ركب إيريك من بدء طلوع الشمس حتى بدئها بالارتفاع في السماء, حينها اتسع طريق البلاد وأصبح تدريجياً أكثر دقة وسلاسة. واستبدلت الصخور الخشنة بحصى صغيرة, ثم حلت محلها أصداف بيضاء ملساء, عرف إيريك حينها أنه اقترب من المدينة. بدأ يرى أناساً يسيرون على الأقدام, يحملون بضائع وسلع, يحتمون من حرارة الصيف بقبعات يضعونها على رؤوسهم. كان الطريق يصبح مأهولاً أكثر وأكثر كلما اقترب, والناس تتحرك في كل الاتجاهات في هذا اليوم الصيفي المجيد, بعضهم يقود ثيراناً أو يركب على عربات. بحسب الأيام التي قضاها على الطريق, يفترض أن إيريك كان على وشك أن يصل إلى سافاريا, معقل الجنوب. كانت هذه المدينة تشتهر بنسائها الرائعات والنبيذ القوي والخيول الخلابة, كانت مدينة سمع عنها إيريك الكثير ولكن لم يسبق له زيارتها. اشتهرت المدينة أيضاً بمنافسات تبارز سنوية, وجائزة الفائز تكون عروساً من اختياره. تجمعت النساء من جميع أنحاء الطوق علّها تكون الفتاة المختارة, وقدم فرسانٌ مشهورون من جميع المدن, على أمل الفوز.
اعتقد إيريك أنه سيكون مكاناً جيداً للبدء باختياره. لم يكن يتوقع أن يجد عروسه هنا, بهذه السرعة, ولكنه كان يعتقد بأن هذه التجربة ستبقي مهارات المبارزة لديه نشيطة على الأقل. كونه فارس الملك وخيرة الفرسان في المملكة جعل إيريك يتوقع فوزه على أي عدو بشكل أكيد. لم تكن هذه غطرسة ولكنها إيمان فقط بمهاراته الخاصة بالمقارنة مع الآخرين. لقد مضت سنوات عديدة منذ هزمه أحدهم. أما أنه سيتمكن من إيجاد عروسه كان تلك قصة مختلفة.
صعد إيريك تلة وحين وصل أعلاها رأى المدينة الكبيرة منتشرة أمام ناظريه, مع القلاع وشرفات القلعة والأبراج, وجدول صغير يمتد قبلهم. كان يحيط بها جدار قديم, بسماكة رجلين. كانت سافاريا مدينة جميلة غريبة, ليست بحجم البلاط الملكي, ولطن مع ذلك فقد كانت كبيرة. لقد بنيت منخفضة على الأرض, لقد كانت مبانيها من الحجر بأسطح مسطحة ودخان يتصاعد من المداخن. أوقف إيريك حصانه و نظر حوله, رصد شيئا في أعلى أحد الأبراج, صبي يرتدي ثياباً بألوان الجنوب الحمراء والخضراء. قفز الصبي على قدميه ولوح باهتياج نحو إيريك, ونفخ في بوق طويل. كانت هذه التحية الرسمية لحرس الملك, وحين شوهد إيريك, رفع المشبك الحديدي وراء الجسر المتحرك. كان هناك صيحة حماس وخرجت اثنين من الخيول تعدو تجاهه.
تقدم الجنود للوقوف أمامه, وخيولهم تتنفس بصعوبة, قاموا بتحيته مع ابتسامات من خلف لحى السافاريين الحمراء اللطيفة.
"مولاي," نادى أحدهم. "إنه لشرف عظيم لنا وجودك هنا! لم يشرفنا أي زائر من البلاط المكي منذ سنوات."
"ما الذي أتى بك إلينا؟ سأل الآخر. "هل هو المهرجان؟"
"إنه كذلك," رد إيريك. "إنها سنة اختيار عروسي, وأخشى أنني شخص يصعب إرضاءه جداً."
![](https://img.wattpad.com/cover/109982325-288-k335572.jpg)
أنت تقرأ
مسيرة الملوك ( الكتاب الثاني من سلسلة طوق الساحر )
Fantasíaمسيرة الملوك للمؤلف مورغان رايس رواية مترجمة