جلس كندريك في قاعة الأسلحة, على مقعد خشبي طويل, وقد جلس بجانبه العشرات من إخوته في السلاح, أفراد من الفضة. أخذ يفحص سيفه وهو يشحذه, كانت معنوياته محطمة. وفاة والده آلمته بشكل يصعب عليه شرحه. طوال حياته, كانت الطريقة التي ينظر فيها الناس إلى علاقته مع والده تزعجه. كان ماكجيل والده الحقيقي. كان يعلم ذلك في أعماق قلبه. كان يعامله كأب حقيقي, وهو كان بالنسبة لماكجيل ابناً حقيقياً. ابنه البكر. ولكن مع هذا كان في عيون كل الناس, الولد الغير شرعي. لماذا؟ فقط لأن والده اختار امرأة أخرى لتكون ملكته.
كان ذلك غير عادلاً. لقد قبل صفته كلقيط وكان يلعب دور الابن الصالح احتراماً لوالده. لقد كبت بإخلاص مشاعر حياته كلها. لكن الآن بعد أن مات والده, وخاصة أن غاريث قد توج الملك, شيءٌ ما داخل كندريك لم يعد يقبل الوضع الراهن. شيءٌ ما في داخله كان غاضباً. لم يكن ذلك لأنه أراد أن يكون الملك. كان يريد لبقية العالم فقط أن تعترف بأنه الابن البكر, وبأنه كان شرعياً, بقدر كل واحد من إخوته غير الأشقاء.
بينما كان كندريك يجلس هناك, يشحذ سيفه بالحجر, مراراً وتكراراً, بشكل كان يصدر عنه ضوضاء عالية تملأ الغرفة, وهو يفكر بالأشياء التي لم يقلها لوالده. تمنى لو كان لديه المزيد من الوقت, تمنى لو كانت لديه فرصة ليقول له كم كان ممتناً له لقبوله كواحد من أبناءه. ليخبره أنه مهما كان الناس يعتقدون, لقد كان هو والده الحقيقي, وأنه ابنه الحقيقي. ليقول له الكلمة التي لم يخبره بها من قبل, بأنه كان يحبه.
لقد أخذ والده منه في وقت باكر جدا, ودون سابق إنذار.
شحذ كندريك السيف بشكل أقوى, دافعاً الحجر نحوه مع ارتفاع الغضب داخله. إنه سيجد قاتل والده, وسيقتله بنفسه. كان مصمماً على ذلك. كان في رأسه العديد من الأشخاص الذين يشتبه بهم, وساعة بعد ساعة كان يفكر بكل منهم الواحد تلو الآخر. لقد كان أكثر من فكر به, لسوء الحظ, كان أكثر واحد يخشى أن يفكر به. أحد المقربين إليه, أخاه غير الشقيق, غاريث.
في أعماقه لم يكن متأكداً ولكنه تساءل عما إذا كان القاتل هو غاريث بطريقة أو بأخرى. لقد تذكر ذلك الاجتماع وغضب غاريث بأنه أُبعد عن العرش. لقد كان يعرف طبيعة غاريث المنحرفة جيداً, وبالمدة التي عرف فيها غاريث, كان غاريث يحسد كندريك, كونه الأكبر سناً والابن البكر, لقد كان ينظر إلى كندريك على أنه عقبة في طريقه. لا شيء يمكنه إيقاف غاريث عن توليه الحكم.
كان يفكر كندريك بالمشتبهين الآخرين أيضاً, كان هناك الكثير من الأعداء لوالده, أعداء الدولة, أعداء قاتلهم في المعارك, اللوردات المتنافسون. كان هؤلاء أقل قرباً من أفراد عائلته وكان ذلك أسهل ليركز عليهم أكثر. كان يأمل أن يكون القاتل واحداً منهم. ولكن بالرغم من محاولاته الكثيرة للتفكير في الآخرين, مرة بعد أخرى كان يجد نفسه يعود إلى أخيه غاريث.
![](https://img.wattpad.com/cover/109982325-288-k335572.jpg)
أنت تقرأ
مسيرة الملوك ( الكتاب الثاني من سلسلة طوق الساحر )
Fantasyمسيرة الملوك للمؤلف مورغان رايس رواية مترجمة