الفصل الخامس عشر

2.7K 157 14
                                    

جلس غاريث على عرش والده في قاعة المجلس الواسعة, في خضم اجتماع المجلس الأول له, ارتعد غاريث من الداخل. أمامه, مشهد القاعة المهيبة, حيث يجلس حول الطاولة النصف دائرية اثنا عشر مستشاراً من مستشاري والده. كلهم محاربين قدامى مخضرمين, يحدقون فيه بوقار و شك. كان غاريث مرتبكاً وخائفا, لقد بدأ الواقع أمامه ينكشف. هذا كان عرش والده, غرفة والده, شؤون والده, وفوق كل هذا, رجال والده. وكل واحد منهم كان موال لوالده. تساءل غاريث سراً إذا كان جميعهم يشتبه به في قتل والده. وقال لنفسه أنه يشعر بالذعر فقط, لكنه شعر بعدم الارتياح أكثر فأكثر وهو يحدق بهم.

شعر غاريث أيضاً للمرة الأولى, بما كان عليه ثقل الحكم الحقيقي. كل هذه الأعباء, كل القرارات, كل المسؤوليات على رأسه. كان يشعر بأنه غير مستعد أبداً لذلك. كان يحلم بأن يصبح ملكاً طوال حياته. لكن حكم المملكة يومياً, كان شيئا لم يتدرب عليه من قبل.

كان المجلس يناقش معه المسائل لساعات, ولكن لم تكن لديه فكرة عن كيفية اتخاذ قرار بكل منها. لم يكن متأكداً ولكنه شعر بأن كل مسألة جديدة يناقشونها كأنها كانت سراً تأنيباً له, وسيلة لإحباطه, لتسليط الضوء على افتقاره للمعرفة. لقد أدرك بسرعة أنه لم يكن يملك فطنة أو حكمة والده, أو حتى تجربةً صغيرة لحكم هذه المملكة. كان غير مؤهل لاتخاذ هذه القرارات, كان يعرف أنه حتى لو تجرأ على اتخاذ تلك القرارات فستكون جميعها قراراتٍ سيئة. فرغم كل شيء, كان يجد صعوبة في التركيز, وهو يعلم أن التحقيقات في مقتل والده ماتزال جارية. لقد تساءل عما إذا كانوا سيصلون إليه ومتى سيكون ذلك, أو إذا كانوا سيصلون إلى فيرث وهو ما سيؤدي إليه أيضاً. إنه لن يستطيع أن يستريح على العرش حتى يعلم أنه في أمان. كان يحضر لوضع خطة للإحاطة بشخص آخر. كانت تلك مخاطرة. ولكن بعد كل ذلك, هو الذي قتل والده.

"مولاي الملك," قال عضو مجلس آخر, كل واحد منهم كان يبدو رزيناً أكثر من الآخر. كان هذا أوين, أمين صندوق والده, نظر إلى أسفل الطاولة وهو يتحدث, يحدق بلفافة طويلة. كلما قام ببسطها كلما كانت تبدو أطول. "أخشى أن الخزنة لدينا على وشك الإفلاس, الوضع خطير. حذرت والدك من هذا, لكنه لم يتخذ أيّ إجراء. إنه لا يريد رفع ضريبة جديدة على الشعب أو على اللوردات. بصراحة, لم يكن لديه خطة. أفترض أنه كان يعتقد أنه بطريقة ما ستحل الأمور لوحدها, ولكن لم يحصل ذلك. الجيش يحتاج إلى إطعامه. يحتاج إلى إصلاح الأسلحة. يجب أن يدفع للحدادين. الخيول تحتاج إلى المرعى والتغذية, وخزينتنا فارغة تقريباً. ماذا تقترح أن نفعل يا سيدي؟"

جلس غاريث هناك, عقله يسبح بهذه الأفكار, متسائلاً عن ما يجب فعله. لم تكن لديه أدنى فكرة.

"ماذا تقترحون؟" سأل غاريث.

مسح أوين على رقبته, ينظر باتجاهه بارتباك, بدا الأمر كما لو كانت هذه المرة الأولى التي يطلب فيها ملك رأيه.

مسيرة الملوك ( الكتاب الثاني من سلسلة طوق الساحر ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن