الفصل السابع عشر

2.4K 166 11
                                    

جلس إيريك على طاولة الشرف في قاعة المأدبة الكبيرة, المليئة بمئات من ضيوف الدوق. لم يكن يتوقع أن وصوله إلى هنا سيتسبب بكل هذه الضجة, وكان مربكاً بكل هذا الاهتمام. كان يعرف أنه شخص مهم في المملكة, خصوصاً بسبب علاقته مع الملك, ولكنه لم يكن يتوقع أن تمد السجادة الحمراء من أجله فقط. كان يومهم الثاني من الولائم احتفالاً بقدوم إيريك واستعداداً للبطولة القادمة. كان إيريك متخماً بالطعام الجيد والنبيذ. إذا لم يبدأ في المبارزة قريباً, فربما لن تكون مهاراته كالسابق.

بينما اتكأ إيريك مرة أخرى على الوسائد و نظر حوله, لاحظ وجود فرسان من جميع أنحاء الطوق, وقد ارتدى جميعهم ملابس مختلفة الألوان, يتحدثون لهجات مختلفة, وسلوكياتهم مختلفة أيضاً. كان جميعهم يشبه المحاربين الأقوياء, وفي حين كان الدوق واثقاُ من فوز إيريك على كل منهم, لم يأخذ إيريك هذا بأنه أمر مفروغ منه. كان ذلك جزءاً من تدريبه. بينما كان الخدم يعيد تعبئة كأسه بالنبيذ, ارتشف منها رشفة فقط. لقد كانت البطولة غداّ وأراد أن يظهر بشكل جيد. في النهاية إنه يؤمن أن تصرفاته وأداءه تنعكس على صورة الملك. وقد كان هذا أمر يأخذه على محمل الجد.

أما عثوره على عروسه فقد كان مسألة مختلفة تماماً, ابتسم مع نفسه حين فكر بذلك. على مدى اليومين الماضيين, شعر بأنه لم يبقى هناك من امرأة رائعة في هذا المملكة لم تحاول التعرف عليه. في الواقع, بينما كان ينظر حوله رأى العشرات من النساء الجميلات يجلسن في جميع الأنحاء, لم يكن متأكداً ولكنه لاحظ أن معظمهن يرقن له ويرمقنه بنظراتهن. بدا أيضاً أنه محط غيرة الرجال الآخرين في الغرفة, والذين تنافسوا على اهتمام الفتيات. لكن إيريك لم يشعر بالغيرة أو المنافسة. كان قد التقى بكل هؤلاء الفتيات وقد أعجب بكل منهن, كل منهن كانت أجمل وأحسن خلقاً من الأخرى. إنه له الشرف بأنه التقى كل منهن, ولكنه كان قد أخذ قراراً منذ زمن بأنه سيختار عروسه بناء على فطرة قلبه. ولسبب يجهله, لم يشعر هذا الشعور لدى لقاءه بأيّ منهن. لم يقصد بأن يكون من الصعب إرضاءه. كان متأكداً أن بعض هؤلاء النساء ستكون رائعة لشخص ما. لكنه شعر فقط بأن إحداهن لم تكن له.

"إيريك من مقاطعة الجزيرة الجنوبية من الطوق, اسمح لي أن أقدم لك ديسبار, من المقاطعة الثانية من الأراضي المنخفضة, قال الدوق لإيريك, بينما كان يلتفت للقاء عذراء أخرى. كان موكب فتيات يبدو أنه لن ينتهي أبداً. هذه الفتاة كانت جميلة أيضاً, ترتدي الحرير الأبيض من الرأس إلى أخمص القدمين. انحنت قليلاً لتحيته, ثمّ مدت يدها مع ابتسامة لطيفة.

"إنه لمن دواعي سروري يا سيدي."

"الشرف لي يا سيدتي" قال إيريك, بعيداً عن المجاملة ومقبلاً يدها.

"ديسبار من السهول الزمردية, من عائلة نبيلة من الشرق. والدتها هي ابنة عم الملكة الثالثة. إنها من دم نبيل, ستشكلان ثنائياً رائعا," قال الدوق.

مسيرة الملوك ( الكتاب الثاني من سلسلة طوق الساحر ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن