الفصل التاسع عشر

2.3K 108 3
                                    

جلس الملك ماكلاود على حصانه على قمة المرتفعات, يحيط به ولده وكبار الجنرالات ومئات من رجاله, ينظر بجشع إلى جانب الماكجيل من الطوق. في هذا اليوم الصيفي داعب النسيم الدافئ شعره الطويل بينما كان يطل بنظرة حسد على الأراضي الخصبة. كانت هذه الأرض التي تمناها طوال حياته, كما كان يتمناها والده ووالد والده من قبله, الجانب الأكثر حظاً من الطوق, مع عدد أكبر من الأراضي الخصبة والأنهار العميقة والتربة الغنية, والماء الأنقى. كان جانبه من المرتفعات, جانب الماكلاود من الطوق, كافياً, ربما حتى جيداً. لكنه لم يكن الأفضل. لم يكن جانب ماكجيل. لم يكن لديه الكروم الأفضل, والحليب الغني, وأشعة الشمس المشرقة. و كان ماكلاود, كما كان والده من قبله, عازماً على تغيير ذلك. لقد تمتع شعب ماكجيل بالنصف الأفضل من الطوق لفترة طويلة بما فيه الكفاية. الآن حان الوقت لشعب ماكلاود في الحصول عليها.

بينما جلس ماكلاود في أعالي المرتفعات, ينظر إلى جانب ماكجيل للمرة الأولى منذ كان صبياً, كان يشعر بالتفاؤل. حقيقة أنه كان قادرٌ للوصول إلى هذا العلو أخبرته بكل ما كان بحاجة لمعرفته. في الماضي, كان ماكجيل يحرس المرتفعات بحرص على ألّا يستطيع الماكلاود يجاد وسيلة واحدة حتى ليمر من خلالها, وبالتأكيد ألّا يجلس على الأرض المرتفعة. الآن استطاع رجاله ذلك بمناوشة بسيطة. كان شعب ماكجيل بالفعل لا يتوقعون هجمة من خصومهم القدماء. إما كان ذلك أو أن افتراض ماكلاود بأن الملك الجديد ضعيف وغير مهيأ كان صحيحاً. كان قد التقى غاريث في عدة مناسبات, لم يكن يشبه أباه أبداً. والتفكير بأن المملكة الآن بين يديه كان أمراً مثيراً للسخرية.

عرف ماكلاود أنها الفرصة المناسبة حين رآها, لقد كانت الفرصة التي تأتي مرة واحدة في العمر, بحيث لا يمكن تفويتها. كانت فرصة لضرب مملكة ماكجيل بقوة, مرة و إلى الأبد, في عمق أراضيها, قبل أن تتاح لهم الفرصة للتعافي من وفاة ملكها. كان ماكلاود يراهن أنهم لا يزالون يعانون, ولا يزالون غير متأكدين كيف يتصرفون تحت حكم هذا الملك المبتدئ. حتى الآن, كان على صواب.

لكن ماكلاود تكهن أبعد من ذلك, وذلك لأن اغتيال الملك أشار إلى وجود انقسام داخل أسرة ماكجيل. شخص ما قد قتله, وقد فعل ذلك بشكل جيد جداً. كانت هناك ثغرات في الجيش, وهذا يعني الضعف, الانقسام. جميع الإشارات الممتازة التي تشير إلى ضعف أي مملكة. جميعها تشير إلى أن الماكلاود وبعد قرون أخيراً وجدوا فرصة لسحقهم مرة واحدة وللأبد, للسيطرة على الطوق بأكمله.

ابتسم ماكلاود بينما كان يفكر, ابتسامة ارتسمت بشكل طفيف عند زاوية فمه, بالكاد حركت لحيته السميكة. كان يشعر بكل من حوله, برجاله يراقبوه, عندما كان ينظر في الأفق, ويترقبون منه أول إشارة ليعرفوا ما الذي سيقوم به, وكيف سيتصرف. ما رآه في الأسفل سره كثيراً. كانت هناك القرى الصغيرة, تنتشر في التلال الريفية, والدخان يتصاعد من المداخن, والنساء قد علقت الملابس لتجف, والأطفال يلعبون. كانت هناك حقول كاملة من الأغنام, المزارعون يحصدون الثمار والأهم من ذلك, لا يوجد دوريات في الأفق. لقد أصبحت أرض ماكجيل موحلة.

اتسعت ابتسامته. قريباً, ستكون تلك نساءه. قريباً, ستكون هذه أغنامه.

"هجوم!" صرخ ماكلاود.

هتف رجاله, صرخة معركة, كل منهم على ظهور خيولهم, يرفعون سيوفهم عالياً.

كرجل واحد, اندفعوا جميعهم, المئات منهم, أسفل الجبل. ذهب ماكلاود أولاً, كما يفعل دائماً, والرياح في شعره, وبطنه تنخفض حين يعبر المنحدرات الشديدة. كان يركل حصانه بلا رحمة ويركض أسرع وأسرع, لم يشعر قط بأنه على قيد الحياة مثل الآن.

مسيرة الملوك ( الكتاب الثاني من سلسلة طوق الساحر ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن