"~الفصل الرابع~"
انحنى سلايد فوق برونوين وقدماه ما زالتا مثبتتين على الأرض بأمان، إنما نقل قبضته.
وسألها: "أما زلت فأراً؟"
فلم تصدق أنه كان يبتسم. وكانت ابتسامة خبيثة خالية من الحياء لم تذكرها البتة بأي فأر.
تراخى جسدها بارتياح. وكبتت شيئاً آخر بلا رحمة.
تنهدت تسأله: "هل تمزح معي فقط؟" وكان قلبها مازال ينبض بقوة.
"كلا مطلقاً. إنني أقتص منك لانتهاك اتفاقنا واطلاق نعوت علي. . . بعد أن وعدتني تحديداً أن تسلكي سلوكاً مهذباً ومحتشماً."
وأطلق معصميها، وجلس إلى جانبها على السرير.
ثمة قصاص، فكرت برونوين، وهي تسرح نظرها على صدره العاري تلحظ تمدد القماش الضيق على ساقيه. وإذا استمر في الجلوس هناك على هذا الشكل المثير ساخراًَ منها، فلن يستغرق الأمر كثيراً لتحويل قصاصه إلى مكافأة، مما سيكبدها في مابعد شعوراً بالندم بلا شك.
"سألتك ان كنت مازلت فأراً." قال وهو يضع يده فوق جنبها.
حدقت في عينيه الزرقاوين العميقتين، وفكرت بعجب ما سيحدث إذا أجابت إيجاباً.
قالت بعد برهه:" كلا . ولكنك انتهكت اتفاقك أنت أيضاً, واكثر ماتذكرني في هذه اللحظة بذئب."
"ذلك أفضل, ولكنه ليس مديحاً. وحاولي مرة ثانية,"
فأجابت:" كلا بكل تأكيد.إن نفسك مليئة بالغرور بمافيه الكفاية."
هز رأسه وتمتم , محاولاً الوصول إلى معصميها:" ألا تأخذين عبرة؟"
تخوفت برونوين فجأة ليس منه, بل من نفسها. كان قريباً جداً منها, عيناه الزرقاوان آسرتان متطلبتان... أصابعه تضغط على ذراعيها. وكانت قد قرأت عن لمسات حارقة, وفكرت بعبارة درامية لامعنى لها. لكنها شعرت بحرارة لمساته, ولم تقوَ على ضبط قوة تجاوبها.وكان سلايد يمسك بها بخفة, إلا أن التعبير الذي حمله وجهه الجميل أزعجها .إذ كان جذاباً, بلاشك , غير أنه كان في الوقت نفسه قاسياً وخالياً من الرحمة قليلاً.لن يؤذيها, عرفت ذلك في قرارة نفسها, ولكن إن هي مدت يدها فقط ولمست شعره الذهبي الوضاء....
وفي النهاية لم يكن الشعر الذي لمسته على جبهته , إنما كانت النعومة الفائقة على صدره.
وضاقت عيناه حالاً, وسمعته يتنفس بشده قبل أن يزيح يدها ويدفعها إلى جانبها.
"إنني ... ماذا دهاك؟" سألته برونوين متعلثمة ومرتبكة من دون أن تكون واثقة مما حدث.
نهض سلايد فجأة على قدميه وسألها:" أما زلت تلك الصغيرة البريئة؟" وراح يحدق بها بمزيج من الانزعاج وعدم التصديق.
أنت تقرأ
رجـــــل صعــــــــب
Humorالعنوان الأصلي لهذه الرواية بالانكليزية: An impossible kind of man كاي غريغوري . من المحتمل ، أن سلايد ما يزال يعتبرها شقيقة صديقه الصغيرة ، التي تحتاج للحماية ... ولكن أدركت برونوين خلاف ذلك . هالها منذ ثماني سنوات ماكانت عليه تصرفاته الفظ...