مشى تور على الطريق منكسر الخاطر وهو يركل الحصى بقدمه, مشى كروهن بجانبه وكان إيستوفيليس يحلق عالياً في السماء. اتجه تور وهو يسير ببطءٍ نحو ثكنة الفيلق. منذ تلك الجنازة ومنذ لقاءه بجوين شعر بأنه أصبح فارغاً, لا يملك أية مشاعر. مشاهدة الملك ماكجيل وهو يُنزل إلى تحت التراب أخذت منه شيئاً كبيراً, كما لو أن قسماً منه قد دُفن مع النعش داخل الأرض. كان الملك قد اعتبره واحداً من أبناءه وأظهر له عطفاً كبيراً بالإضافة إلى إعطاءه إيستوفيليس كهدية, لقد كان بمثابة الأب بالنسبة له. شعر تور كما لو أنه كان يدين له بشيءٍ ما, وأن مسؤوليته كانت إنقاذه, ولكنه فشل في ذلك. بينما كانت تقرع الأجراس, شعر بأنها كانت تُقرع معلنةً فشله.
ثمّ كان لقائه مع جوين, من الواضح أنه تكرهه الآن كثيراً. لا شيءٍ يمكنه قوله من الممكن أن يغير رأيها. والأسوأ من ذلك أن مشاعرها الحقيقية اتجاهه ظهرت اليوم: لقد أشعرته بأنه أدنى مستوىً منها, بأنه من عامة الشعب. على ما يبدو أن ألتون كان على حقٍّ دائماً. لقد كان التفكير بذلك يحطمه كليّاً, في البداية خسر الملك, ثمّ خسر الفتاة التي نما حبها في قلبه.
بينما كان يسير تور باتجاه الفيلق, أدرك أن هذا الفيلق هو الشيء الوحيد المتبقي له, والذي من الممكن أن يبقيه هنا. لم يكن يهتم لقريته أو لوالده أو لإخوته, من دون الفيلق وريس, وكروهن, لم يكن يعرف من الذي قد بقي له الآن.
كان كروهن يهرول بجانبه عندما اقترب تور من الثكنة ورآها أمامه. رأى راية الملك منكسة, والعشرات من الفتيان العابسين التعيسين, كان مظهرهم يوحي بأنهم كئيبون جداً. لقد كان يوم الحداد هنا. لقد تمّ اغتيال الملك, قائدهم, والأسوأ من ذلك أنه لا يعرف أحدٌ من قام بذلك, أو لماذا فعل ذلك. وكان هناك بعض الأسئلة السيئة التي تحوم في الأجواء: هل سيتم حلّ الجيش؟ وحلّ الفيلق معه؟
استطاع تور أن يرى نظرات الفتيان القلقة وهو يسير عبر البوابة الحجرية المقوسة الكبيرة. كانوا يقفون جميعاً ويحدقون بوجهه. تساءل عمّا كان يجول في خاطرهم اتجاهه, كانت متأكداً من انتشار شائعةٍ ما حول أنه كان يحاول تسميم الملك في الليلة التي أخذوه فيها إلى الزنزانة. هل علم هؤلاء الفتية بأنه تمّت تبرئته من ذلك كله؟ أم لا يزالون يشكون فيه؟ أم هل يعتقدون بأنه أصبح بطلاً لمحاولته إنقاذ الملك؟
لم يستطيع معرفة ذلك من نظراتهم. لقد كان هناك توترٌ شديدٌ في الأجواء وكان تور متأكداً أنه كان موضوع العديد منهم.
دخل تور البناء الخشبي الكبير المخصص للثكنات, لاحظ العشرات من الفتيان يحشون ملابسهم وأغراضهم الأخرى داخل العديد من الأكياس القماشية. بدا الأمر كما لو أنهم يستعدون لمغادرة الفيلق, هل تمّ حلّ الفيلق؟ تساءل تور بذعرٍ كبير.
أنت تقرأ
مسيرة الملوك ( الكتاب الثاني من سلسلة طوق الساحر )
Fantasíaمسيرة الملوك للمؤلف مورغان رايس رواية مترجمة