نفسها بقطعة خبز متبقية في طبقها.

أنت تقرأ
رجـــــل صعــــــــب
Humorالعنوان الأصلي لهذه الرواية بالانكليزية: An impossible kind of man كاي غريغوري . من المحتمل ، أن سلايد ما يزال يعتبرها شقيقة صديقه الصغيرة ، التي تحتاج للحماية ... ولكن أدركت برونوين خلاف ذلك . هالها منذ ثماني سنوات ماكانت عليه تصرفاته الفظ...